-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في ذكرى الحرب على العراق

رشيد شاهين

في مثل هذا الأيام قبل سبع سنوات، أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية مع من تحالف معها من قوى الشر والعدوان على شن حرب عدوانية دموية مدمرة غير مبررة وغير شرعية ولا قانونية على ارض الرافدين، انتهت باحتلال هذا البلد وكانت النتيجة سقوط مئات الآلاف من الضحايا وتشريد ملايين العراقيين في داخل وخارج العراق.

بعد سبع سنوات من الاحتلال البغيض، هنالك العديد من التساؤلات التي تبرز إلى الواجهة، وهي ذات التساؤلات التي سوف تبرز دوما في مثل هذه الذكرى الأليمة، وهي ستبقى تساؤلات مشروعة، خاصة في ظل عملية التآمر على هذا البلد، والتي تورط بها العديد من دول وقادة العربان، هذا التآمر الذي دفع العراق وشعبه ولا زال ثمنا باهظا له.

إن من بين تلك التساؤلات أو الأسئلة التي لا بد منها، كيف أضحت الأوضاع في العراق بعد هذا الاحتلال؟ وهل جاء المحتل الأمريكي ومن معه بما هو أفضل للعراق؟ وهل تحققت الشعارات الكاذبة التي تم رفعها قبل عملية الغزو فالاحتلال ؟ وأين أصبح البلد بعد سبعة أعوام من الاحتلال البغيض قتل خلالها من قتل وشرد من شرد وغادر البلاد من غادر؟ وهل حصل أهل العراق على ما وعدوا به من حرية وديمقراطية من قبل بوش الصغير؟ وهل ثمة من الايجابيات ما يمكن الحديث عنها بعد سنوات الاحتلال تلك؟

لقد بات جليا أن الصورة التي رسمها الغزاة لعراق ما بعد الاحتلال أو ما -وصفوه بالتحرير- لم تكن أبدا بهية ولا وردية ولا زاهية كما دأبوا على الترويج خلال التحضير للحرب على العراق، لقد بدت الصورة أكثر "قتامة وسوادا" مما رسمها  وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر في جنيف خلال اجتماعه مع طارق عزيز – وزير الخارجية العراقي في حينه- قبل الحرب الأولى على العراق عام 1991.

حتى اللحظة، وبعد سنوات سبع من جريمة الحرب على العراق، لا يمكن الحديث عن أي تقدم تم إحرازه على أي صعيد في البلد بعد الاحتلال، حيث كل المؤشرات والوقائع تقول بان البلد آخذ في التراجع في كل الميادين، وان الأمور فيه تزداد سوءا يوما بعد يوم، وان كل ما يجري من محاولات لتجميل الوجه القبيح للاحتلال، لم تعد مجدية في ظل غياب الأمن، والأوضاع الاقتصادية الآخذة في التردي، مع ازدياد البطالة، وعدم توفير الحد الأدنى من الخدمات، وغياب القانون، واستشراء الفساد، وانحطاط المستوى الصحي والتعليمي في بلد كان يفخر بأنه في رأس قائمة بلدان العالم الثالث من حيث التعليم والصحة.

عند الحديث عن الحرب على العراق، يصبح من غير الممكن عدم استذكار كل الكذب والخداع والتزوير الذي مورس من قبل الماكينة الدعائية الأمريكية بشكل خاص والغربية بشكل عام وخاصة البريطانية، كما لا يمكن إغفال كل المبررات التي سيقت من اجل إخضاع هذا البلد واحتلاله، والتي ثبت لاحقا أنها كانت مبررات كاذبة، مخادعة، استندت إلى الفبركة والتزوير وقلب الحقائق بشكل غير مسبوق، وقد تورط فيها الكثير من القادة "عربانا وغربانا".

لقد كان حجم التزوير والتهويل من خطر عراقي ماحق، اكبر من كل الكذب الذي مورس خلال الخرب العالمية الثانية، عندما كان غوبلز وزير الدعاية النازي يقود أبواق الدعاية مستندا إلى مقولة اكذب حتى يصدقك الآخرون، وقد أصبح واضحا بعد هذه السنوات الطويلة من الاحتلال، إن كل ما اتخذ من قرارات ضد العراق، وان كل ما تم ترويجه عن العراق، لم يكن سوى فبركات تورط فيها العديد من أجهزة المخابرات العالمية وعلى رأسها المخابرات الأمريكية، كما أن العديد من التقارير بدت تكشف "المستور" في مسلسل الكذب الذي مورس خلال الحرب وما قبل الحرب على العراق.

في الذكرى السابعة للاحتلال، أصبح من الواضح ان الكثير مما رغبته الولايات المتحدة الأمريكية صار بعيد المنال، وهو لم يتحقق، ولا يبدوا انه في طريقه إلى التحقق، إلا ان هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى ان هناك من أهداف الغزو ما تم تحقيقه، حيث يمكن القول مثلا انه تم تدمير العراق بشكل ممنهج، وهذا كان احد الأهداف الرئيسية للحرب على العراق، كما تم تقويض أسس الدولة العراقية التي كلفت أبناء العراق من المال والوقت والجهد الكثير، كما تمت إعادة العراق عشرات ان لم يكن مئات السنين إلى الوراء، كما أراد له بيكر عام  1991 ، بالإضافة إلى ذلك، فلقد تم إخراج هذا البلد – قد يكون هذا احد أهم أسباب الغزو والاحتلال- من حسابات المواجهة مع دولة الكيان العنصري، بكل ما يشكله العراق من ثقل اقتصادي وعسكري وبشري وعلى كل الصعد، بالإضافة إلى ذلك، لا بد من التنبيه إلى ان العراق وبعد سنوات سبع من الاحتلال تحول إلى واحد من أكثر البلدان فسادا في العالم.

مما لا شك فيه أيضا ان الولايات المتحدة استطاعت ان تنجح في ان تبقي العراق- على الأقل في المدى المنظور – ضمن منطقة السيطرة والنفوذ والتبعية لها، وذلك من خلال ربطه بالعديد من الاتفاقيات، وهذا يجري من خلال من تم استجلابهم من الخارج ليصبحوا القادة الجدد لعراق ما بعد الاحتلال، وقد ارتضى هؤلاء القيام بالأدوار التي تم رسمها لهم تاريخيا، خلال وجودهم في صفوف ما كان يدعى بالمعارضة العراقية، هذه المعارضة التي ترعرعت في العواصم الغربية – واشنطن ولندن وسواهما-  وفي العواصم الشرقية- طهران والكويت وغيرهما-  في أحيان أخرى.

لقد كان جليا أيضا أن الولايات المتحدة وبرغم كل ما قامت به في العراق، فشلت حتى اللحظة وهي لا بد ستفشل مستقبلا بتقسيم العراق، هذا الهدف الذي كان أيضا احد الأهداف الرئيسية للغزو، كما فشلت في إشعال حرب أهلية في البلد برغم كل ما قامت به من اجل تأجيج مثل هذه الحرب، شاركها في ذلك الجارة اللدودة إيران التي تتشارك مع الولايات المتحدة وتتلاقى وإياها في الكثير من المصالح والتقاسم الوظيفي والسيطرة على العراق.

بعد سنوات سبع من الاحتلال بات من الواضح ان أميركا قد تورطت في هذا البلد، وهي تعيش مأزقا صعبا لن تستطيع الخروج منه إلا بالخروج من هذا البلد ليحكمه ويسوده أبناء العراق النشامى وليس من أتى على ظهور الدبابات الأمريكية، المأزق الذي تعيشه أمريكا ناتج عن الضربات التي يتلقاها جيش الاحتلال من قوى المقاومة العراقية بكافة أطيافها، وهي التي ستعمق هذا المأزق ليصل العراق في النهاية إلى هدفه في الحرية والاستقلال.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ