-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عراق
ما بعد الانتخابات..."المجهول"
ما زال أمامنا عريب
الرنتاوي سيمضي
بعض الوقت، قبل أن نعرف ما الذي
جاءت به الانتخابات العراقية
الأخيرة من مؤشرات ودلالات حول
"التحولات الجارية في بلاد ما
بين النهرين"، وهو مؤشرات
تتخطى الأرقام والنسب المئوية
العامة، وتتجاوز الجدل
المتمركز حول هوية الشاغلين
الجدد للرئاسات العراقية
الثلاثة، وثمة أسئلة لا شك
ستبحث لنفسها عن أجوبة في ركام
الأرقام والتفاصيل التي سيتعين
رصدها وتبوبيها وتحليلها
واستنطاقها، على أمل الوصول
لفهم أعمق وأدق لما جرى ويجري. أولى
هذه الأسئلة، تتعلق بمصائر
القوى المذهبية والطائفية في
العراق، هل ما زالت لاعبا
رئيسا، وأين اتجه الصوت العرقي
في الانتخابات الأخيرة، ما
دلالة تقدم ائتلاف دولة القانون
على خصومه الأقوياء في المجلس
الأعلى والتيار الصدري، ما
النتائج المترتبة على تقدم حزب
الدعوة المؤدلج للغاية في بعض
المحافظات الجنوبية، وما
انعكاسات ذلك، ما مغزى تقدم
المالكي الكاسح في بغداد، ما
الذي قدمه الرجل للمدينة ليحصد
غالبية مقاعدها، أين يتجه شيعة
العراق وما الذي يريدونه حقا
كما تدلل على ذلك نتائج
الانتخابات. ما الثابت وما
المتغير في وجهة واتجاه الحراك
الشيعي، وما علاقة إيران بذلك
وكيف سيتأثر نفوذها ودورها فيه،
بعد الانتخابات وفي ضوء نتائجها. ثاني
هذه الأسئلة ويتعلق بالعرب
السنة، الذين وإن أقدموا على
الانتخابات بصورة كثيفة هذه
المرة، في محاولة منهم لتدارك
ما يمكن تداركه، إلا أن مسألة
تمثيلهم في النظام السياسي ما
زالت إشكالية، فهم هزموا
القاعدة ودولتها الإسلامية كما
قلنا من قبل، وهم منحوا غالبية
أصواتهم لزعيم شيعي علماني، لا
يبدو أن فرص وصوله إلى سدة
الحكومة ستكون عالية، والحزب
الذي استأثر بتمثيلهم في السابق
(الحزب الإسلامي) لم يعد قوة
برلمانية مقررة في مسألة
تمثيلهم، وهم يصارعون اليوم في
سبيل استعادة الرئاسة الأولى (على
رمزية موقعها وصلاحياتها) ولكن
دونهم "خرط القتاد"،
فالأكراد سيقاتلون حتى آخر ورقة
من أجل إبقاء مكتسباتهم على
حالها، ومن بينها موقع الرئاسة
الأول، ولن يحدوا صعوبة في "توقيع
صفقات" مع كتل أخرى، نظير
ذلك، ما يعني أن مسألة تمثيل
العرب السنة التي كانت مشكلة
عراق ما بعد صدام، ستظل أيضا،
وإن بدرجة أقل وشكل مختلف،
مشكلة عراق ما بعد الانتخابات. وثالث
هذه المسألة، وتتعلق بأكراد
العراق، الذين لم تعد "ثنائية
الطالباني – البرزاني" هي
السمة المميزة لمشهدهم السياسي
في لحظته الراهنة، بعد أن تقدمت
كتلة التغيير والإصلاح في
السليمانية (المدينة) إلى
الموقع الثالث في الإقليم، وبعد
التقدم الذي أحرزه إسلاميو
كردستان بحصولهم على مقاعد لا
تقل عن عدد مقاعد الكتلة
الناشئة والصاعد للتغير
والإصلاح بزعامة نوشروان مصطفى.
كما أن هناك مشكلة إضافية
سيتعين على الأكراد النظر لها
في ضوء نتائج الانتخابات، وهي
الفوز الكبير لكتلة علاوي في
مدينة كركوك، ما مغزى هذا الفوز
ودلالاته، وكيف سيؤثر على مصائر
"قدس كردستان" وفقا للوصف
الدارج للمدينة على ألسنة
المسؤولين الأكراد، تلكم قضية
أخرى، وخط تماس ساخن آخر سيتعين
على السياسيين العراقيين
تبريده. رابع
هذه الأسئلة، كيف جاءت نتائج
الانتخابات من زاوية "توازن
القوى والنفوذ الإقليميين"،
هل تقدمت إيران في العراق أم
تراجعت، هل تقدم العرب في
العراق أم تراجعوا، ماذا عن
تركيا ومخاوفها وهواجسها و"التركمان"
في العراق، كيف سيكون شكل لعبة
الصراع على العراق في المرحلة
المقبلة. خامس
هذه الأسئلة، كيف ستؤثر نتائج
الانتخابات على الأجندة
الدولية في العراق، هل ستقدم أم
تؤخر استحقاق الانسحاب
الأمريكي، أم أن تغييرا لن يطرأ
على أجندة البنتاغون، ماذا عن
بقية عناوين الأجندة العراقية،
من نوع استعادة الأمن ومحاربة
الفساد "النيجيري" المتفشي
في العراق، علاقة مكوناته
ومستقبل سلمه الأهلي وإلى غير
ما هنالك من تحديات. هذه
الأسئلة وكثير غيرها، ستجيب
عليها النتائج التفصيلية
للانتخابات، كما أن الحراك
السياسي الذي بدأ صبيحة اليوم
التالي ليوم الاقتراع، والذي من
المتوقع أن يستمر أسابيع وأشهر
عديدة قبل أن يصل إلى مبتغاه،
سيوفر المزيد من التوضيحات
والإضافات على هذه الإجابات،
سيما وأن كافة التقديرات تذهب
للتنبوء بحدوث انقسامات
وائتلافات جديدة بين الكتل
والكيانات العراقية، في ضوء
نتائج الانتخابات وفي الطريق
لتشكيل الحكومة الجديدة وتقاسم
السلطة. لكن ما نعرفه اليوم،
ونبدو متأكدين منه، أن الثابت
في عراق بعد السابع من آذار هو
"المتغير"، وأن "المجهول"
ما زال بانتظاره وانتظارنا. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |