-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المقاومة
الإسلامية .. من خيار شعبي إلى
ضرورة وطنية احمد
الفلو*
خمس وأربعون عاما ًضاعت من
عمر القضية الفلسطينية ما بين
عبث القيادات الفتحاوية ودجل
زعامات اليسار التي جعلت من
مهارة قادتها وإجادتهم فنون
اللصوصية لأموال المساعدات
العربية نبراسا ًشقَّ لها
الطريق للتحكم بمقدرات قضية
فلسطين أرضا ًوشعبا ً ، وقد ساعد
تلك الزعامات في تسنّمها لمراكز
قيادة منظمة التحرير منذ نشوءها
حتى يومنا هذا ثلاثة عوامل
رئيسة :
-أولها النظام الرسمي
العربي وتوقه للتخلص من عبء
القضية الفلسطينية، خاصة ًوأن
تلك الأنظمة العربية الثورية
منها والمعتدلة تنظر إلى فلسطين
على أنها همّ ثقيل يجب إزالته عن
عواتقها لأنها كما يدَّعون من
أكبر معوقات التنمية فكان للعرب
ما أرادوا وأصبحت منظمة التحرير
عام 1972م هي الممثل الشرعي
والوحيد للشعب الفلسطيني، ولم
يكن ذلك سوى صفقة تم من خلالها
تبادل المنافع حيث برَّأ النظام
العربي الرسمي ذمته بتخليه عن
القضية الفلسطينية مقابل تنصيب
أولئك الطامحين لتبوُّء كراسي
القيادة بعد إزاحة المرحوم أحمد
الشقيري ومن معه وهكذا [خلا
الميدان لحميدان] كي يغرف من
أموال المساعدات دون حسيب ولا
رقيب وصار ذلك عادة وأسلوبا
ًفعّالا ً لمن أراد الثراء وجمع
المال، وتداعى قادة اليسار
لمغانم المنظمة ودولاراتها،
وكانت النتيجة أن التنمية
العربية لم تتحقق، و أن فلسطين
لم تتحرر.
- ثاني تلك العوامل كان عزوف
العديد من الشخصيات الوطنية
والإسلامية الفلسطينية عن
العمل السياسي، إضافة إلى
استبعاد قيادة منظمة التحرير
للشرفاء والمخلصين من أبناء
فلسطين وعلى الأخص القوى
الإسلامية التي كان لها قصب
السبق في قيادة النضال الوطني
الفلسطيني منذ بدء الاستيطان
اليهودي لفلسطين أي منذ بداية
القرن المنصرم وعلى يد الشيوخ
عز الدين القسام والجمجوم
وحجازي، وفي الوقت الذي كان فيه
الماركسيون الفلسطينيون بقيادة
اليهودي الماركسي ماير زون
يناضلون من أجل وحدة الطبقة
العاملة الفلسطينية مع الطبقة
العاملة اليهودية القادمة
للاستيطان في فلسطين، وكان
التيار القومي يعتبر قضية
فلسطين قضية عربية تهم العرب
جميعا ً، وبقيت قيادة منظمة
التحرير تصرّ على إبقاء حركة
حماس الإسلامية خارج المنظمة,
بينما عين ياسر عرفات اليهودي
الإسرائيلي يوري ديفيس عضوا في
المجلي الوطني الفلسطيني عام 1984م،
أما عام 2009م فقد ترشح اليهودي
يوري ديفيس لعضوية اللجنة
المركزية لحركة فتح خلال مؤتمر
الحركة الأخير.
- ثالث تلك العوامل وأخطرها
بنظري ترافقت مع مجيء ياسر
عرفات لقيادة فتح و منظمة
التحرير وطرحه السياسي القائل
بأن (القضية الفلسطينية هي قضية
الشعب الفلسطيني)وما تبع ذلك من
تجاهل لمكانة وأهمية القضية
الفلسطينية في العالمين العربي
والإسلامي، وكذلك طمس وإخفاء
مستشعرات الخطر الصهيوني على
الشعوب العربية والإسلامية،
مما أدي إلى إضعاف مستوى
التلاحم والتعاضد المنشود من
أبناء الأمتين، وكانت
المعالجات في هذا الشأن تقتصر
على تحالفات انتقائية يقيمها
ياسر عرفات مع هذا النظام أو ذاك
وفق معيار واحد هو كمية المال
الذي تضخه هذه الدول في ميزانية
المنظمة ليتم بعد ذلك تسريب
المال إلى أرصدة قادة المنظمة
وفتح، ولم تكن تلك التحالفات
مبنية على أساس سياسي قائم على
الوعي المشترك مع الدول العربية
والإسلامية بمخاطر الصهيونية
العالمية.
صحيح إن حركة فتح تريد دولة
فلسطينية مستقلة، ولكنها
تريدها دولة لفتح وليس دولة
الشعب الفلسطيني، ولهذا السبب
فإنها فشلت في ذلك منذ إعلان
الدولة الفلسطينية على الورق
عام 1988م ومرورا ًباتفاقات أوسلو
1993م وكان من الممكن إقامة هكذا
دولة لو أنها اعتمدت على
انتفاضة الشعب، و لرضخت
الولايات المتحدة وإسرائيل
لمطالب الشعب، لكن إدراك العدو
الإسرائيلي بأن تلك المطالبة
بالدولة هي مطلب فئوي قام
بالأصل على قمع انتفاضة الشعب
على يد العصابة الفتحاوية، و
بالتالي فإن فتح ويسارها لا
يمتلكان أي ورقة ضغط لها قيمة
ولا أي تمثيل شعبي لها سوى
مجموعة المتفرغين للأعمال
المكتبية وردهات الوزارات
الوهمية ومكاتب الجبهات
والتنظيمات الذين لا عمل لهم
سوى انتظار راتب آخر الشهر الذي
يهطل عليهم من خلال مزراب
المالية، ومعلوم أن أمثال هؤلاء
لا يمكن أن يكتسبوا أي تقدير لا
من الشعب الفلسطيني ولا من
العدو الإسرائيلي.
الآن وبعد كل هذا الانغماس
في الرذيلة والنزول إلى مهاوي
الانحطاط فإن سلطة مثل تلك لا
يجمع بين أهلها سوى هواية جمع
الدولارات والانبطاح بين أفخاذ
العاهرات،فإنه لا داعي لبقاء
هؤلاء لحظة واحدة في مواقع
السلطة لأن شعب فلسطين في كل
مكان لا يمكن أن يقبل بهكذا
مهزلة ولا يرضى أن تكون سلطته
سيفا ً مسلطا ً على رقاب
المقاومين، و كان من المفترض أن
يلقي شعبنا بهؤلاء في مكب
النفايات منذ اللحظة التي تم
القبض فيها على عناصرهم بينما
كانوا يرشدون الموساد وسلاح
الجو إلى مواقع المقاومين خلال
حرب الفرقان المجيدة التي رفعت
روؤس الفلسطينيين عاليا ً وخفضت
رؤوس الصهاينة ورقاب عبيدهم في
قصر المقاطعة.
لقد أضحت الانتفاضة الشعبية
والمقاومة المسلحة على جيش
الصهاينة الذي يحمي مجموعات
الدعارة واللصوص في الضفة
الغربية المحتلة نقول أصبحت تلك
الانتفاضة الآن أكثر إلحاحا
ًلإسقاط رموز العار والرذيلة
القابعين في قصر عباس، ليس ذلك
فحسب بل إننا لم نعد نطيق مشاهد
زعماء الرذيلة الأوسلويين وهم
يقبلون أيدي ووجنات ليفني
وهيلاري ونتنياهو سارقي وطننا
وقاتلي أطفالنا، ولم يعد شعبنا
يطيق سلطة الدعارة التي تقتل
المجاهدين وتعتقلهم وتعذبهم من
أجل عيون إسرائيل، معركتنا هي
معركة العروبة والإسلام ضد
الصهيونية. ـــــــــ *كاتب
عربي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |