-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 17/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ليست الأولى ولن تكون الأخيرة

عريب الرنتاوي

في تاريخ العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية من الأزمات، ما يكفي – كما ونوعا – للاستنتاج بأن الأزمة الأخيرة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأنها لا تطاول من حيث درجة حدتها وتفاقهما، أزمات سابقة كتلك التي عرفت زمن حكومة شامير ومؤتمر مدريد باسم "أزمة ضمانات القروض"، وقبلها زمن فورد – كيسنجر زمن فك الارتباط الثاني على الجبهة المصرية، أو بعدها زمن نتنياهو ومستوطنة جبل أو غنيم، وما بينها وقبلها وبعدها من أزمات، انتهت جميعا وصارت صفحات مهملة في أراشيف الباحثين، في حين ظل الاستيطان على حاله، وبقيت عملية السلام مضبوطة وفقا لإيقاع إسرائيل وتوقيتها الخاص، وعلى مختلف المسارات.

 

أحيانا كانت الحكومات الإسرائيلية تنحني أمام العاصفة، سيما عندما تكون في واشنطن، إدارة قوية، وعندما تكون تلك الإدارة بحاجة للعرب في ملف من الملفات، كأن يكون مثلا إخراج مصر من الصف العربي (1975)، أو حشد العرب ضد العراق (1991)، أو التحضير لعقوبات أو ضربات لإيران (حاليا)، لكن في غالبية المواجهات كانت النتيجة تأتي لصالح إسرائيل واعتبارات تحالفها الاستراتيجي مع واشنطن.

 

في كل مرة اضطرت فيها إسرائيل للرضوخ أو الانحناء أمام العاصفة الأمريكية، كان الانحناءة تكتيكية في جوهرها، ومؤقتة في زمانها ومحدودة في مكانها، فبعد فك الارتباط الثاني، نجحت إسرائيل في "جرجرة" السادات إلى الكنيست ومن ثم التوقيع على معاهدة سلام قال الشاعر الشعبي المصري في وصف نتائجها: "رجعت سيناء وضاعت مصر"....وعندما رضخ شامير لضغوط بوش (الأب) – جيمس بيكر، تعهد بان يدخل العرب في ماراثون تفاوضي يمتد لعشر سنين، وصدقت "نبوءة" شامير، وزاد عليها خلفاؤه من رؤساء حكومات إسرائيل عشر سنين من لدنهم...وعندما تأزمت العلاقات على خلفية جبل أبو غنيم، تبددت الزوبعة، وتبين أنها كانت محصورة في فنجان صغيرة، انتهت مفاعليها وظلت مستوطنة "هار حوما" جاثمة على صدور الفلسطينيين وحقوقهم، في بيت لحم والضفة.

 

هذا غيض من فيض "التأزمات" المتعاقبة في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، وهي أزمات وتأزمات كانت تنتهي دائما، إما بفوز مباشر على واشنطن وبالضربة القاضية الفنية، أو بنصر "مؤجل" وبالنقاط، وكان الرهان على عامل الزمن وقدرته العجيبة على إحداث "الترك والنسيان"، أهم عنصر في السياسة الإسرائيلية وفي رهانات حكومة تل أبيب.

 

هذه المرة، لا تبدو الصورة مختلفة، وسواء رضخ نتنياهو وقبل الانحناء أمام عاصفة أوباما/ كلينتون /ميتشيل، أو ظل على تعنته، فإن النتيجة المباشرة أو في على المدى الأبعد لن تختلف عمّا حصل في مرات سابقة، ومن يقرأ السيناريوهات التي يجري تداولها، يعرف أن مسألة بناء الحي في القدس، كمسألة هدم المنازل في سلوان، قد وضعت على سكة التنفيذ، إن لم يكن الآن، فبعد أن تهدأ العاصمة، وتعود العواصم إلى يومياتها المعتادة.

 

لن تكون الأزمة الحالية، إن جاز وصفها كذلك، نقطة تحوّل في علاقات واشنطن وتل أبيب، حتى جو بايدن، الأكثر تضررا على المستوى الشخصي بالإهانة الإسرائيلية، لم يكف ولن يكف، عن الدفاع حتى الاستماتة عن حلف بلاده الاستراتيجي مع إسرائيل، وسواء عقد نتنياهو العزم على تنفيذ أعمال البناء في الحي الاستيطاني الجديد، أو أرجأ المسألة لأشهر معدودات قادمات، فإن النتيجة لن تختلف من منظور استراتيجي.

 

وطالما أن العرب لم يدخلو بقوة بعد على خط التصدي للاستخفاف الإسرائيلي بهم وبكراماتهم وسياسات دولهم ومصالحها، طالما أن معاقبة نتنياهو على تمرده و"مروقه" متروك لواشنطن وحدها، فإن أحدا لا ينبغي له أن يتوقع تدهورا في العلاقات بين الحليفتين الاستراتيجيتين إلى درك أو حضيض.

 

ونعجب من الذين لم يقرأوا دروس التاريخ – القريب وليس البعيد – كيف أنهم يطلقون صيحات النصر لأن "تكتيكات عرب الاعتدال العقلانية" قد نجحت في إشعال فتيل أزمة بين واشنطن وتل أبيب، ولا أدري ماذا سيقول هؤلاء عندما يرون بوصلة الضغط الأمريكي قد انقبلت – كما انقلبت من قبل – باتجاه الفلسطينيين والعرب، بعد أن كانت باتجاه إسرائيل، وقد لا يضطرون ولا نضطر للانتظار طويلا قبل أن يخرج أحدنا لسانه من فمه متسائلا باستنكار لا يخلو من الشماتة: ألم نقل لكم ؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ