-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحصار
موت لأطفالنا ودمار بقلم
:حسن حسين الوالي غزة
المرابطة –فلسطين غزة
والحصار ، جدلية بل متلازمة ،
فما تذكر غزة حتى يذكر الحصار ،
وما يذكر الحصار حتى تبرز غزة في
ضمير كل إنسان وامام ناظر كل
متفرج و في
قلب كل مؤمن وعلى جبين كل متخاذل
، غزة الحصار والصمود والثبات
والرباط ، جدلية ومتلازمة . وحديثي
حول الحصار وغزة ليس بالحديث
الجديد أو الموضوع الذي لم
يسبقني إليه أحد ، وهو ليس
بالموضوع الكامن تحت أستار
الغموض الذي بحاجة لأن يسلط
عليه الضؤ حتى تبرز حقيقته
للعيان . فغزة
التي تعيش الحصار التدريجي منذ
أكثر من عشرة أعوام حتى إكتمل
الحصار بالحصار و تحولت
لأخدود بمتوسط عرض 8 كم و طول
45 كم ، يمتزج
به نور الإيمان الرباني
صمود وصبر وثبات وإحتساب ،
بحقيقة الإنسان البشرية يجوع
ويعرى ، يتألم ، تعترى جسده
الامراض يخاف . فالثبات
والإيمان أكسير الحياة اليومية
الغزية بجدارة ، ولكنا بشر ولنا
أطفال يقتل طفولتهم الحصار بقتل
الأمل في قلوب أبائهم بمستقبل
أفضل لهم ، ويدفن البراءة في
قلوبهم بقسوة شظف العيش وصعوبة
الحصول على رغيف الخبز ، تأكل
لحم أناملهم الطري قسوة حجارة
الباطون التى يحطمونها ليحصلوا
على قروش من بيع الحصمة ، أو
سواد القذارة الملتصق بحاويات
القمامة التي ينبشوها بحثاً عن
أي شيئ ممكن أن يباع من بلاستيك
أو معدن . أطفالنا
يقتلون
فرادى بأمراض من يرحمه رب
العالمين يصطفيه ويتوفاه ومن لم
يكتب له الوفاة يعيش الإعاقة أو
الامراض المزمنة فشل كلوي ،
تشوه قلب ، سرطان
، إصابات حروب ، مشاكل نفسية
وسيكولوجية ...إلخ ، ولا دواء ولا
رعاية طبية بمستوى المأساة
فالحصار يحاصر الدواء والحليب
وقلوب الأطفال . الحصار
ما زال يخنق غزة وأطفال غزة ولكن
ما العمل ؟؟؟ شكرا
لكل من ساعدنا ويساعدنا ولكن الأمر
لم يعد يحتمل مزيد من الأجراءات
العلاجية لنتائج الحصار المجرم
على أطفالنا بل يجب أن يرفع هذا
الحصار ليمنح أطفالنا الحق في
حياة كباقى البشر . نعم نحن
بحاجة لهبة شعبية تقول لكل من
يقدم لنا المساعدة في معالجة
آثار الحصار شكراً على ما
قدمتموه ولكنا بحاجة لجهودكم
لرفع الحصار أكثر من حاجتنا
لمعالجة آثار الحصار. يا
هيئة الأمم نشكرك على كل
الخدمات التي تقدميها لنا في
التعليم والصحة والتغذبة ....إلخ
لكن دورك الأهم هو في رفع
الحصار الظالم عن أطفالنا هذا
الحصار الذي يمس كل القيم
الإنسانية و يتعارض مع مع كل
الأعراف الدولية . حان
الآن الوقت لوقفة جدية وجريئة
من المجتمع الدولي و هيئة الأمم
للضغط على الإحتلال وكل
من يساند موقفه ، وذلك لرفع
الحصار الظالم عنا ،
نحن نفهم بأن هيئة الأمم مؤسسة
أعمق هدف وأكبر من مجرد خدمات
إغاثية تقدمها وكالة الغوث
لأبناء شعبنا في غزة ، وبناء
عليه يجب على هذه المؤسسة "هيئة
الأمم" ممارسة دورها غير
الدور الإغاثي لرفع الحصار عن
قطاع غزة . نعم نحن
بحاجة لهبة شعبية على كافة
الأصعدة الإعلامية والجماهيرية
و مؤسسات المجتمع المدني لنؤكد
لهيئة الأمم وكافة المؤسسات
الدولية بأن شكرا لجهودكم
الإغاثية و لكن رفع المأساة عن
أطفالنا هو برفع الحصار الظالم . هي هبة
يجب أن تشكل قاسم مشترك بين
الجميع بغض النظر عن الموقف
السياسي ،
وهي هبة تقود إلى مجموع من
العمليات الوحدوية التي قد تشكل
في النهاية شبكة من العلاقات
الوطنية تقود لرافعة لأي جهد
يسعى لتعزيز اللحمة بين ابناء
الشعب الواحد وتحقيق المصالحة . فمستقبل
أطفالنا على درجة من الأهمية
بأن يشكل هذا القاسم المشترك
الذي عنوانه " الحصار موت
لأطفالنا ودمار " ، ذلك
الموقف وتلك الرافعة للوحدة
الوطنية . ونسأل
الله التوفيق والتثبيت والنصرة
. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |