-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مرونة
ثمنها هجوم صهيوني جديد بقلم
/ عائد الطيب قبل
أيام قليلة كان القرار العربي
الصادر عن جامعة الدول العربية
بمباركة و الموافقة على مفاوضات
غير مباشرة مع الكيان الصهيوني
برعاية أمريكية و غطاء عربي ,,,
والكل توقع أن تسير الأمور كما
تهوى الأنفس و لكن متى كان هوى
النفس يحسم قضايا مصيرية
فالكيان الصهيوني أهدافه واضحة
ومحددة و ثابتة و الاختلاف
الوحيد في الأمر الوسيلة فمرة
قتل و مرة ذبح و أخرى تدمير و
تهجير و استلاب الأراضي و في
أحسن الأحوال المراوغة و اللعب
بالكلمات و ومنح الطرف الآخر
بعض الأوهام التي لا تضير
الكيان الصهيوني شيئا و لن
تبعده عن أهدافه بقدر ما هي
ملهاة للطرف الآخر و جعله يدخل
في دوائر مغلقة مفرغة من
المضمون وكل شئ ,,, هذا هو الحال
مع الكيان الصهيوني كلما أبديت
مرونة كلما زاد في إجرامه و
أطماعه فالمعايير الإنسانية و
حتى السياسية لا تنطبق عليه ,
فمعاييره تعنى أنه هو الذي يقرر
و يدبر و يحدد الأهداف لكل
الأطراف وما الذي يمنعه من ذلك
وهو لا يجد من يقول كلمة و إلا
كانت خطيئة في الذات الصهيونية
وكانت العقوبات و الحصار و
الحروب و القتل و الذبح على مرأى
و مسمع العالم الذي لا يحرك
ساكنا ,,,, يواصل العدو الصهيوني
بالعبث و اللهو منفردا فلا
اتفاقيات و لا معاهدات و لا أمم
متحدة و لا مجلس أمن يلزمه و لو
قيد شعرة . مفاوضات
غير مباشرة كل المراهنين على
الخيار التفاوضي و الحلول
الدبلوماسية
توقعوا كسر حالة الجمود
السياسي و انطلاق مسيرة السلام
المزعومة لتكون في مقابل نهج
المقاومة و بالتالي تشكل تبريرا
جديدا للمطالبة بالتخلي عن هذا
النهج و لكن كالعادة و للمرة
المليون العدو الصهيوني يضرب
بعرض الحائط كل الاتفاقيات في
أمر ليس بغريب و لا مستبعد عليه
فيعلن قبل أيام قليلة عن بناء 1600
وحدة سكنية في القدس في رسالة
صارخة إلى كل دعاة الحلول
السلمية أن افهموا و أفيقوا
فالكيان الصهيوني لا يفهم سوى
لغة القوة و لا تعنيه أو يكترث
لمعاييركم فهي خاصة بكم وهذه
مشكلتكم لأنكم تفهمون
الأمور كما لا ينبغي فالأمر ليس
مفاوضات مباشرة أو عير مباشرة
أو أي كان نوعها هناك أهداف و
أطماع فالأقصى يجب أن يهدم
لبناء هيكل سليمان المزعوم و
القدس يجب أن تكون يهودية بكل ما
فيها و كل شبر من فلسطين هو في
دائرة الاستهداف و الأطماع
الصهيونية ,,, و يبدو أن الكيان
الصهيوني يشك في قدرة الفهم لدى
العرب و كل العالم فكان لابد من
تأكيد – ليس أخير – بالقرار
ببناء 50 ألف وحدة اغتصابية في
القدس و ما حولها وحتى
في الأحياء السكنية الفلسطينية
في القدس في إشارة جديدة إلى
الاستخفاف و التحدي بكل دعاة
التفاوض . إننا
نتساءل ألم يحن الوقت لكي يفهم
الجميع السياسة الصهيونية و
الأيديولوجية و الفكر العنصري
المسيطر على القرار الصهيوني في
كافة مستوياته من القاعدة إلى
القمة ,,, أليس الوقت هو عامل ضد
الأهداف العربية و الفلسطينية
إن جاز التعبير , إن كل ساعة تمر
تعني أن هناك واقع جديد قام
الصهاينة بترسيخه و الملاحظ يرى
السرعة المحمومة و المسعورة
التي يتحرك بها الصهاينة تجاه
ابتلاع المزيد من الأراضي و
سرقة الطابع الإسلامي و العربي-
من كل المقدسات و الأماكن - و
تزويره بالتراث اليهودي
المزعوم و المفترى
,,, متى نفيق و ندرك أن الصراع
يتجه نحو المنحى الأخطر طوال
تاريخه ,,, إن المرحلة تحتم إعادة
كافة الحسابات و العلاقات و
الحلفاء الوهميين ,, فأمريكا
التي من المفترض أن تكون هي
راعية العملية الوهمية (
السلمية ) أظهرت في أكثر من
مناسبة وجهها الحقيقي كطرف في
معادلة الصراع وليست مجرد داعم
و حليف للكيان الصهيوني فلا
يجوز أن نعول عليها مطلقا في
إمكانية أن يكون لها دورا و لو
ضئيل في استعادة الحقوق ووقف
التغول و الهجوم الصهيوني
الجديد على فلسطين أرضا و شعبا و
مقدسات و تراثا و إرثا إنسانيا و
حضاريا , نتيجة لذلك فهناك واجب
أصبح ملحا على كل عربي و مسلم في
وجوب التعامل مع أمريكا كعدو
مركزي في الصراع فهي الداعمة
الاقتصادية و الغطاء الدولي و
الحامية للمشروع الصهيوني بكل
مفرداته و خصائصه و توجهاته . أما
أوروبا فالجريمة بدأت منها و
خيوط المؤامرة حيكت في أرجائها
و دعمها بداية من وعد بلفور حتى
اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين,,
وحاليا إنها لا حول لها و لا قوة
في مواجهة أمريكا و الصهاينة و
حتى إن تعالت أصوات أوروبية هنا
أو هناك فلا تخرج سوى أن تكون
مجرد كلمات لا تقدم و لا تؤخر من
الأمر شيئا . المطلوب
و بشكل عاجل و سريع مع الأخذ
بعين الاعتبار أن لا أحد يملك
ترف الاختيار أو الدراسة
الهادفة الهاربة لبناء المواقف
فالأمور واضحة لكل عين مبصرة
فلا داعي لإضاعة المزيد من
الوقت و التهرب من المسئوليات و
الأختباء خلف المبررات
المعتادة من الحفاظ على التحالف
و
الدعم الأمريكي و الأصدقاء في
أوروبا و خلافه
,,, إن العرب يملكون الكثير
من الأوراق التي مجرد التلويح
بها يشكل ضغطا هائلا على أمريكا
و أوروبا و دفعهم إلى تبني مواقف
معتدلة – و لا نقول داعمة – و
الوقوف في منتصف المسافة و يجب
بإتباع ذلك بخطوات عملية بداية
من الإعلان التخلي عن المبادرة
العربية و لفظ خيار التفاوض و
التلويح بالمقاطعة بكافة
مجالاتها الاقتصادية و الأدبية
و الفنية و الرياضية إلى آخر
المطاف . و في
اتجاه آخر يجب على
العرب دعم المقاومة معنويا
و ماليا و الـتأكيد أن خيار
المقاومة هو الخيار الذي يعيد
الحقوق ,,, أما فلسطينيا يجب
التوحد و الوحدة و الكفر بكل
خيارات التفاوض و عدم العودة
إليها بأي حال من الأحوال
فالموت في ميادين القتال خير من
الموت استجداء و ذلا و انكسارا. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |