-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رسالة
ثانية إلى الرئيس الأمريكي
أوباما ا.د.
محمد إسحاق الريفي الرئيس
باراك أوباما: لقد استبشر الناس
بوصولك إلى البيت الأبيض،
واستقبلوا هذا الحدث التاريخي
بعيون يملؤها الأمل في تحقيق
الاستقرار العالمي، وبعقول
مفتوحة للتفاهم والحوار،
وبقلوب متطلعة إلى تغيير نحو
عالم أفضل يعيشون فيه بسلام،
بعيداً عن العدوان والحروب،
التي تفتك بحياة الملايين،
وتحطم طموحات الشعوب المقهورة
إلى العيش في عالم يسوده العدل
والحرية والسلام. لقد رأى
الناس في وصولك إلى البيت
الأبيض فرصة تاريخية للتغيير
نحو الأفضل، ليس فقط على مستوى
الولايات المتحدة، بل على مستوى
العالم، تطلعاً إلى إنقاذه من
الفوضى المدمرة، التي دأبت بلدك
على نشرها في العالم وخصوصاً في
بلادنا، والتي تهدد حياة
الملايين وتحيل حياتهم إلى جحيم
لا تطاق. وأملاً
في إنقاذ العالم من جحيم
الاقتتال، الذي تأججه بلدك في
منطقتنا تحديداً، وإنقاذ الشعب
الفلسطيني من الاحتلال
الصهيوني، الذي تدعمه إدارتك
بإصرار. وأملاً
في إنهاء الاحتلال
الأنغلوأمريكي للعراق
وأفغانستان، وإنقاذ منطقتنا من
أنظمة الاستبداد والطغيان،
التي تدعمها بلدك، وتحرص على
بقائها جاثمة على صدورنا.
وتطلعاً إلى حماية الأقليات
المضطهدة وإعادة اللاجئين إلى
أوطانهم. كما كنا
نتوقع منك تغيير سياسة بلدك
تجاه العرب والمسلمين، والسعي
الدءوب لإصلاح العلاقات
المضطربة بينكم وبين العالمين
العربي والإسلامي، إصلاحاً
حقيقياً، يقوم على أساس
الاحترام المتبادل، والكف عن
سياسة الهيمنة بالقوة.
كنا نتوقع منك تحسين صورة
بلدك، ليس بتجميلها وإخفاء
حقيقتها الدموية، ولكن
بالانسحاب من العراق
وأفغانستان، والكف عن تقديم
الدعم للكيان الصهيوني.
إن علاقات الولايات المتحدة
مع العالمين العربي والإسلامي
يجب أن تقوم على أساس رعاية
المصالح المشتركة، وفق القانون
الدولي، وليس على أساس استخدام
القوة والعنف والإرهاب،
للهيمنة والسيطرة، وبسط
النفوذ، وتحقيق المصالح
الأمريكية على حساب العرب
والمسلمين. أننا
نحن العرب والمسلمين أمة تتوق
إلى السلام، ولكننا لا يمكن أن
نساوم على حقوقنا وكرامتنا
وأوطاننا، ولا يمكن أن نسمح لأي
أمة بالهيمنة علينا وإنهاء
وجودنا، وقد أثبت التاريخ
للجميع أن الشعوب العربية
والإسلامية جاهزة لمقاومة
العدوان وتقديم التضحيات
الجسيمة، من أجل الدفاع عن
أوطانها وكرامتها وحقوقها،
والمأزقان الأمريكيان في
العراق وأفغانستان يشهدان على
ذلك، ويشهد على ذلك أيضاً
استمرار مقاومة الشعب
الفلسطيني للاحتلال الصهيوني،
منذ أكثر من نصف قرن، وإصرار
شعبنا على تحرير فلسطين، رغم
الدعم الغربي المجنون وغير
المحدود للكيان الصهيوني.
وفي ذلك تبديد لكل الشكوك
التي تساور أي جهة تحاول
الهيمنة على أمتنا في إمكانية
استسلام العرب والمسلمين. على
الولايات المتحدة أن تدرك جيداً
أن الهيمنة على العالم بالقوة
ضرب من الجنون، وأمر مستحيل،
وسقوط حتمي.
وعليها أن تدرك أنه لا يمكن
القضاء على حركات التحرر
الشعبية المقاومة للاحتلال
والعدوان، ولا يمكن ترويضها أو
احتوائها أو تهميشها، وأن
السلام لن يتحقق إلا برد الحقوق
إلى أصحابها، وبإنهاء الاحتلال
وكف العدوان.
إن إنصاف الشعب الفلسطيني،
وإعادة حقوقه المسلوبة،
وخصوصاً حق تقرير المصير في
وطنه فلسطين، هي أهم عوامل
الاستقرار في منطقتنا، بل في
العالم كله.
فلا استقرار مع استمرار
الاحتلال الصهيوني لفلسطين،
ولا سلام في العالم مع استمرار
العدوان الأنغلوأمريكي على
العراق وأفغانستان، ولا أمل في
تحسين صورة الولايات المتحدة مع
دعمها للأنظمة المستبدة
والطاغية في بلادنا. إننا
نتطلع إلى عالم أجمل وأكثر
أمناً واستقراراً، يحل فيه
التعاون المشترك بين الشعوب محل
الحروب الدموية، والفوضى
المدمرة، والعدوان الوحشي،
الذي يهدد إنسانية الإنسان
والسلام العالمي. هذا التعاون
المشترك من شأنه أن يحل مشاكل
العالم، التي تهدد حياة
الإنسان، ويؤدي إلى تحسين ظروفه
الحياتية، وإلى تحسين البيئة
التي يعيش فيها، لتحقيق الرخاء
والازدهار في العالم، وتعزيز
العلاقات الإنسانية بين
الشعوب، ومد جسور التعاون
والتنافس الإيجابي بين دول
العالم، في ظل تفاهم متبادل
وتعاون على البر والخير، لا في
جحيم عدوان وحروب وصراعات تسحق
كرامة الإنسان وتقتله وتعذبه. من
يتابع سياسات بلدك وممارساتها،
يدرك أن تفاؤل المتفائلين
بوصولك إلى البيت الأبيض لم يكن
في محله، فأنت تسير على خطى
سلفك، وتصر إدارتك على إساءة
الحسابات والتقديرات، ولذا
سيجني العالم من سياساتك
الحمقاء الموت والخراب، وستجني
بلدك الهزيمة والسقوط الحضاري
الحتمي. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |