-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مظاهر
الهجمة الشرسة على الوطن العربي د.
بوفلجة غيات عرفت
العقود القليلة الماضية هجمة
شرسة على العالم العربي، مع
بداية الألفية الثالثة. ليست
الهجمات الأخيرة عمليات عفوية
وردود أفعال، كما يعتقد الكثير،
وإنما هي خطط معدة سلفا للقضاء
على أي تمرّد ومقاومة. لقد بدأ
تنفيذ المخططات العدوانية مع
الهجوم على البرجين التجاريين
بنيويورك، والذي تدور حول حقيقة
ما جرى حينها الكثير من الشكوك،
وقد يكون ذلك حجة مدبّرة
للإنطلاق في تجسيد الأطماع
الغربية المعدّة سلفا. لم يكن
غالبية السياسيين الغربيين،
بما في ذلك الأمريكيين
والإسرائيليين، يعتقدون أن
القضية الفلسطينية تبقى حية
لأكثر من 50 سنة، رغم اتفاق
العالم الغربي وتسخير كلّ
إمكانياته للقضاء عليها. قد
يكون ذلك تأكيدا بأن للقضية
الفلسطينية عمق إستراتيجي عربي
وإسلامي، وأنه لا يمكن القضاء
على القضية الفلسطينية دون
القضاء على عمقها المتعاطف
شعبيا معها من طنجة إلى جكارطا.
لهذا كان لا بد من مخطط جهنمي
لضرب دعائم هذه الأمة، وأن
الإسرائيليين لا يتهاونون في
تحقيق ذلك ولو على جماجم
الملايين من العرب والمسلمين. مظاهر
الهجوم الغربي على الدول
العربية: إن
الأحداث التي يعرفها العالم
الإسلامي من عدم استقرار سياسي
واضطرابات أمنية وانتكاسات
اقتصادية، لا يمكن أن تحدث لولا
وقوف جهات غربية وراءها
بإمكانياتها الإقتصادية
والعسكرية والمادية الضخمة. ولا
يمكن أن تكون هذه الدول غير
إسرائيل والولايات المتحدة
وحلفائهما الأوروبيين، لما لهم
من إمكانيات مادية وما يكنونه
من عداوة للإسلام والمسلمين. وهنا لا
بد من إلقاء نظرة عامة وشاملة
على أهمّ الأحداث التي عرفتها
مختلف المناطق العربية
والإسلامية. 1.
فلسطين: لا توجد أي قضية بقيت
لمدة طويلة موضوعا لصراعات
حضارية وعسكرية وسياسية
وثقافية مثلما هو الحال بالنسبة
لفلسطين. وقد مرّت على المنطقة
عدّة حضارات وغزوات جيوش، ومن
أهمها بعد دخول الإسلام، هجمات
الصليبيين ودخولهم القدس، التي
حرّرها صلاح الدين الأيوبي
منهم. وقد انضوت فلسطين فيما بعد
تحت لواء الإمبراطورية
العثمانية، وبقيت تحت راية
الإسلام، إلى أن دخلها
الإنجليز، في إطار الحروب
الإستعمارية المعاصرة. وقد
دخلها اليهود المستوطنون تحت
حماية البريطانيين المحتلين
والقوى الغربية والشرقية، التي
كانت مهيمنة على العالم، مما
أدى إلى ظهور وعد بلفور، وقرار
تقسيم فلسطين بين الإسرائيليين
والفلسطينيين بتواطئ وصمت
دوليين. ومنذ
نكبة فلسطين سنة 1948 إلى اليوم،
قامت عدة حروب بين إسرائيل
والدول العربية، واتخذ مجلس
الأمن عدة قرارات، وطرحت عدّة
مبادرات للسلام، إلا أن العملية
لم تعرف أي تقدم. ذلك أن الدّول
الغربية تراهن على تسوية مع
أنظمة عربية رسمية منهزمة
عسكريا ومعنويا، في حين أن
القضية الفلسطينية قضية شعبية
وعقدية. وقد عوّلت إسرائيل
والولايات المتحدة الأمريكية
في عهد الرئيس جورج بوش، والغرب
عموما، على محمود عباس لتصفية
القضية الفلسطينية، إلا أن وجود
حركة المقاومة الإسلامية
"حماس"، والجهاد الإسلامي،
وتزايد وعي الشعوب الإسلامية
بعدالة قضيتهم، وتعنت إسرائيل،
جعل من الصعب تمرير قرارات
تصفية القضية. فقد قاوم الشهيد
ياسر عرفات ورفض التفريط في
القضية الفلسطينية حتى استشهد،
وليس بإمكان محمود عباس ولا أحد
آخر غيره، الإمضاء على قرارات
تعاكس طموحات الفلسطينيين
عموما، والأمة الإسلامية ككل. فما
يزعج إسرائيل أن عهدها الذهبي،
عصر انتصاراتها وتوسعها على
حساب الدول العربية المجاورة قد
ولى إلى غير رجعة. ومع انتهاء
فترة رئاسة الرئيس جورج بوش
الإبن، الذي كان أكثر دموية
وحقدا على الإسلام والمسلمين،
وبسبب الأزمات المالية التي
عانت منها الولايات المتحدة،
الداعم الرئيسي لإسرائيل، وفي
ضوء تغير المصالح الأمريكية
وتزايد حدّة مواجهاتها
الإقتصادية مع الصين على النفوذ
في العالم، فإنه يتبن لنا أن
التغيرات المستقبلية ليست في
صالح إسرائيل وحلفائها هذه
المرة. وهكذا
تبقى الساحة الفلسطينية ساخنة
مستعصية على التصفية، وليس هناك
حلول مرتقبة على المستوى
المنظور، رغم المحاولات
اليائسة للولايات المتحدة
الأمريكية على إيجاد حل يخدم
قضية اليهود في إسرائيل، من
خلال حل الدولتين. ذلك أن التعنت
الإسرائيلي يجعل هذا الحل
مُتجاوزا، وقد بدأ الحديث حاليا
عن دولة واحدة يعيش فيها العرب
واليهود، وهو ما يزعج كثيرا من
الإستراتيجيين اليهود
وحلفائهم، بسبب ما يتضمنه من
عدم توازن ديمغرافي لصالح العرب
الفلسطينيين. 2.
سوريا: كانت
نتيجة هزيمة الجيوش العربية في
مواجهة إسرائيل سنة 1967 احتلال
إسرائيل لأراضي كل من مصر
والأردن وسوريا إلى جانب مزارع
شبعا بلبنان. إن كانت مصر
استرجعت أرضها بعد إبرامها
لمعاهدة سلام مع إسرائيل، وكذلك
فعلت الأردن، وبقيت هضبة
الجولات السورية محتلة إلى
اليوم. كما بقيت التهديدات
والتحرشات الإسرائيلية بسوريا
مستمرة، ترتفع حدّتها أحيانا
وتنخفض وتنخفض أخرى. 3.
لبنان: تعتبر لبنان حلقة ضعيفة
ضمن دول الطوق حول إسرائيل،
التي سعت دوما على اختراقها. وفي
ظل الرفض العربي للتطبيع، حاولت
إسرائيل قطع الحصار عنها من
خلال البوابة اللبنانية، عن
طريق التقرب والتودد للمسيحيين
هناك، تطبيقا للحكمة
الإستعمارية "فرق تسد". إن
فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها
أدى بها إلى اعتماد العصا
الغليظة، ودخولها إلى جنوب
لبنان، لكونها تأوي عددا كبيرا
من اللاجئين الفلسطينيين
ومختلف فصائل المقاومة، وقد
وصلت القوات الإسرائيلية إلى
الضاحية الجنوبية من بيروت،
وارتكبت مجازر صبرا وشتلا. لقد
كانت لبنان مسرحا لمعارك شرسة
بين الفلسطينيين والفلسطينيين،
بين الفلسطينيين واللبنانيين،
بين اللبنانيين والسوريين، بين
المسلمين والمسيحيين، بين
السنة والشيعة، بين العرب
والدروز، وبين الدروز
والمسيحيين. وهكذا تعدّدت
وتنوعت الحروب العسكرية
والصراعات السياسية، وكلها من
تخطيط ودعم إسرائيلي وغربي،
بطرق معلنة أحيانا وخفية أحيانا
أخرى. وقد دخل
تنظيم حزب الله كقوة عسكرية
وسياسية حلبة الصراع، مما ساعد
على قلب الموازين، وسمح بدخول
لاعب إقليمي جديد إلى صراع
الشرق الأوسط، وهي إيران، من
خلال وقوفها إلى جانب سوريا
وحزب الله، سياسيا وماديا
وعسكريا. وهكذا أصبح حزب الله في
لبنان عامل استقرار، بقوته
الرادعة لإسرائيل، التي لم تعد
ترى في دخولها إلى الأراضي
اللبنانية مجرد نزهة كما كانت
من قبل، بل أصبحت تفكر مليا قبل
الإقدام على عمل عدواني ضدها. 4.
الصومال: لقد بدأ تجسيد
المخططات الغربية الإسرائيلية
منذ نهاية القرن الماضي، من
خلال ضرب الصومال وتركه في فوضى
عارمة، يرى الأمريكيون أنها
"خلاقة". فمنذ سقوط زياد
بري سنة 1991 إلى اليوم، لم يحرك
المجتمع الدولي ساكنا لتكريس
الأمن وإعادة الإستقرار إلى
الصومال، خاصة وأنه شعب مقاتل
غيور على حريته، وقد دحر
المارنز الأمريكيين على أرضه
رغم ضعفه ونقص إمكانياته. وقد
أسفر القتال في الصومال منذ
أطاحت القوات الاثيوبية باتحاد
المحاكم الإسلامية في أواخر 2006
عن مقتل أكثر من 18 ألف شخص
وتشريد مئات الآلاف. فحتى
القوات الإفريقية في الصومال لا
تتحرك إلا للدفاع عن نفسها، وفي
حالة عدم الإعتداء عليها، فلا
تتدخل ولا يهمها الإقتتال بين
الصوماليين، بين الحكومة
والمعارضة، وسقوط المدنيين
الأبرياء من قتلى وجرحى. فما دور
القوات الإفريقية إن لم تحم
الحكومة والمؤقتة ولا
المدنيين؟ إنها الفوضى الخلاقة
كما أرادها الأمريكيون
والدوائر الإستخباراتية
الغربية أن تكون. فلا
يظهر بصيص من الأمل لحلّ الأزمة
حتى تشتعل الحرب مرّة أخرى،
وتختلط الأوراق، ولا يمكن حدوث
ذلك لولا حرص جهات أجنبية –
غربية على الأرجح – لإبقاء
الصومال على وضعه الحالي. فلو
كانت دولة أخرى غير إسلامية،
لتحرك العالم كله لنصرتها،
ومساعدتها على إحلال الأمن
والسلام بها، كما وقع في تيمور
الشرقية. 5.
السودان: يعتبر السودان أوسع
دولة في إفريقيا من حيث
المساحة، وهي نموذج حضاري فريد
من نوعه، حيث تعايش مختلف
الحضارات والثقافات، تعايش
العرب والأفارقة، المسلمين
والمسيحيين. وهكذا يتعايش مختلف
الأعراق والديانات، وقد سعى
الغرب إلى ضرب كلّ دولة يرى أنها
تحتضن الفكر الإسلامي، أو
القومي العربي. لهذا ساعد الغرب
والمنظمات الكنسية العالمية،
الجنوبيين في السودان وهم من
المسيحيين في أغلبهم، بدعم مالي
ومادي وسياسي، للوقوف في وجه
السلطة المركزية في الخرطوم.
وهم يشجعونها حاليا للإنفصال
كليا عن السودان. وهكذا
لم تجد قضية الجنوب حلا سياسيا
لها، حتى ظهرت قضية دارفور،
التي نفخها الغرب كثيرا، وساهم
الجميع في تعفينها، عوض البحث
عن إيجاد حلول لها. وما زاد
الطين بلّة، تسخير الغرب لمحكمة
الجنايات الدولية لإصدار أمر
بالقبض على السيد عمر البشير
لمحاكمته، وذلك من أجل زيادة
الضغط على السودان وتأزيم قضية
دارفور، وهو ما يخدم الأهداف
الإستعمارية في المنطقة
العربية. 6.
الجزائر: من الأحداث التي وقعت
في إطار الهجمة الغربية الشرسة
على العالم الإسلامي، ما عرفته
الجزائر من اضطرابات في العقد
الأخير من القرن الماضي، وهو ما
لا يمكن فصله عما جرى في
أفغانستان والعراق. فما حدث
كانت شرارته الأولى من الداخل،
إلا أن جهات أجنبية اقتنصت
الفرصة ونفخت فيها وساهمت في
تأزيم الأوضاع. وقد كان ذلك في
إطار مخطط معدّ سلفا لضرب
استقرار الجزائر وتحطيمها. حيث
تدخلت قوى أجنبية للضغط من أجل
إيقاف المسار الإنتخابي وإقالة
الرئيس السابق "الشاذلي بن
جديد" من أجل إيقاد حرب
دعمتها جهات أجنبية بالسلاح
والمال، والهدف الأساسي ليس
الإرهابيين كما هو ظاهر، وإنما
المستهدفة هي الجزائر
بإمكانياتها وقدراتها وخطها
السياسي. فهي دائما إلى جانب
القضايا العادلة للشعوب، ومنها
الشعب الفلسطيني، حيث قال
الرئيس الجزائري الراحل هواري
بومدين قولته المشهورة: "نحن
مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". وقد
بدأت الأحداث في الجزائر من
إرسال جاسوسين بريطانيين إلى
المفاعل النووي التجريبي
"نور" في الجزائر، حيث تمّ
القبض عليهما في محيط الموقع،
مما دفع الجزائر إلى التأكد من
الأغراض الغربية، مما دفعها إلى
للإسراع في الإنضمام إلى معاهدة
منع انتشار الأسلحة النووية. كما أن
الأحداث في الجزائر، تزامنت مع
التقارب بينها وليبيا، حيث نشرت
الصحافة مسودة لدستور جزائري
ليبي، مما جعل الغرب يدق ناقوس
الخطر، لكونه لا يرضى عن أي
تقارب بين الدول العربية، خاصة
إذا كان بين قوتين إقليميتين
بإمكانياتهما الهائلتين، مثل
الجزائر وليبيا. اندلعت
اضطرابات أمنية بالجزائر، راح
ضحيتها آلاف من الجزائريين،
وخلفت خسائر مادية قدرت بملايير
الدولارات وعطلت جهود التنمية،
وأرجعت الجزائر عشرات السنين
إلى الخلف. وقد
كانت بصمات الغرب واضحة على
الإضطرابات السياسية في
الجزائر، حيث كانت أحد مظاهرها
إصدار فرنسا لقانون الدفاع عن
الأقليات، والمقصود بذلك سكان
منطقة القبائل بالجزائر خاصة.
وقد عاشت الجزائر في العقد
الأخير من القرن العشرين، حصارا
خانقا ضربته عليها القوى
الغربية لتحطيم هياكل الدولة
الجزائرية لتسهيل استباحتها. رغم
الخسائر المعتبرة في الأرواح
والممتلكات، إلا أن الجزائر
خرجت سالمة، ذلك أن ما كان مخططا
لها أكثر بكثير مما حدث. إذ كان
من المخططات المعدّة في المخابر
الإستراتيجية الغربية، تقسيم
الجزائر إلى دويلات عدة، لتسهيل
الإستحواذ على ثروات الطاقة
واليورانيوم بالصحراء
الجزائرية، إلا أن وجود أفراد
مخلصين مغمورين ضحوا بأرواحهم،
وبسبب قوّة الدولة وإمكانياتها
المادية والبشرية، فإن مخططات
أعدائها باءت بالفشل. 7.
العراق: لا يمكن التحدث عن
الهجمة الغربية على المنطقة
العربية دون الحديث عن احتلال
العراق وتدميره، وتحويله من قوة
إقليمية عسكريا واقتصاديا
واستراتيجيا، إلى ساحة حرب
ودمار وانقسامات طائفية
ومذهبية ودينية، حتى أصبحت
مطمعا لجيرانها ومرتعا للإرهاب
والعنف والتطهير العرقي
والمذهبي. وقد
أصبحت تجربة العراق ظاهرة
للعيان، حيث انكشفت الإدعاءات
الغربية في تحرير الشعب العراقي
من قبضة صدام حسين ومن حزب
البعث، واعتقاد البعض أن
الولايات المتحدة تسعى إلى جلب
الحرية والعدالة والديمقراطية
الغربية وحقوق الإنسان والرخاء
الإقتصادي للشعب العراقي. وهكذا
استيقظ العراقيون على احتلال
بغيظ، وعلى عدد كبير من القتلى
والجرحى والمشردين والمُهدرين،
وممارسة المحتلين لأشكال وحشية
من التنكيل بالعراقيين. وقد
كانت قمته ما عرف من ممارسات
بشعة ما تسرب من ممارسات
الإحتلال بسجن أبو غريب. وهو ما
أدى بكثير من العراقيين إلى
الحنين لعهد صدام حسين الذي
اعتبروه بطلا شهيدا. وفي ذلك
صورة واقعية لما يريده الغرب
للعرب والمسلمين من مختلف
أقطارهم، وليس في ذلك فرق بين
دول ممانعة ودول معتدلة ودول
صديقة وخيرها من الأوصاف
المضللة. 8.
اليمن: في ظل المشاكل الأمنية
التي يعرفها العالم العربي، ليس
بغريب ما يشاهده اليمن حاليا من
اضطرابات أمنية ودعوات إلى
الانفصال من طرف الجنوبيين
وتمرّد الحوثيين. لقد
تمكن اليمن من تحقيق وحدته
بتاريخ 22 مايو 1990، وهي عملية
مفاجئة لكثير من المحللين
السياسيين، ذلك أن الغرب لا
يسمح عادة بأي تقارب عربي فما
بالك بالوحدة بين دولتين كانتا
مستقلتين. لهذا لا يرتاح أعداء
الأمة العربية وأعداء اليمن،
ولا يهدأ لهم بال إلا بإعادة
تقسيمه وشرذمته. وقد أجريت
محاولة سابقة لفصل جنوب اليمن
عن شماله سنة 1994، ولم تفلح بل
كان انتصار جيش الدولة الموحدة.
إلا أعداء الوحدة في أي منطقة من
الوطن العربي لم يهدأ لهم بال،
وعادوا إلى إثارة القلاقل
والإضطرابات الأمنية، إلا أن
الحكمة اليمنية كفيلة بإفشال
هذا المسعى. أكيد أن
استمرار المحاولات الإنفصالية
هو دليل فشل سياسي واقتصادي في
اليمن وغياب الديمقراطية
والعدل وعدم المساواة، وهي
مظاهر تعاني منها كل الدول
العربية بصور متفاوتة. لهذا على
الدولة اليمنية إجراء إصلاحات
ديمقراطية عميقة، والإستماع
إلى مواطنيها وتظلماتهم، سواء
كانوا في الجنوب أو الشمال لقطع
الطريق أمام دعوات الإنفصال في
اليمن. مواجهة
التحديات: ليس
بغريب رؤية اضطرابات أمنية في
هذه الدول العربية، وبدول أخرى
تهديدات واضطرابات أقل حدّة،
وهي تحت السيطرة. وهو ما يوضح
حجم الهجمة الشرسة التي يقودها
الغرب على العالم العربي. رغم
الإضطرابات الأمنية التي
تشهدها الدول العربية، ورغم ضعف
وانقسام هذه الأخيرة، إلا أن
هذه الهجمات لم تمرّ دون ردود
أفعال على المستوى الشعبي
وحركات المقاومة. حيث ظهر حزب
الله في لبنان، وحركة حماس
والجهاد الإسلامي، إلى جانب
فصائل أخرى للمقاومة في فلسطين،
وحركات المقاومة في العراق، إلى
جانب عدد كبير من الحركات
السياسية والثقافية المقاومة. وهي
حركات بإمكانياتها المتواضعة،
منعت الغرب، بما في ذلك إسرائيل
والولايات المتحدة، من تحقيق
أهدافه ومآربه. وهكذا اضطر
الحلفاء إلى الإنسحاب من
العراق، وبرمجت الولايات
المتحدة خروجها منه تحت ضربات
المقاومة، وعجزت إسرائيل
بترسانتها العسكرية الهائلة من
طرد حزب الله من الجنوب
اللبناني، وفشلت في القضاء على
هياكل فصائل المقاومة في غزة
ومنعها من إطلاق الصواريخ
عليها. وخرجت الجزائر من أزمتها
الأمنية، وتواجه كل من السودان
واليمن أزماتها بثبات وبكل
ضراوة، وهي تواجه الإضطرابات
الداخلية والضغوط الأجنبية بما
أوتيت من قوة وإمكانيات
متواضعة. وهو ما يدل أن هذه
الأمة لازالت حية رغم ضعفها
وتواضع إمكانياتها وخذلانها من
طرف حكامها. وتبقى
عمليات الهجوم والإعتداء
والمواجهة والمقاومة، عمليات
مستمرة ومتلاحقة، إلى أن يرث
الله الأرض وما عليها، ، صراع
مستمر بين الخير والشر، فلا
الإحتلال يستقر ولا المقاومة
تنتصر، ويستمر شلال الدم
المعانات والآلام، سنة الله في
خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |