-ـ

ـ

ـ

الأحد 14/02/2010

حماية العقل الجمعي من الإشاعة

ياسر زهير خليل*

الاشاعة  هي أمر ما  يذاع بين أوساط الناس ولا يكون له أصل في اغلب الاحيان فالهدف بالتأكيد يكون لاثارة البلبلة و الفتن و تحقيق غايات معينة أو التأثير على معنويات الناس ونظراً لخطورتها وعمق تأثيرها يمكن أيضاً أن  تشمل الأشاعة  جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية فلهذا  نجد ان الاشاعة لعبة ذات تأثير كبير في هذه المجالات على المجتمع برمته فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)0

تلعب  الأشاعة  "المهَّولة" أحياناً دورا مهما بتمرير  ما يراد فعله و اثرها يصب في مصلحة مصدرها الاساس والغاية التي اطلقها من اجلها ومهما كان مضمونها سيكون دورها سلبيا  حيث تكون عادة  مرتبطة بالناس واهتماماتهم وتنتشر اذا توافر لها شروط هما الاهمية والغموض  وأن يكون المواطنين مهيئين لقبول الإشاعة أو  أن تجد الأشاعة أرض خصباً ومرتعاً في أوساط المجتمع  وللأسف أحياناً في أوساط المثقفين 0

الأشاعة تعد حرباً من أشد وأقسى الحروب التي يشنها الأعداء تتمثل في بث الإشاعات الهادفة إلى النيل من المجتمع وهي من أخطر الأمراض التي تهدد بنية أي مجتمع وتماسكه وتهدف إلى زعزعة الجبهة الداخلية للمجتمع وهذا ما يؤكده كثير من علماء الأجتماع والنفس والمختصين على خطورتها  ودورها في التأثير على المواطنين وتحطيم روحهم المعنوية وعدم الاستقرار في صفوف المجتمع ولها الأثر الكبير على جميع مجريات العمل والنهوض والتنمية للمجتمع  والتشكيك به سواء كان  منها ما يستند إلى بعض الحقيقة أو لا يستند إلى حقيقة  فالهدف منها خلق بلبلة وعدم استقرار وغيرها من الأهداف التدميرية الهدامة والتي يمكن أن تؤسس إلى فوضى عارمة والذي سيزيد من هموم الناس0

نقول هنا ونؤكد أن الإشاعات لا تنتشر بشكل عبثي وإنما تكون   بجهود مقصودة ومبرمجة ومدروسة في بثها يساعدها  مراكز أبحاث متخصصة في كيفية إدارة الإشاعات وبثها ودبلجتها وتعزيزها بعوامل مفبركة وأشخاص من الطابور الخامس في المجتمع0
هنا من المهام التي يجب ان تضطلع بها منظمات المجتمع المدني التركيز على حماية العقل الجمعي من الاشاعة  وخصوصاً التي  لها اغراض معادية او عابثة في النسيج الاجتماعي أو التي تستهدف  الروح المعنوية الوطنية وهزها  عن طريق التصدي لتلك الاشاعات وكشف اغراضها والقائمين على تنفيذها و الضرر المحدق منها على مجتمعنا والتي  لا تريد الخير لبلدنا واهلنا.

أخيراً الأشاعة المهولة آفة خطيرة يجب مواجهتها ويجب وضع حد لهذا لما له من أضرار جسيمة فتاكة وبلبلة الرأي العام وبث السموم  في المجتمع وإذا لم يتكاتف كل المواطنين والشعب في مقاومتها  بكل عنف فإنها ستقضي على الروح المعنوية التي هي أساس كل نجاح0

ـــــــــ

*مشرف موقع المستشار الالكتروني - طولكرم

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ