-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
ينتصر الغضب العربي على
الصهيونية! ا.د.
محمد اسحق الريفي تتزايد
خشية العدو الصهيوني من تحول
الصراع العربي–الصهيوني من
سياسي إلى عقائدي، لأسباب قد
تغيب عن أذهان الكثيرين، رغم أن
الصهيونية تستغل العقيدة
اليهودية، ورموزها، وتراثها،
من أجل تحقيق أهدافها السياسية،
ورغم أن الصهيونية هي حركة
دينية سياسية، تهدف إلى خدمة
اليهود، بل هي الجهاز التنفيذي
الرسمي لليهودية العالمية. يريد
العدو الصهيوني أن يظل صراعنا
معه صراعاً سياسياً، لأنه يطمع
في تنحية العقيدة الإسلامية عن
الصراع، وتحييد أكبر نسبة من
المسلمين والدول الإسلامية،
مثل تركيا وإيران، ويقيم مع
العالم الإسلامي علاقات طبيعة
بينه وبين كيانه الغاصب.
كما يريد العدو الصهيوني أن
يمثل الشعب الفلسطيني في هذا
الصراع سياسيون مارقون من
الدين، وانهزاميون مستسلمون،
بذريعة البراغماتية والاعتراف
بالواقع، والذي يعني التسليم
بما يسمى (إسرائيل)، والتعايش
معها بدلاً من محاربتها،
واستجداءها بعض حقوقنا منها. وكل ذلك
يحدث بينما يستند العدو
الصهيوني في كل ممارساته
العدوانية إلى تبريرات دينية من
العقيدة اليهودية، فهو يقوّض
أركان المسجد الأقصى بحجة البحث
هيكل سليمان المزعوم، ويضم عددا
من المساجد إلى التراث اليهودي
بحجة أنها تعود لأنبياء يهود،
ويهجر الفلسطينيين من القدس
ويهودها بحجة أنها مدينة
سليمان، ويضطهد العرب في الداخل
الفلسطيني المحتل منذ 1948 بذريعة
ما يوصف بيهودية الدولة
والمحافظة على نقائها اليهودي.
وبعبارة أخرى، يريد العدو
الصهيوني أن يكون الصراع
العربي–الصهيوني صراعاً
عقائدياً من جانب اليهود
والصهاينة، وصراعاً سياسياً من
جانب الفلسطينيين والعرب
والمسلمين. وفي هذا
السياق، قالت
رئيسة المعارضة في الكنيست
"تسيبي ليفني"
إن الصراع السياسي بين
الصهاينة والفلسطينيين من
الممكن أن يتحول إلى نزاع
عقائدي لا يمكن إيجاد حل له،
ودعت ليفني السلطة الفلسطينية
إلى وقف تدهور الوضع قبل فوات
الأوان، على حد تعبيرها.
وفي دعوتها للسلطة
الفلسطينية لوقف التدهور في
الضفة المحتلة، دعوة مبطنة ذات
شقين، أحدهما مطالبة السلطة
بقمع انتفاضة الضفة المحتلة،
ولا سيما في الخليل وبيت لحم،
لأن هذه هي وظيفة السلطة
الحقيقية، وثانيهما استئناف
المفاوضات والتوصل إلى حل نهائي
ينسجم مع الأطماع والمخططات
الصهيونية، والذي يهدف إلى
تمزيق الضفة، وتهويد القدس،
وشطب حق العودة، وإقامة دولة
يهودية. أما
رئيس الكيان الصهيوني "شيمون
بيرز"، فلم يبد أي اعتراض على
ضم المسجد الإبراهيمي ومسجد
بلال إلى ما يسمى التراث
اليهودي، ولكنه أبدى انزعاجاً
من غضب الجماهير الفلسطينية،
وطالب باتخاذ خطوات تدريجية
لإتمام هذه المهمة التهويدية،
وهنا مكمن المكر الصهيوني،
وتظهر بشكل واضح خطة العدو
الصهيوني لخداع العرب
والمسلمين، وتنحية العقيدة
الإسلامية عن الصراع. فالمسألة
بالنسبة للعدو الصهيوني،
والعدو الأمريكي أيضاً، هي
مسألة سيطرة على غضب الجماهير
الفلسطينية، وإدارته بطريقة لا
تعيق التهويد والاغتصاب، وهي
مسألة تهدئة العرب والمسلمين،
وتخديرهم، مع المحافظة على
وتيرة التهويد والاغتصاب
والعدوان مستمرة، فهل ينتبه
العرب والمسلمون، الذين معظمهم
مع الأسف الشديد يتجاهلون
الصراع مع العدو الصهيوني
ويغفلون حقيقته، ويضفون عليه
صبغة سياسية؟ عندما
يرتكب العدو الصهيوني جريمة ضد
الشعب الفلسطيني، داخل فلسطين
أو خارجها، أو يعتدي على
مقدساتنا الإسلامية، أو يدنسها
ويصادرها، أو يصعّد عمليات
التهويد وطمس المعالم العربية
والإسلامية في القدس المحتلة،
فإننا نقابله بالغضب، الذي
غالباً ما يكون سلبياً، دون
عمل، باستثناء مسيرات في غزة،
وفعاليات شعبية في الضفة
الفلسطينية المحتلة، وفي
الداخل الفلسطيني المحتل، تعبر
عن جهد المقل والمحاصر
والمقموع، مما يضطر العدو
الصهيوني إلى تهدئة الخواطر
الملتهبة، وإلهاء العرب
والمسلمين، والتخفيف من غضبهم.
وتقوم السلطة الفلسطينية من
جانبها، بإلها الشعب
الفلسطيني، وتقييد المقاومة،
بل وملاحقتها في الداخل
والخارج. فهل
يكفي أن نغضب ثم ما نلبث أن نعود
إلى هدوئنا ونومنا العميق؟ إن
العدو الصهيوني يخشى من أسلمة
الصراع، لأن أسلمة الصراع تعني
الثبات على المواقف، وعدم
الاعتراف بما يسمى (إسرائيل)،
وبرفض التطبيع بين هذا الكيان
غير الشرعي والمسخ وبين العرب
والمسلمين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن
دخول حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" في المعترك
السياسي، ساعد كثيراً على أسلمة
الصراع، وحال بين فريق
الاستسلام وبين التوقيع على صك
مفتوح للعدو والتنازل عن الأرض
والمقدسات. سننتصر
عندما يحل الجهاد محل الغضب! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |