-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محاور
الإلحاد العلمي في الحضارة
الغربية (3/4) ا.د.
محمد اسحق الريفي أولاً:
الزعم بأن الحياة نشأت صدفة اعتقد
العلماء أن الحياة نشأت على
الأرض في ظروف خاصة جداً وغير
متوقعة، ثم اكتشف العلماء
حديثاً أن الحمض النووي DNA، الذي
لا تنشأ الحياة إلا به، لم يتكون
في الأرض، وإنما جاء من السماء.
وأثبت العلماء وجود هذا
الحمض النووي فعلاً في السماء،
ثم بدأ العلماء يبحثون عن كيفية
وصوله إلى الأرض.
وزعم العلماء الغربيون أن
الشهب التي تسقط من السماء على
الأرض؛ هي التي أتت بالكربون
والأكسجين والهيدروجين إليها،
ثم كونت هذه المواد البروتين
والماء، ثم تحول البروتين إلى
الحمض النووي من نوع RNA، ثم تحول هذا إلى حمض نووي من
نوع آخر وهو DNA... وهكذا، فالحياة في نظر هؤلاء
العلماء الغربيين جاءت بمحض
الصدفة! ووفقاً
لأقوال العلماء الغربيين؛ بدأت
الحياة صدفة في لحظة غير
متوقعة، حيث ظهرت أول خلية حية.
ثم وضع "داروين" نظريته
المشهورة للنشوء والتطور، وهي
تزعم أن الإنسان هو نتاج تطور
تلك الخلايا الأولى التي نشأت
صدفة! وهذا هو
أسوأ محور للإلحاد في الحضارة
الغربية. والله
سبحانه وتعالى لا يخفى عليه
هؤلاء العلماء ولا ما يضعون من
نظريات لنشوء الحياة، إذ يقول
سبحانه وتعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ
عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي
النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن
يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا
شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (فصلت: 40).
ويقول عز وجل: {مَا
أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ
وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} (الكهف:
51). والغريب
أن القنوات الفضائية العربية لا
تكف عن الحديث عن تلك النظريات
وتهدها من المسلمات، رغم أنها
تتناقض مع التصور الإسلامي!
وهنا يكمن الخطر، على
المثقفين وعلى الأجيال
الناشئة، الذين لا يعرفون، أو
لا يلتزمون، التصور الإسلامي
للحياة ونشوئها، مما يؤدي إلى
تشكيكهم في دينهم وعقيدتهم
الإسلامية، علماً بأن نظرية "دارون"
غير مسّلم بها في الأوساط
العلمية في العالم. ثانياً:
التمرد على الفطرة تنظر
الحضارة الغربية إلى الإنسان
على أنه مجرد جسد تدب فيه
الحياة، وأن هذه الحياة هي
تفاعلات كيميائية تحدث في خلايا
جسده. ويؤمن
العلماء الغربيون بأن طريقة
تطور الإنسان، وفق "دارون"،
كان يمكن أن تأخذ أي شكل آخر غير
الشكل الحالي.
ولذلك فهم يعتقدون أن تبادل
الأدوار بين المرأة والرجل، أو
توزيع هذه الأدوار بطريقة
مختلفة، هو شيء طبيعي.
وينطوي ذلك على تمرد بشري
على الفطرة التي فطر الله الناس
عليها، وعلى السنن الكونية التي
وضعها الله تعالى في هذا الكون.
فالغربيون ينظرون إلى السنن
الكونية على أنها قوانين
الطبيعة التي يمكن تفسيرها
بالقوانين والنظريات
الفيزيائية، وبالتالي يحق لهم
الثورة عليها وتغيروها.
ولذلك فهم يحاولون التخلص
من مقتضيات الفروق البيولوجية
بين المرأة والرجل، ليعيدوا
توزيع الأدوار بينهما، فيما
يتعلق بالحمل والولادة
والأمومة عند المرأة.
وهم بالفعل يحاولون الحصول
على طرق أخرى للتكاثر باستخدام
زراعة الأجنة في الأنابيب،
والاستنساخ، وغير ذلك. وأخطر
نتائج هذا الإلحاد؛ قيام
العلماء الغربيين بإجراء
التجارب على البشر دون أية
ضوابط أخلاقية أو إنسانية، فهم
يحاولون، عبر تعديل الجينات
الوراثية، الحصول على كائنات
بشرية ذات خصائص يطمحون إلى
الحصول عليها، ليستخدموا هذه
الكائنات البشرية في الحروب،
وفي تنمية الاقتصاد، وغير ذلك
من الأفكار الشيطانية، التي
تهدف إلى الهيمنة على العالم
بالقوة. ويحاول
العلماء الغربيون اليوم تخليق
الأعضاء البشرية في مختبراتهم،
لبيعها إلى الشركات
والمستشفيات، ومن الصعب التكهن
بكيفية استخدام هذه الأعضاء في
المستقبل! أضف إلى ذلك الآثار
التخريبية التي تصاحب التجارب
التي يقومون بها على البشر،
فعلى سبيل المثال؛ هناك من يعزو
انتقال مرض نقص المناعة
المكتسبة "الإيدز"، من
القرود إلى البشر، إلى محاولة
تلقيح بويضة امرأة "أمريكية"
بنطفة قرد أفريقي، لإنتاج
كائنات حية غريبة، ولسوء الحظ
كان ذلك القرد مصاباً بالإيدز.
وفي هذا يقول الله تعالى عن
اتخاذ الغرب الشياطين أولياء
لهم من دون الله: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ
وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ
وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ
الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ
اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ
الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن
دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ
خُسْرَانًا مُّبِينًا} (النساء:
119). ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |