-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأتراك
بعيون العرب محمود
عثمان* الأتراك
بعيون العرب كان عنوانا لندوة
عقدت في مدينة أورفة المدينة
التركية التاريخية العريقة
يومي السبت والأحد الماضيين .
الندوة نظمها اتحاد الكتاب
العرب واتحاد كتاب أورو آسيا
وحضرها لفيف من الكتاب
العرب من تونس والسعودية
والأردن والإمارات وفلسطين
والسودان لكن الحضور الأكبر كان
للسوريين سواء على صعيد الكتاب
فقد شارك ما يزيد على عشرين
كاتبا ومثقفا , أم على الصعيد
السياسي الرسمي حيث شارك إلى
جانب محافظ أورفة كل من محافظي
اللاذقية وحماة
و الحسكة ودير الزور ورئيس
بلدية الحسكة والسفير السوري في
أنقرة نضال قبلان . هذه الندوة
هي الثانية ضمن نشاطات التواصل
العربي التركي . حيث عقدت الندوة
الأولى في مدينة اللاذقية أواسط
شهر كانون الثاني من العام
الماضي . كلمة
رئيس بلدية أورفة ثم كلمة
الوالي تركزت على أواصر الجوار
والقربى بين الشعبين التركي
والسوري الضاربة قدما في
التاريخ والمتصلة جسما في
الجغرافيا تحتم طرح الخلافات
والتخلص من رواسب الماضي
والتعاون وحسن الجوار لبناء
مستقبل أفضل .. كلمة حسين جمعة
رئيس اتحاد الكتاب العرب قال
فيها إن امرأ القيس الموجود
قبره في أنقرة قد ربط العرب
بالأتراك منذ قديم الزمان ! .
وركز على ضرورة اعتماد خطاب
سياسي مقاوم للعدو الصهيوني
المشترك !.. ثناؤه على الرئيس
بشار كلازمة بين كل جملتين
جعلتني أشك بأن الرجل أحضر
كلمته أمام مؤتمر الحزب بدل
كلمته للندوة , فعاد بي ثلاثين
عاما للوراء إذ لم يتغير الخطاب
الحزبي قيد أنملة .. كلمة السفير
السوري نضال قبلان كانت غاية في
الرصانة والبلاغة . قال إن سوريا
شاركت في الحضارة العثمانية ! إذ
كان الصيادي من خان شيخون أحد
الأعلام السياسية في الدولة
العثمانية , ولا زال جامع
الخسروية في حلب باكورة آثار
المعمار العالمي الشهير سنان
قائما يؤدي دوره .. إلى جانب
الكثير من الآثار والشواهد التي
تؤكد على التواصل الحضاري بين
الشعبين , ثم أضاف بأن العلاقات
السورية التركية رغم أنها حديثة
العهد إلا أنها قطعت شوطا كبيرا
إذ تم التوقيع على خمسين
اتفاقية بين البلدين شملت معظم
الجوانب السياسية والثقافية
والاقتصادية والعسكرية لتشكل
هذه العلاقات التي لا تحدها إلا
السماء نموذجا للمنطقة بل
للعالم بأسره . كما شدد على أن
يوازي هذا الحراك السياسي حراك
ثقافي يدعمه ويؤازره , وفي هذا
الإطار تم الاتفاق بين الطرفين
على قبول الشهادات الجامعات
ومعادلتها .. كلمة قبلان أوحت
بوجود فريق سياسي في سوريا واع
منفتح بعيد عن الخطاب الخشبي
المتحجر , لكن يبقى السؤال
مطروحا عن مدى عمق هذا الخطاب
ونفوذه وتأثير في القرار
السياسي إذ
لا يزال صوت وسوط وسلطة الأجهزة
لأمنية فوق الكل !. نائب
رئيس اتحاد كتاب أورو آسيا عمر
قاير أشار إلى كلمة الرئيس بشار
الأسد التي وجهها إلى ندوة
اللاذقية وقال فيها "إن
الدولة العثمانية لم تكن
استعمارا" .. فقال إن هذه
الجملة كان لها وقع كبير جدا عند
الأتراك لا يقل أثرا عما تركه
موقف رئيس الوزراء رجب طيب
أردوغان في مؤتمر دافوس عند
العرب . ثم أضاف بأن هناك فكرتان
مغلوطتان عند إخواننا العرب
تثيران حفيظة الأتراك وتؤلمهم ,
الأولى : القول بأن الدولة
العثمانية كانت دولة استعمارية
!. والثانية أن الأتراك أصبحوا
كفارا بعد الجمهورية !. لكنني
من خلال الحوارات الجانبية بينت
أن هذه الإدعاءات ليس لها وجود
عند الشعوب العربية ولا عند
مثقفيها , إنما هي من عقيدة حزب
البعث وأفكاره الذي ينحصر وجوده
في سوريا والعراق , بل إن
المناهج الرسمية السورية فقط هي
التي تحوي هذه الترهات . مداخلات
الأكاديميين ركزت على وحدة
الشعبين من خلال صلات القربى
والعادات والتقاليد والأعراف
والكلمات والتعابير اللغوية
المشتركة .. الشعبان عاشا
أربعمائة عام ضمن دولة واحدة ,
ولا توجد مشاكل حقيقية بين
الطرفين .. سوريا يمكن أن تشكل
بوابة لتركيا وجسرا لعلاقاتها
مع العالم العربي .. استشهاد بعض
الأدباء والكتاب السوريين
بالشاعر ناظم حكمت والكاتب عزيز
نسين أثار حفيظة الأتراك !
واعتراضهم . إذ أنهم رغم
اعترافهم بمكانة هذين الرجلين
الأدبية إلا أنهما لا يشكلان
سوى جزءا من الأدب التركي
المعاصر , ثم الاتجاه الشيوعي
عند ناظم حكمت , والإلحادي عند
عزيز نسين يجعل الصورة منقوصة ,
فهناك محمد عاكف أرصوي الشاعر
الذي نظم النشيد الوطني التركي ,
والشاعر نجيب فاضل والشاعر
سزائي قراكوج من الشعراء
المعاصرين وغيرهم كثر إلا أن
انقطاع التواصل الثقافي بين
العرب والأتراك , وسيطرة عقيدة
حزب البعث الاشتراكية على
الثقافة الرسمية في سوريا أدت
إلى ترجمة أثار ناظم حكمت عن
اللغة الروسية – وليس التركية _
مما سبب شهرة لناظم حكمت وعزيز
نسين عند العرب . كلمة
الصحفي المخضرم حسني محلي فند
فيها المزاعم التي تدعي أن
العرب طعنوا الأتراك في الظهر
أثناء الحرب العالمية . فركز على
الدور السلبي لجمعية الاتحاد
والترقي وسياساتها التي أضرت
بالعرب والأتراك على حد سواء .
كما نوه إلى تحسن العلاقات
وتطورها بين تركيا والعالم
العربي خلال حكم حزب العدالة
والتنمية وأثر الزيارة التي قام
بها عبد الله جول عام 2003 أيام
كان رئيسا للوزراء . الكلمة
(الخطبة ) الحماسية للصحفي الشاب
خاقان ألبيرق الذي ألف كتابا
قبل عشر سنوات دعا فيه إلى قيام
وحدة بين تركيا وسوريا ! يومها
لاقى من السخرية والعنت ما لاقى
لكن معطيات اليوم تؤكد وتؤيد ما
ذهب إليه , ركز فيها على انتفاء
الفوارق بين الشعبين ابتداء من
الشكل إلى الأكل إلى العادات
والتقاليد إلى الثقافة , وأكد
على عبثية الحدود بين البلدين !
فقال : إنه بالقدر الذي نستهجن
فيه وضع حدود بين أنقرة
واستانبول أو ماردين وعنتاب أو
حماة وحمص فإننا يجب أن نستهجن
الحدود بين عنتاب وحلب وأورفة
والحسكة .. هذه العبارات أضفت
جوا عاطفيا حارا , و قوبلت بسيل
من التصفيق . توجت
الندوة بافتتاح معهد لتعليم
اللغة العربية في جامعة حران في
أورفة وسيفتتح قريبا معهدا
لتعليم اللغة التركية في الحسكة
.. الندوة التي كانت فرصة لقاء
وتواصل بين الأشقاء طرحت كما
هائلا من الأسئلة ليس أولها : من
الظالم الذي فرق الأشقاء ؟ ولن
يكون آخرها : هل تفلح الثقافة في
إصلاح ما أفسدته السياسة ؟!. ـــــــــــ *كاتب
وباحث في مركز الشرق العربي
للدراسات الحضارية
والإستراتيجية
ـــــــ ربما
الجدير بالملاحظة محاولة البعض
لحاجة في نفوسهم التي تعفنت
جراحها تغييب الإسلام كقاعدة
وأفق ومظلة (والله متم نوره) قال
امرؤ القيس قال، ألا يعلم هذا أن
أمرأ القيس إن وصل إلى أنقرة لأن
طه حسين يشكك في أصل الرحلة وفي
قصيدته الرائية أيضا، امرؤ
القيس هذا قصد أناضول الروم
وليس أناضول الترك ... ما أقبح
السيادة مع الجهل مركز
الشرق العربي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |