-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 13/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نابلس تنتصر للقدس فاقتدوا بها

عبد الرحمن أبو العطا*

تبدو الصورة في مدينة القدس ملتهبة رغم برودة الشتاء القارس جراء الإسراع الملحوظ في مخططات إفراغ المدينة المقدسة من أهلها والتي لم تشهد لها سابقة منذ استكمال الصهاينة احتلالها في حرب النكسة 1967م.

والظاهر أن العدو وجد الفرصة مواتية للمضي قدما في إحراز إنجازات على صعيد سلب الأرض وطرد أصحابها وإحلال اليهود بدلا منهم وتغيير الواقع الديموغرافي بقوة السلاح لإجبار المقدسيين على الرحيل عن ديارهم وممتلكاتهم.

ففي خارج المدينة التي يتحكم الصهاينة فيها من غير وجه حق حكومتان لشعب واحد تستندان في قراراتهما كل إلى سند مختلف وتضعان على رأس الاهتمامات قضايا وطنية هامة من بينها القدس،  ولكن الحقيقة المرّة أن البيانات الرسمية الصادرة ليس في مقدرتها إعادة عائلة واحدة إلى منزلها.

ولقد تمرس شعبنا وعلمت أمتنا عبر دماء شهدائنا الذين تقدموا صفوف المعركة ولبسوا الأحزمة الناسفة أحيانا ونصبوا العبوات المتفجرة أخرى وصوبوا بنادقهم إلى صدور جنود الاحتلال أن الجلاء عن الأرض يتطلب معارك متواصلة ودماء نازفة وأشلاء متقطعة هذا للعيش بكرامة في الدنيا أما لعيش الآخرة فطلابها يسعون لأسمى من ذلك إلى جنة عرضها السماوات والأرض والثمن واحد والنية تفرق هذا عن ذاك.

فلن يخرج اليهود من مدينة القدس و لا غيرها وهم متشبثون بها مدعون أنها أرض الميعاد ويدفعون لأجلها الدماء إلا بما خرجوا به من غزة وجنوب لبنان وسيناء، بالقتال الذي لا يعرف تهدئة أو هدنة أو ضعفاً واستكانة ، وبالتضحيات التي تدخل الهزيمة في صدور أعدائنا حتى يتمنوا لو أن "غزة ابتلعها البحر".

وإنني هنا لا أتحدث عن تجارب في مخيلتي ولا عن وقائع جرت في غير بلادي بل أتكلم عن واقع معاش نحياه في قطاع غزة بلا يهود ومن غير جيشهم الذي يضع الحواجز ويغلق الطرقات ويسلب الأراضي ويقتل الأبرياء مع كامل التحفظات.

ومهما ساءت الأوضاع في قطاع غزة واشتد الحصار فإن ذلك خيرٌ من بقاء الاحتلال الإسرائيلي الذي يحكمنا بغير ديننا ، ويحاكمنا إلى غير أخلاقنا ، وينشر الفساد بين شبابنا وفتياتنا، ويلاحق دعاة الصلاح وعمّار المساجد ، ويضيق الخناق علينا في كل مناحي الحياة.

لذلك على فلسطين من نهرها إلى بحرها أن تهب بجميع أهلها لإعانة أهل القدس ونصرتهم في وجه الهجمة الصهيونية التي تستهدفهم وتبعدهم عن واحدة من أهم مقدسات المسلمين وتحل بدلا عنهم يهودا يدنسونها.

لا أقول انتفضوا في مسيرات فلا أكثر من مسيرات شعبنا على مرّ السنين ، ولا أقول أصدروا المزيد من البيانات فلا أكثر من بيانات فصائلنا على مرّ العقود ، ولا أقول أرسلوا رسائل البريد الإلكتروني ، وانشروا التقارير الصحفية ، والصور الكاشفة لحجم الجريمة ، وأشرطة الفيديو الموضحة لعظم الأحداث فهذا مطلوب وإلا أنّه لا يفي بالغرض ولا يحقق الهدف.

ولكنني أدعو إلى اتخاذ نابلس قدوة في تحركاتنا وهي التي خرج أحد أبطالها يتعرض لجنود الاحتلال فطعن أحدهم بسكين في قلبه، قرب مفرق تفوح جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ولم يكترث لما أصابه من جرح جراء محاولة دهسه.

يا أحباب القدس .. هذا يومكم .. وهو يوم اختبار صدقكم .. أخرجوا أسلحتكم من أغمادها وصوبوا بنادقكم إلى عدونا واطردوهم عن أرضنا وامنعوهم من طمس هويتنا وأشغلوهم في أنفسهم عن مطاردتنا واقتلوهم قبل قيامهم بقتلنا وخففوا عن أحبابنا في مدينة القدس وأفشلوا مخططات العدو. 

ـــ

* كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في غزة.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ