-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المؤسسة
الإسرائيلية وصناعة العنف
والموت أبو
العلاء عبد الرحمن عبد الله* ما أكثر
ما كتب الباحثون في علم السلوك
والنفس والتربية والأخلاق
ورجال القانون والإعلام عن
ظاهرة العنف التي أخذت بالتفشي
والانتشار المهول في مجتمعنا
كالنار في الهشيم
وراحوا يبحثون عن الأسباب
ويتناولونها بالتحليل والدراسة
لعلهم يصلون إلى أصل العلة
وبالتالي وضع التدابير اللازمة
للقضاء على هذه الظاهرة المدمرة
وأردت هنا في هذه العجالة تسليط
الضوء على الظاهرة من باب أخر
وأشير بأصابع الاتهام إلى
المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة
واتهمها بتغذية هذه الظاهرة
وتنميتها نهجا وممارسة . ما من
يوم يمر إلا ونسمع عن حادثة قتل
أو مشاجرة حتى بات الأمر في عداد
المألوف والعادة رغم أن هذه
الأعمال ليست من شيم شعبنا ولا
من ثقافته أو
دينه وإنما هي دخيلة علية و هي
انعكاسات لما يعاني هذا الشعب
المرابط من سياسات تمييز وكبت
وقمع يمارس ضده وعلية فان
ممارسات المؤسسة الإسرائيلية
هي التي تنتج العنف وتولد
التوتر من خلال نهجها
وممارساتها الاحتلالية
العدوانية القمعية وسلوك
الجيش والشرطة والكنيست من خلال
قوانينها العنصرية
والهيئة القضائية التي تكيل
بمكيالين في أحكامها ومساواة
المجرم بالضحية وما أحداث
انتفاضة الأقصى عام 2000 وقتل 13
فلسطينيا بالجريمة التي تنسى
ولن يغفر شعبنا للقضاء
الإسرائيلي
أحكامه ولا للمجرم ناتن
زاده مرتكب مجزرة شفا عمرو ولا
تاريخ هذه المؤسسة الحافل بسفك
دماءنا حتى بات كالنهر في
الجريان الأمر
الذي يولد في النفوس ويرسخ في
الأذهان قناعات ضرورة استعمال
العنف لصد الأذى ورفع الظلم . صناعة
الموت لقد
نهجت المؤسسة الإسرائيلية
احتراف هذه الصناعة في علاقاتها
مع الفلسطينيين حيث مارست
العصابات اليهودية قتل
الفلسطينيين الأبرياء
والمدنيين الآمنين العزل
وتفجير الأماكن العامة
كالأسواق والفنادق والأماكن
العامة منذ
عام 1907وحتى عام 1948 كجماعات
إرهابية مثل البلماخ وشترن وجوش
ايمونيم و منظمة هشومر والها
كنا والوكالة الصهيونية التي
أورثت المؤسسة الإسرائيلية
الحاكمة هذا التراث عند قيام
دولة إسرائيل على مأساة
نكبة الشعب الفلسطيني عام
1948 ولا
تزال الجرائم والمجازر
والتطهير العرقي والتهجير
ألقسري والترهيب والحصار
إضافة لاستعمالها خطة
الأرض المحروقة في حروبها
مع العرب والفلسطينيين
وإلحاق اكبر قدر من الدمار
والخراب والقتل والتشريد
والتجويع والحصار إذ أن
هذا هو النهج
الرسمي للمؤسسة الإسرائيلية
على الصعيد العام والسياسة
الخارجية أما على الصعيد
الداخلي والسياسات الموجهة
لأبناء شعبنا
فان النهج نفسه وان اتخذ
أشكالا مجملة بالكثير من
المساحيق لتغطية العنصرية
والتمييز والتهجير المبرمج
إضافة لمخططات التهويد والتوسع
على حساب الأرض الفلسطينية
, لان هذا النظام يريد
التخلص من الفلسطينيين الباقين
على تراب أرضهم بكل الأشكال
والأساليب واضرب مثلا لذلك :إن
المتتبع للأحكام الصادرة من
المحاكم الإسرائيلية بحق قاتل
قتل إنسانا , يرى
أحكاما تتراوح مدتها بضع
سنين أو تزيد بقليل
إذا ما كان القاتل عربيا قتل
أخاه العربي وهذه أحكام مخففة
فيها من الترهل والتراخي ما
يغري كل صاحب نفس مريضة قتل اخية
الإنسان و من شانها تشجيع
الجريمة وانتشارها بين الناس
وهو ما تريده المؤسسة من انشغال
أبناء الشعب الواحد ببعضهم
وإشعال نار الفتنة والتفرقة
العنصرية بينهم . أما إذا
كان القاتل عربيا والمقتول
يهوديا فانه فعل إرهابي يقضى
عليه بالسجن المؤبد وقد تعطى
القضية طابعا
امنيا ليعاني القاتل الأمرين في
السجون الإسرائيلية . ولو أن
هذه المؤسسة قصدت الحفاظ على
النظام والخير والسعادة للناس
لكان العقاب من جنس العمل أو
اتخذت تدابيرا شديدة وأحكاما
قاسية تضرب بيد من حديد على
الأيدي ألاثمة المجرمة ونمنعها
من أن تسلب
أي إنسان حياته وان لم يكن غير
ذالك فان الجهاز القضائي
والتشريعي شركاء في صناعة الموت
. وفي نفس
السياق اضرب مثلا آخر : كانت
السلطة الإسرائيلية تلاحق كل من
لدية قطعة سلاح أو شبهة لعلاقة
بالسلاح لان السلاح حينها كان
يوجه ضد الدولة إما اليوم فان
السلاح منتشر ومتداول بين الناس
بشكل واضح وإطلاق النار ليل
نهار سرا وعلانية وفي المحافل
العامة والخاصة أمرا لا يستدعي
قلق المؤسسة الإسرائيلية
الحاكمة لان هذا السلاح مستعمل
بين أبناء الشعب
الواحد وترتكب
بة جرائم القتل والسطو والسرقة
والنهب والأخذ العنوة وتنشط فرق
الزعران والفتوة بغرض مسخ هذا
الشعب وسحقه وإغراقه بالفساد
والجهل وكما قال بن غوريون
الكبير سيموت والصغير سينسى . والأمثلة
أكثر من أن تحصى أو تعد في
صناعة المؤسسة الإسرائيلية
للموت والعنف معا ولكنى اذكر
هنا مشهدا ثالثا على سبيل
المثال لا الحصر : هدم المؤسسة
الإسرائيلية البيوت الفلسطينية
خصوصا في القدس ويافا واللد
والرملة وسائر مدننا وقرانا
العربية التي يراد لها التهويد
ولأهلها الترحيل
. هدم
الاحتلال الإسرائيلي
في الضفة الغربية ما بين عام
1987-2008 ما
مجموعه 3419
منزلا ومبنى مشردا ألاف
العائلات بلا
مسكن أو مأوى ومنذ العام 1967 هدم
ما يزيد عن 24000
بيتا وفي القدس تنتهج
البلدية سياسة التضييق والخناق
على الفلسطينيين
إذ أن
13% فقط من
أراضي القدس الشرقية مسموح
للفلسطينيين البناء
عليها و30%
من ألأراضي مصادرة للتوسع
الاستيطاني
و 22% مصنفة على أنها أراضي
خضراء و30%
أراضي غير مخططة
رغم أن التوسع السكاني يحب
أن يكون على اقل تقدير 1000 وحدة
سكنية سنويا في حين لا تسمح
إسرائيل للفلسطينيين بناء أكثر
من 100 وحدة سكنية كل سنة
على أحسن تقدير , هذا
بالإضافة لأعمال المستوطنين
واعتداءاتهم اليومية ومحاولات
التزييف والسطو على أملاك
الفلسطينيين تحت سمع وبصر
وحماية المؤسسة الإسرائيلية . وفي
يافا واللد والرملة وحيفا وعكا
تتكرر المأساة بنفس
السيناريو لان السلطات
الإسرائيلية تسعي لتطبيق نظرية
يهودية الدولة ومحو تاريخ
سكانها الفلسطينيين وسلبهم
أملاكهم ومقابرهم وأوقافهم
وقلعهم من الجذور ورميهم إلى
البحر أو الصحراء ففي هذه المدن
المختلطة لا يسمح للفلسطينيين
بإصدار تراخيص البناء أساسا مما
يجبر الكثير من العائلات على
السكنى في بيوت قديمة آيلة
للسقوط أو بيوت الزينكو
والاسبست في معلم للرباط لا
ينقطع ولا يزول وإصرار تفنى
دونه الحياة ولا يهون . وضمن
هذا النهج المبرمج تكثر حالات
القتل والفساد والمخدرات
والسموم والمشاكل الاقتصادية
والاجتماعية نتيجة ممارسات
حكومية مقصوده
وسياسات مرسومه كعقاب جماعي
و حرب شعواء على المرابطين في
أراضيهم بهدف محو تاريخهم
وتغيير معالم البلاد وتهجير
سكانها الأصليين. ولا
أنكر أن على المجتمع مسؤولية
عظيمة في نبذ العنف ومظاهرة من
خلال التنشئة
السليمة للجيل الواعد
إضافة للسلوكيات
الاجتماعية التي يسلكها الكبار
إذ أن الأمر يتطلب نبذ المجرمين
وتجار المخدرات والسلاح
و الزعران
ومقاطعتهم
حتى يكون رادعا لهم عن مثل
أفعالهم فتسود
في المجتمع القيم الإنسانية
والأخلاقية وتصبح الآداب
والعلوم والثقافة موازين
مفاضلة بين الناس ولان التحديات
جمة والمنزلقات كثيرة والأخطار
تحيط بنا من كل جانب , علينا أن
نفوت الفرصة على كل المتربصين
فينا الدوائر فانه واجب ديني
وطنية وغاية أسمى
. عائدون
يا ثرى الأنبياء ــــــــــ *كاتب
إعلامي – الناصرة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |