-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
واعجباه
من ثلاث شرائح فلسطينية! ا.د.
محمد اسحق الريفي لا يعجب
المرء من السياسات الأمريكية
والأوروبية المعادية للشعب
الفلسطيني، ولا من الممارسات
العدوانية الصهيونية ضد الشعب
الفلسطيني، التي تستهدف النيل
من عزيمته وإذلاله واستسلامه
وإنهاء وجوده، فكل هذا مفهوم في
سياق الهجمة الصهيوصليبية
المتواصلة على الأمة العربية
والإسلامية منذ عقود عديدة، ولم
يتوقف هذا العداء لحظة واحدة
خلال تلك العقود وإن أخذ صوراً
متنوعة، وفقاً للظروف
والمعطيات المحلية والدولية. ولكن ما
يثير العجب الشديد، تآمر شريحة
ممن انتسبوا إلى الوطن والعروبة
زوراً، فكانوا ألد أعدائه،
وأخذوا على عاتقهم إحباط مسيرة
الجهاد والمقاومة الفلسطينية
ضد العدو الصهيوني المحتل
لأرضنا والمعتدي على شعبنا
الفلسطيني.
فأخذوا يعيثون في فلسطين
فساداً، مدعين أنهم يعملون
للمصلحة العامة ويوفرون لقمة
العيش للشعب الفلسطيني، بينما
هم في الحقيقة يسرقون قوته.
ونصّبوا أنفسهم حماة للوطن،
بينما هم الذين باعوه بثمن بخس،
وزعموا أنهم يجهدون أنفسهم في
طلب الحرية للشعب والأرض، بينما
هم الذين كرسوا الاحتلال
الصهيوني وجعلوه قدراً مقدوراً
للشعب الفلسطيني.
ولكن هيهات أن يصدقهم شعبنا
أو أن يثق بهم، فشعبنا اليوم
استوعب الدروس، وعرف طريقه
جيداً، واستخلص العبر من تجاربه
السابقة، التي جرّت عليه
المصائب. وهناك
شريحة ثانية تستتر خلف مصالحها
الخاصة، إنها فئة الصامتين أو
الحياديين من المثقفين
والمفكرين، أو بتعبير أدق "السلبيين"،
الذين جعلوا مصالحهم فوق
اعتبارات الوطن والدين، وجعلوا
حلو حياتهم ومرها رهينة لربحهم
وخسارتهم، ولا يقيسون الأمور
إلا بالدينار واليورو
والدولار، ولا يتذوقون معنى
الصبر والتضحية من أجل الوطن
والأمة. ربطت
هذه الشريحة العمل من أجل
فلسطين وأمتنا بما يحققونه من
أرباح وما ينالونه من منصب وجاه.
ولذلك لا يتحركون إلا عندما
تضيق عليهم الظروف وتنضب
مواردهم المالية، فتراهم
يسارعون إلى الشكوى ويضجرون من
الأوضاع القاسية، ولكنهم لا
يلتفتون إلى معاناة غيرهم من
أبناء الشعب والأمة، ولا يخيفهم
إلا تراجع أرصدتهم في البنوك،
وخواء بطونهم وجيوبهم. جاء
أحدهم يشكوا من قسوة الأوضاع
الناجمة عن توقف المشاريع
الممولة أمريكيا وأوروبيا، جاء
يشكو وهو يعمل أستاذاً جامعياً
ويكسب الكثير، ولم يعاني من
تأخر الرواتب أو انقطاعها.
قال لي إن مكتبه الاستشاري
قد توقف عن العمل، بسبب الحصار
الصهيوني المفروض على غزة، فلم
تعد تتدفق عليه سيول الدولارات،
ليشتري مزيدا من الأراضي
والبيوت، ولم يعد قادراً على
التوسع في مشاريعه، وقال إنه
سيهاجر إلى دولة غربية، ويحصل
على جنسية منها، ولكنه لم يتذكر
يوماً العاطلين عن العمل من
أبناء وطنه ودينه منذ نحو سنوات
طويلة، ولم يشعر بمصيبة الذين
فقدوا أبناءهم، وأزواجهم،
وأحباءهم، وبيوتهم، ورواتبهم،
وممتلكاتهم، وعاشوا على تبرعات
المحسنين. لم
يقدم ذلك الشاكي وغيره من
الشاكين والباكين أي تضحية في
سبيل الله، بل استفاد من أموال
المانحين، وجمع الأموال بشراهة.
لقد كان منوعاً، وعندما بدأ
يشعر بالخوف صار جزوعاً. وهناك
شريحة ثالثة، تمكن العدو
الصهيوني من إشغالها في تفاصيل
الأحداث عن المساهمة في وضع
إستراتيجية وطنية وقومية
لمواجهة الممارسات والإجراءات
الصهيونية في القدس والضفة
المحتلتين، التي تتضمن عمليات
التهويد، واغتصاب الأرض
الفلسطينية، وطمس الهوية
العربية والإسلامية.
غرقت هذه الشريحة في
المهاترات والمناكفة السياسية،
وفقدت الرؤية والإستراتيجية،
وبددت طاقاتها فيما لا فائدة من
ورائه، وفيما يشتت الجهود ويشغل
الرأي العام المحلي والعربي. انحازت
الشريحة الأولى إلى صف الأعداء،
فنالت الخزي والعار، وينتظرها
من الله الويل في الدنيا
والآخرة. أما
الشريحة الثانية، فنسأل الله
لهم الهداية، وأقول لهم ألا
تخافون على مستقبل أولادكم؟!
ألا يهمكم غير حياتكم ومصالحكم
الخاصة؟! وماذا عن مصلحة وطنكم
وشعبكم وأمتكم؟! ألا يستحق
الشعب الفلسطيني منكم غضباً
وتحركاً يناسب الأحداث
والمرحلة؟! أما الشريحة
الثالثة، فأقول لهم إن تصعيد
عمليات المقاومة ضد العدو
الصهيوني هو الحل الأنجع للرد
على ممارساته التهويدية
والاغتصابية والعدوانية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |