-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محاور
الإلحاد العلمي في الحضارة
الغربية (4/4) ا.د.
محمد اسحق الريفي ثالثاً:
الاعتقاد بالفوضى الكونية وهو
الزعم بأن الحياة على هذه الأرض
مهددة بسبب فوضى في الكون، مثل
اقتراب ثقب أسود من الأرض، أو
ارتطام كواكب أخرى بها، أو سقوط
شهب محملة بالماء في المحيطات
وإغراق القارات وخصوصاً أمريكا
الشمالية... وهكذا.
ويصور العلماء الأمريكيون
للناس أنهم قادرون على حماية
هذه الأرض من كل تلك المخاطر،
ولكن الله سبحانه وتعالى يقول
في هذه المزاعم: {إِنَّ اللَّهَ
يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا
وَلَئِن زَالَتَا إِنْ
أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ
مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ
حَلِيمًا غَفُورًا} (فاطر: 41).
إن ادعاء العلماء الغربيين
أن الحياة على الأرض دمرت قبل
ملايين السنين، فانتهت حقبة
الديناصورات على الأرض، هو مجرد
ظن لا دليل عليه.
وحتى لو حدث ذلك؛ فإنه لم
يكن ليحدث إلا بمشيئة الله
تعالى. وادعاء
العلماء الأمريكيين بقدرتهم
على حفظ الأرض؛ هو من قبيل
الغرور والكفر بأن الله قيّوم
السماوات والأرض، وأنه قادر على
إنفاذ أمره. رابعاً:
التشكيك بربوبية الله يدعي
الغرب، وخاصة الولايات المتحدة
الأمريكية، أن الغذاء لا يكفي
لمليارات البشر، وهم يطلقون
التحذيرات تلو التحذيرات
لإجبار الناس على الخوف على
مستقبلهم وعلى التسليم بما
تمليه عليهم الولايات المتحدة
من قوانين بذريعة المحافظة على
الأرض. والله
تعلى يقول {وَمَا مِن دَآبَّةٍ
فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى
اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ
مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي
كِتَابٍ مُّبِينٍ} (هود: 6)،
ويقول أيضاً: {وَفِي السَّمَاء
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (الذاريات:
22). وفي
هذه الآية الكريمة إشارة إلى
دور الشمس في إمداد الأرض
بالماء والطاقة اللازمة لنمو
النبات، وتكوين المواد التي
يتغذى عليها الإنسان والحيوان.
وقد يستطيع الإنسان في
المستقبل استغلال الطاقة
الشمسية في الحصول على كميات
هائلة من الغذاء تكفي للتخلص من
الجشع الذي يعاني منه
الأمريكيون وغيرهم. والولايات
المتحدة تزعم أن الإنسان؛ حتى
يعيش حياة كريمة، لا بد له من أن
يكون مستهلِكاً بنفس درجة
استهلاك الغربيين والأمريكيين،
حيث لا يشعر هذا الإنسان
بالشبع؛ وفق النظرة الأمريكية،
إلا بحصوله على ما يشتهي من
الفواكه واللحوم؛ وجميع
الأغذية البحرية والنباتية
والحيوانية، وبتوفرها لديه
بوفرة على مدار السنة.
ووفق تلك النظرة؛ لا بد أن
يأكل الإنسان اللحوم ثلاث مرات
يومياً على الأقل، إضافة إلى
الخمور، والمخدرات، وكل أدوات
التلذذ البهيمي، إضافة إلى
امتلاك السيارات، وأدوات
الترفيه، والأدوات
التكنولوجية، التي توفر الراحة
للإنسان، وتجعله يتفرغ لطلب
الملذات، دون أي غاية إنسانية
كريمة. توصيات ينظر
كثير من مثقفي أمتنا إلى
الولايات المتحدة على أنها قدوة
في مجال التقدم العلمي
والتكنولوجي، ويستشهد هؤلاء
بإحصائيات تنشرها الولايات
المتحدة عن النسب العالية
للإنفاق على البحث العلمي، وفي
هذا تضليل للأجيال الناشئة
لأمتنا، فمعظم الأبحاث العلمية
التي تجريها الولايات المتحدة
لها أهداف عسكرية، لتتمكن
الولايات المتحدة من الهيمنة
على الشعوب المستضعفة، ولا سيما
العرب والمسلمين.
والولايات المتحدة غير
مقيدة بأي ضوابط أخلاقية ولا
شرعية فيما يتعلق بالبحث العلمي.
ومعظم النفقات الأمريكية
على البحث العلمي تذهب إلى ما
يضر الحياة البشرية؛ كأبحاث
الطاقة الهيدروجينية والنووية،
التي أدت إلى تلوث البيئة،
وجعلتها غير مناسبة للحياة في
البر والبحر والجو. ولا بد
من الانتباه إلى أن الأغذية
المعدلة وراثياً، والمبيدات
الحشرية، تؤدي إلى انتشار أمراض
السرطان وغيرها من الأمراض التي
تفتك بمئات الألوف من البشر
سنوياً. وكذلك
الإنفاق على حرب النجوم، وعلى
أشعة الليزر، والبلازما،
لاستغلالها في الهيمنة ونهب
الثروات. إن
هذا الإنفاق الهائل على البحث
العلمي يأتي في إطار محاولة
الولايات المتحدة لامتلاك
أسباب القوة والتفوق على
الآخرين، بعيداً عن أي قيم
وأخلاق إنسانية؛ بل على العكس
تماماً، يأتي ذلك الإنفاق في
إطار النظرة المادية إلى الحياة
والإنسان، الذي تنظر إليه
الحضارة الغربية على أنه مجرد
حيوان متطور، أو آلة، وفي إطار
اقتصادي استغلالي لا يرحم
الشعوب المستضعفة. ولذلك
على المثقفين والعلماء من أبناء
أمتنا توجيه أجيالنا الناشئة
إلى إتباع المنهج الإسلامي في
البحث العلمي، وأن يكون لنا
منهجنا الإسلامي الخاص بالبحث
العلمي؛ لا أن نكون مجرد متبعين
للعلماء الغربيين، حتى لا
نساعدهم على الهيمنة على العالم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |