-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بيت
صغير بكندا ...!! غسان
مصطفى الشامي ما
يحياه المواطن العربي في بلده
من ظلم اجتماعي ومصادرة للحريات
والحقوق السياسية له ولأبنائه
دفع الكثير من العرب الهجرة من
أوطانهم إلى ما يعتبروه "بلاد
العجائب"، وان هذه البلاد
ستؤمن له الحرية والاستقرار
والحقوق السياسية، وستمنحه
الضمان الاجتماعي والصحي له
ولأبنائه، فيما تلوح الأحلام
السعيدة في الأفق للكثير من
المهاجرين العرب في بناء بيت
صغير في البلد المستقطب
للمهاجرين، والتخلص من هموم
فواتير الكهرباء والماء
والخدمات العامة في وطنه العربي
.. وتعد
كندا الواقعة في أقصى الطرف
الشمالي من الكرة الأرضية صاحبة
المناخ الشديد البرودة، من أكثر
الدول الغربية استقبالا
للمهجرين الوافدين إليها، فهي
تضم عددا قليلا من سكانها
الأصليون والباقي مهاجرون من
بلاد مختلفة يحملون عادات
وأنماط واديان مختلفة، فيما
تحرص الحكومة الكندية حسب ما
تعلنه على توفير التأمين الصحي
والضمان الاجتماعي وبرامج
التعليم للمهاجرون، وبرامج
التأهيل المهنية واللغوية .. وتشير
الإحصائيات والدراسات إلى أن
عدد المهاجرين واللاجئين العرب
بكندا يصل إلى أكثر من 500 ألف،
فيما ينقسمون إلى عدد من الفئات..
ولكن
على الرغم مما تعلنه الحكومة
الكندية من حقوق وضمانات وبرامج
للمهاجرين واللاجئين إليها،
إلا أن هناك الكثير من
المهاجرين يعانون من تمييز في
التعامل معهم من قبل الحكومة
الكندية، فهناك حقوق لا يتمتع
بها المهاجرون، فيما تَشوب
النظرة إليهم نوعا من القصور،
كما أن السياسة الرسمية لكندا
تهدف إلى ترك المهاجر وحيدا
بهدف تحويله وتذويبه مثله مثل
بقية السكان الذين يطلقون عليهم
السكان الأصليين، و تعمل على
ابعاد المهاجر رغم الخدمات
الجليلة التي يقدمها لكندا-
عن غمار الحياة السياسية
والمشاركة فيها. أدق في
مقالي هذا ناقوس الخطر في وطننا
العربي، وهو هجرة العقول
والخبرات إلى البلاد الأجنبية،
فهذه العقول العربية تعمل وتطور
في بلاد الغير، وتسهم دفع عجلة
التنمية الاقتصادية في البلد
المضيف. كما أن
هجرة العقول العربية دليل على
أن حكومتنا العربية لا تزال
عاجزة عن تحقيق ما يصبو إليه
المواطن والمفكر العربي من
توفير ما يحتاجه من حقوق وكرامة
سياسية لا تستباح تحت أي نقد
سياسي موجه لنظام الحكم في
البلد العربي بهدف التغيير
والإصلاح ورفعة المواطن العربي. وأشير
هنا للإحصاءات والدراسات التي
قامت بها جامعة الدول العربية
ومنظمة العمل العربية ومنظمة
اليونسكو وبعض المنظمات
الدولية والإقليمية، التي
تُبين أن الوطن العربي يُساهم
في ثُلث هجرة الكفاءات من
البلدان النامية، وأن 50 % من
الأطباء و23% من المهندسين و15% من
العلماء من مجموع الكفاءات
العربية المتخرجة يهاجرون
متوجهين إلى أوروبا والولايات
المتحدة، وكندا بوجه خاص، كما
أن 54% من الطلاب العرب الذين
يدرسون في الخارج لا يعودون إلى
بلدانهم، فيما يُشكل الأطباء
العرب العَاملون في بريطانيا
حوالي 34% من مجموع الأطباء
العاملين فيها؛ كما تُبين
الدراسات أَن ثلاث دول غربية
غنية هي الولايات المتحدة وكندا
وبريطانيا تَستقطب 75% من
المهاجرين العرب. وفي
دراسةٍ ثانية أعدها مركز الخليج
للدراسات الإستراتيجية أشار
فيها إلى أن, هجرة العقول
والخبرات العلمية تُكلف دولنا
العربية خَسائر لا تَقل عن 200
مليار دولار، كَما أَن الدُول
الغَربية الرأسمالية تُعد
الرَابح الأكبر من هجرة ما لا
يقل عن 450 ألفا من هذه العقول
والخبرات، فيما اعتبرت الدراسة
أن المجتمعات العربية أصبحت
بيئات طاردة للكفاءات العلمية
العربية وليست جاذبة أو حاضنة
لهذه الكفاءات، الأمر الذي أدى
إلى استفحال ظاهرة هجرة العقول
والأدمغة العلمية العربية
إلى الخارج خاصة إلى بلدان
الغرب. ورأت
الدراسة البحثية أن ضعف
الاهتمام بالعلم والبحث العلمي
يعد أحد العوامل المركزية في
الضعف الإستراتيجي العربي في
مواجهة إسرائيل، وأحد الأسباب
الرئيسية وراء إخفاق مشاريع
النهضة العربية، ودعت الدراسة
إلى مضاعفة الإنفاق العربي على
البحث العلمي إلى 11 ضعفا عن
المعدلات الحالية، والعمل
على تطوير السياسات المشجعة على
تطوير البحث العلمي في كل
قطاعات المجتمع. وأقول
هنا إن هجرة العقول والخبرات
العربية إلى بلاد الغرب أمر
يستدعي من رؤساء الحكومات
العربية وقفة جادة أمام هذه
الأرقام والإحصائيات المخيفة
عن الهجرات العربية إلى كندا
وغيرها من الدول الغربية،
ويَتطلب توفير الضمانات الصحية
والتعليمة والحقوق السياسية
للمواطنين، فالأنظمة والحكومات
الغربية تدعي أنها ديمقراطية
وأنها تتيح الحرية للمهاجرين
إليها ولكن الواقع مختلف، وما
هي العبارات التي تعلنها
السفارات والقنصليات الأجنبية
سوى ترويج لسياساتها من اجل
استقطاب العقول العربية
المفكرة، واستنهاض همة المواطن
العربي للهجرة إلى البلاد
الغربية .. والمطلوب
أيضا من حكوماتنا العربية اتخاذ
الإجرات اللازمة لوقف استنزاف
العقول العربية ووقف ظاهرة هجرة
الأدمغة إلى البلاد الأجنبية
وتوفير المناخات اللازمة للبحث
العلمي والتطوير الفكري وزيادة
الأنفاق على الدراسات والأبحاث
وطلبة العلم المتميزون .. ووقف
التبذير العربي في الإنفاق على
الحفلات والبرامج والفضائيات
الماجنة في سمائنا العربي !!؟؟ والسؤال
هنا متى نعود لتاريخنا الإسلامي
المجيد، عندما كانت بغداد ودمشق
ومصر منارات العلم والعلماء
وكانت مراكز العلم يقصدها كل
محبي العلم والثقافة، فيما كانت
أوروبا تغط في سبات عميق وتحيا
في جهلات عظيمة، و كانت اللغة
العربية لغة العلم والثقافة
والفنون، واستطاع علماء
المسلمين نشر العلم في شتى
أصقاع الأرض ؟؟!! إلى
الملتقى ،، ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |