-ـ

ـ

ـ

الاثنين 15/02/2010

المعوقون الملعونون ...!!

غسان مصطفى الشامي

ghasanp@hotmail.com

أثار خطاب "سارة بالين" المرشحة الأمريكية السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي خلال حفلة شاي جدلاً واسعاً بين الأمريكان، حيث خرجت السيدة بالين عن التقاليد الرئاسية الأمريكية التي يتبعها أوباما في إلقاء خطاباته من خلال الآلة الإلكترونية وفضلت بالين إلقاء الخطاب بشكل عادي، لكن كاميرات التصوير أظهرت أن " بالين " كتبت على راحة يدها المحاور الرئيسية الأربعة لخطابها وهي " الطاقة " و" تقليص الميزانية" و" الضرائب" و" رفع المعنويات" ، فيما تمثل هذه المحاور الأربع سياسات الحزب الجمهوري الأمريكي الذي ينتقد سياسات الرئيس الأمريكي " أوباما" تجاه الصرف العام في الميزانية ورفع الضرائب لتمويل تلك الميزانية، إضافة إلى التركيز على الطاقة والنفط لضمان الاقتصاد الأمريكي.

كما نشرت الصحف الأمريكية صورة يد " بالين" والعبارات الأربعة المكتوبة عليها، فيما بثت قنوات التلفزيون تسجيل " بالين " وهي تنظر إلى يدها قبل الإجابة على أسئلة محاورها، و سخرت البرامج التلفزيونية السياسية الأمريكية من فعل " بالين " فيما وجه المذيع الكوميدي الأمريكي " ستيفن كولبير" أشد الانتقادات لبيلين ووصفها " بالمعاقة " ومنتقدا دفاع " بالين " عن المذيع اليميني المتشدد "راش ليمبا " الذي استخدم العبارة نفسها لوصف مجموعة من الناشطين الليبراليين، واعتبرت بالين أن هذه العبارة مناسبة لأنها في إطار فكاهي، بينما طالبت باستقالة كبير موظفي البيت الأبيض "رام إيمانويل " لاستخدامه عبارة " المعوقين الملعونين " للمجموعة نفسها، قائلة إن الفرق بين "ليبما" و "ايمانويل" يكمن في أن الأخير استخدم العبارة بجدية لمهاجمة معارضيه.

ما يظهر لنا خلال المحاور الرئيسية ليساسات الحزب الجمهورية الأمريكي، ما يحياه المواطن الأمريكي من تدهور كبير في معنوياته، بسبب الهزائم المتلاحقة للجيش الأمريكي في معاركه في بلدان العالم لاسيما العراق وأفغانستان، الأمر الذي أصاب الإدارة الأمريكية بالإحباط الكبير وجعلها تصارع الموت اليومي وهي ترفع منذ سنوات شعار " القضاء على الإرهاب" ولم تحقق أي انجازات في هذا المضمار ..

إن معنويات المواطن الأمريكي مهترئة نظرا للأزمات الاقتصادية التي يمر بها الأمريكان، والمشاكل الاجتماعية الناجمة عن  هذه الأزمات، فقد ازدادت معدلات الفقر والجوع بين الأمريكان، وزاد عدد المشردين، فضلا عن ازدياد معدلات الجريمة بشتى أنواعها في أرجاء الولايات المتحدة، كما أن السقوط الأخلاقي الكبير في القيم والمثل الذي تحياه الأمة الأمريكية .. كل هذه المشاكل وغيرها جعلت معنويات المواطن الأمريكي وإدارته الفاشية بالحضيض وأشعرته باليأس والإحباط من سياسات وبرامج إدارته الجديدة التي رأي فيها المستقبل والأمل في التغيير للأحسن، بعد الخراب والدمار الكبير الذي تركه خلفه الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن ورحل بضربة حذاء عراقية ..

والسؤال هنا هل تستطيع الإدارة الأمريكية تحقيق الأمن والأمان  للأمريكان ورفع الروح المعنوية لهم والتخلص من الأزمات والأمراض النفسية التي يحياها الأمريكان يوميا ...!!؟؟ .

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ