-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/02/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 (إسرائيل) تحاصر نفسها

سوسن البرغوتي

أضرت جريمة اغتيال الشهيد المحبوح قواعد الموساد في شتى أنحاء العالم، بما فيها الخلايا السرية بالبلاد العربية. فقد افتضح أمر الموساد، كما افتضح عجز نتنياهو الذي صادق شخصياً على أمر اغتيال الشهيد المبحوح، وهذا الانتقال بالمخطط الصهيوني إلى مرحلة متقدمة، فتّح العيون على حقيقة نواياه بدلاً من استمرارية ما يُسمى بالتطبيع مع الأنظمة العربية، علماً أن الغدر دائماً وأبداً نقيصة من نقائص لا تعد ولا تحصى للصهاينة.

 

حاول الاحتلال إنجاز مكسب، فانقلب عليه، مما يؤكد هشاشة الاستخبارات "الإسرائيلية"، فضلاً عن افتضاح هشاشة وضعف (الجيش الذي لا يُقهر)، ناهيك عن سياسة العدو المتخبطة والمحاصرة بتقارير انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كلها، فمن تقرير جولدستون إلى أمنستي والطرق الهمجية في تعذيب أسرانا، وإجراء أبحاث لأدوية وتلوث البيئة جراء ما تجريه من تجارب في مفاعل ديمونة، وبيع أعضاء من شهدائنا.. كل ذلك يثبت حقيقة واحدة، وهي أن الكيان الصهيوني، انكشف وتعرّى من حفلات الندب والنحيب، على أسطورة خرقاء، استدراراً للتعاطف معه، وسلب أموال الغرب وأمريكا، لبناء بيت أشبه ببيت العنكبوت، كما قال السيد حسن نصر الله.

 

إن هذه القواعد الاستخباراتية، باتت على وشك، تفكيكها في لبنان، وبدأت أنفاس العملاء تُحسب عليهم بالخطوة. وبما أن الجريمة تكررت في سوريا ولبنان ودبي، فهذا دافع قوي كي تبحث الدول العربية كافة، جدياً في مجال التطبيع الشامل، و"إسرائيل" تبيت وتضمر الفوضى والفساد والإباحية والجريمة والخيانة،  في كل أنحاء الوطن العربي، وادعاء الصهاينة السلام غايته السيطرة على ثروات الوطن العربي، وشطب تاريخه والاستيلاء على جغرافيته وهويته بالنار والحديد.

 

منذ عام 2006، ارتبكت السياسة "الإسرائيلية" واتضح عدم كفاءة جيش الكيان، وأكمل المشهد المرتبك، عدم تحقيق أي هدف من الاعتداء على القطاع، فبدأت محاصرة الكيان عملياً، بالكشف عن بنيته الحقيقية، وهي المؤسسة العسكرية والاستخباراتية، ولهذا تلجأ "إسرائيل" إلى إجراءات تشديد الحصار على الفلسطينيين في كل مكان، كونها مقيدة ولا تستطيع وفق هاتين الحقيقتين، شن أي حرب موسعة على المدى المنظور، فلا جيشها مؤهل لخوض مغامرة أخرى، ولا استخباراتها قوية، تخولها خوض مقامرة أخرى، تضاف إلى سجلهم الحافل بالقتل. ولهذا تلوح بضرورة العودة للمفاوضات لكسب الوقت لا أكثر ولا أقل. كما شرعت في السطو على كل المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تقع تحت سيطرة الاحتلال أصلاً، فهذا يعني أن أقصى ما تستطيع فعله، أن تطلق يد الهدم والقتل في الأرض المحتلة، لاستفزاز العالم العربي والإسلامي، ليقوموا برد فعل، فتقوم بضربات قوية محدودة، مبررة بالحق في (الدفاع) عن نفسها. بالمحصلة، فإن بقاء المعركة في أرض المعركة، من الأهمية بمكان، لضمان محاصرة الاحتلال وفضح ممارساته اليومية، وأن لا شرعية إلا مقاومته.

 

لقد بدأ فعلياً تنفيذ مشروع إستراتيجية المقاومة، وسيظل الكيان محاصراً، وأي عملية للموساد، ستنكشف بأقصى سرعة، خاصة أن معظم مطارات العالم، مزودة بالتقنية العلمية الحديثة المتطورة، وإن نفذوا، لن يبدعوا في إخفاء الجريمة، بمعنى أوضح، أن زمن الجريمة الكاملة، قد انتهى، وما على "إسرائيل" إلا البحث عن استرجاع صورة المتباكي على كارثة أسطورية، لاستدرار عطف ومال العالم الغربي ودعم حليفتها الاستيراتيجية، الدولة الإرهابية الأولى بالعالم. وستخرج القوات الغازية ذليلة آجلاً أو عاجلاً من أفغانستان والعراق، دون إحراز أي من أهدافها، إلا التدمير واستباحة أراضي وشعوب الآخرين.

 

بقي على الأنظمة العربية، أن تحصن البلاد ضد أي اختراق جديد، قد يعيد ألق وثقة الموساد بنفسه، فكما قال الأستاذ عبد الباري عطوان، أن (أسطورة "الموساد" سقطت، وستسقط  أكثر إلى الحضيض، عندما تعود معظم الأنظمة العربية إلى رشدها وبوصلتها الحقيقية، وتعمل من أجل مصلحة الوطن والمواطن، وليس ضدهما مثلما هو حاصل حالياً، وتجعل بوصلتها باتجاه "إسرائيل"، مصدر الخطر الحقيقي على هذه الأمة وعقيدتها).

وقد استطاع جهاز الشرطة الكفؤ في دبي، أن ينزع القناع عن المجرمين. ويقع على عاتق القوى الحية والشعب العربي والإسلامي، فضح كل من يسول له ضميره المريض، التعاون مع الاحتلال، ونبذه ومقاطعته وصولاً لمحاكمته، كائناً من كان.

 

المطلوب، إبقاء "إسرائيل" معزولة على جميع الصعد، ومن أهمها تضييق الخناق عليها ثقافياً واقتصادياً، بمتابعة ونشر كل ما يظهر حقيقتها، وأنها ليست إلا عصابات قتل وتدمير، كما بدأت سيرتها في فلسطين. فعالم اليوم، ليس كما كان منذ ستة عقود مضلل، والشعوب أصبحت أقدر على فهم طبيعة هذا النوع من الاستعمار، فتسيير السفن لفك الحصار عن القطاع، ينطلق من الوعي بضرورة الضغط على الاحتلال، كي يتراجع عن قتل مليون ونصف المليون من البشر، فالصحوة الكونية، تهدد خطورة "إسرائيل" وآثارها المدمرة على البشرية بأكملها. وهذا يستدعي تشجيع ودعم الشعب العربي، كل الشعوب الحرة، كي تتكاتف على استئصال الورم من أساسه في فلسطين، بتوعيتهم بأصول وجوهر الصراع.

 

كلما حوصر الاحتلال وتقيدت حركته لتنفيذ مخططاته، تراجع أعوانه، ولاذوا بالصمت أو بتدبير مكائد أخرى، ووسيلتهم الانتخابات والمصالحة مع "حلفاء" العدو، فهم ليسوا معنيين بمصالحة وطنية بقدر تمرير ما يمليه العدو من تعليمات عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة.. لا فرق، تقضي بنهاية المطاف على قضية احتلال شعب وأرض، لتصبح قضية تقبل هذا الاحتلال بالخنوع والركوع، مما يعرقل مسيرة كل ما سبق. أما "حائط بارليف" العربي فسيُهدم تحت معاول قضائية وإجرائية من الجهتين، وإن غداً لناظره ليس ببعيد.

 

نهاية القول، طالما أننا لا نستطيع في هذه الحقبة، تفكيك هذا الكيان الاستعماري بالمواجهة الحاسمة، فإن السبل المتاحة الاستفادة من أخطائه، لمواجهته سياسياً وإعلامياً وثقافياً، مع عدم منحه فترة هدوء على الصعيد العسكري.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ