-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الذين
يصلحون ما أفسد الناس سيد
يوسف هذه
مجموعة من التأملات والخواطر
حول شئوننا العربية لا سيما
الاجتماعية والسياسية أرجو لها
أن تسترعى انتباه الفاقهين. *
إن بداية كل مصلح عظيم هو أن
يرغب بنفسه عن الأوهام الشائعة
والأكاذيب التى يروجها العوام
...ويلجأ إلى الله ثم العلم
والعقل المفكر الحر الذى يتحرك
بلا موروثات غبية خاطئة...يستلهم
من ذلك طرقا فعالة ناجعة يخدم
بها قومه حتى وإن تنكر له كثير
ممن مصالحهم مرتبطة بالنفاق
وبيئته... يجمع ولا يفرق، يحبب
ولا يبغّض، يفهم ولا يتكبر،
يصبر لا يستعجل...هذه الشخصيات
بتلك العقول يمكنها أن تنهض
بحمل الأمة حين يتجمع حولها أهل
العقل والتضحية...وفى هذا ذكرى
لأولى الألباب. * قد
أودع الله فى نفوس بعض الناس
أرواحا جميلة تظل تبحث عن الخير
للإنسانية دون انتظار مقابل ...ودون
انتظار كلمة شكر من أحد وحين
يتنكر لهم الناس يعملون من
أجلهم لا يضرهم من خذلهم ... تفيض
نفوسهم تفاؤلا فى ظل حلكة
الأوضاع الكئيبة...أرواحهم هى
هدية يتقربون بها إلى ربهم...إنهم
يستمدون غذاء أرواحهم من صلتهم
الجميلة بربهم...هؤلاء المعنيون
بصنع حضارة تقود ركب الإنسانية
حتى وإن أخفاهم حينا من الدهر
ضجيج المنافقين. * الأمم
حينما تضعف وتهون تمسخ كثيرا
مما لديها من تعاليم لتحل محلها
خرافات وأوهام يحسبونها من
الدين وما هى من الدين وإنما
الدين منها براء...حتى إذا قام
بعض الفاقهين فيها بإحياء تلك
التعاليم ومحاربة تلك الأوهام
ظن العامة أن بالفاقهين لوثة
عقلية ...وتنكروا لهم ورأوهم
غرباء يسيئون إلى معتقداتهم
التى يرونها دينا وما هى من
الدين بشيء...ولعلها
عرف وعادات وتقاليد ليس أكثر...فطوبى
لهؤلاء الغرباء الذين هم (أولو
بقية ينهون عن الفساد في الأرض)
هود 116، ألا ترى لحديث النبى
محمد صلى الله عليه وسلم: (طوبى
للغرباء، قيل : و من الغرباء يا
رسول الله ؟ قال : ناس صالحون
قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم
أكثر ممن يطيعهم ) وفى رواية (الذين
يصلحون ما أفسد الناس)...ولله در
أمتنا الذين هم فى مسيس الحاجة
لهؤلاء لا سيما مصر. * لله
قوانين قرآنية شامخة السمو
يفهمها ويقدرها رجال فهموا سيرة
النبى محمد صلى الله عليه وسلم
وفقهوا معانى القرآن البليغة
وتخلصوا من الأوهام والرذائل
وارتفعوا بأخلاقهم إلى سيرة
النبى محمد صلى الله عليه وسلم
وصحابته...أولئك المعنيون بصنع
حضارة إنسانية تقود ركب
الإنسانية بما لديهم من تعاليم
سامية...وبما لديهم من عقول –
نرجوها – نيرة يقظة فاعلة. أما
العجزة والكسالى الأغبياء فهم
غير معنيين بذلك. *
البهائم حين تُلبّى مطالبها من
غذاء ووقاية ورعاية وعلاج فقد
استكملت احتياجاتها...أما
الإنسان حين يفتقد تلبية
احتياجاته الأساسية والضرورية...فإن
من العبث مطالبته أن يكون
إنسانا يحسن التفكير والتحرك
الايجابي الفعال...والسؤال:حين
لم يتحرك الإنسان –بمجموعه-
للحصول على مطالبه واحتياجاته
وحين وقف بجهله ضد من يدافعون
عنه...ويؤمنون بقيمته...أليس هو
المسئول عن وضعه المهين هذا؟!!أياما
تكن الإجابة فلقد استبان
للفاقهين أن معركة الوعى ضرورية
وهامة للدفاع عن الإنسان فى
بلادى...فماذا هم فاعلون؟ * لقد
استبان لى أن الفطرة تفسد بكثير
من الأمور منها : الاستذلال لغير
الله بأن تهفو القلوب طالبة
العون من غير الله ...تستكين تلهث
وراء من يقدم لها الخبز ويسلب
منها الحرية...وإذا فسدت الفطرة
فلا صلاح يُرجى...وإذا علا
الفجار- أهل القطط السمان- على
الأبرار الفاقهين دون أن
يتحركوا بعمل مدروس مستمر
إيجابي فلا خير يُرجى...وإذا سكت
القادرون الفاقهون فالمكان
فسيح للعجزة و البلطجية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |