-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خطاب
أوباما في عيد النيروز وأكذوبة
الخيارات المفتوحة تجاه إيران د.
علاء مطر أكد
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
في خطابه للشعب الإيراني والذي
يلقيه للعام الثاني على التوالي
وفي المناسبة ذاتها وهي بداية
السنة الفارسية الجديدة "عيد
النيروز"، التزامه بغدٍ أفضل
للإيرانيين "على الرغم من
استمرار وجود خلافات مع الحكومة
الإيرانية، نبقى على التزامنا
بمستقبل أفضل للشعب الإيراني".
كما حمل الخطاب الوعود بتحسين
مستقبل الشعب الإيراني من خلال
زيادة فرص التبادل التعليمي
للطلاب الإيرانيين للدراسة في
الكليات والجامعات الأميركية،
والمشاركة بشكل كامل في
الاقتصاد العالمي وإثراء
العالم من خلال المبادلات
التعليمية والثقافية فيما وراء
حدود إيران، بالإضافة إلى العمل
على زيادة حرية الوصول إلى
تكنولوجيا الإنترنت حتى يمكن
للإيرانيين الاتصال مع الآخرين
ومع العالم من دون خوف من
الرقابة. وأشار أوباما أيضاً في
خطابه إلى أن الباب يبقى
مفتوحاً للحوار مع إيران "إننا
نعمل مع المجتمع الدولي لتحميل
الحكومة الإيرانية المسؤولية،
لأنها ترفض الوفاء بتعهداتها
الدولية، ولكن عرضنا بإجراء
اتصالات دبلوماسية شاملة وحوار
ما زال قائما"، لكنه انتقد في
الوقت ذاته حكام إيران لأنهم
"عزلوا أنفسهم". و قال
أيضاً " إن واشنطن ستسعى لفرض
عقوبات قوية لمنع إيران من
الحصول على سلاح نووي".
وكما أن الخطاب الأول لم
يترك الصدى الإيجابي على
العلاقات بين البلدين، بل على
العكس من ذلك تصاعدت حدة
الخلافات بين الجانبين وتدهورت
العلاقات. فإن خطاب هذه السنة
سيترك المصير ذاته، سيما وأنه
يحمل في جنباته حث للشعب
الإيراني للثورة على نظامه وفيه
حث للمعارضة على الاستمرار في
احتجاجاتها على النظام، وفي
الوقت نفسه يحمل تهديداً واضحاً
للنظام الإيراني بسبب تعنته على
صعيد السياسة الخارجية سيما
تجاه الملف النووي، تاركاً
أوباما على حد زعمه الباب
مفتوحاً أمام تعدد خيارات العمل
تجاه طهران. لكن
الواضح على الصعيد الدولي أن
الخيارات ليست مفتوحة أمام
واشنطن لتتخذ ما تشاء منها تجاه
طهران، لأنها تعلم جيداً حجم
القوة التي تشكلها الأخيرة على
الصعيد الدولي نظراً لتعدد
أوراقها التي تمتلكها وامتداد
نفوذها في العديد من المناطق،
بدءاً من أمريكا اللاتينية
مروراً بأفريقيا وانتهاءً
بآسيا، وحتى بما تملكه من
علاقات مع بعض الدول الأوروبية
ولو على الصعيد الاقتصادي،
فألمانيا على سبيل المثال
تربطها علاقات تجارية ضخمة مع
طهران. هذا بخلاف قوتها
العسكرية وما يمكن أن يشكله
توجيه ضربة عسكرية لها من
مغامرة قد يتحمل تبعاتها العالم
بأسره. وبالمناسبة تعلم واشنطن
ذلك جيداً وهو ما يثنيها في
الوقت الراهن عن توجيه ضربة
لطهران أو السماح لإسرائيل
بالعب بالنار والقيام بالنيابة
عنها بذلك، وهذا ما نفهمه من
خطاب أوباما التحريضي للشعب
الإيراني ضد نظامه، حيث ترى
الولايات المتحدة والغرب أن
تأجيج الشارع وأقطاب المعارضة
ضد النظام يمثل الطريق الأفضل
وفقاً للمتاح لإضعاف النظام
الإيراني في ظل عدم إمكانية
توجيه ضربة عسكرية وعدم جدوى
العقوبات الاقتصادية. وهذا
ما يجعل إيران أكثر صلابة في
مواقفها ويعطيها فسحة أكبر في
المناورة على صعيد سياستها
الخارجية، فهي تعي جيداً أن
الظروف الدولية لا تسمح بتوجيه
ضربة عسكرية لها كما أن
العقوبات الاقتصادية والتي
تفرض عليها منذ نجاح ثورتها لم
تثنها عن التقدم وفي العديد من
المجالات، هذا بخلاف أن واشنطن
لن تجد مساندة دولية كافية
لتوجيه ضربة لطهران، بل ستجد
معارضة مستميتة من كثير من
الدول حتى التي لا تكن المودة
لطهران وذلك لما تعلمه هذه
الدول من حجم المخاطر التي
ستكتنف المنطقة والعالم في حال
تم توجيه ضربة لطهران. حتى
التعويل على إسقاط النظام
الإيراني عبر تحريض وتأجيج
الشارع والمعارضة لن يحقق
المراد، فقادة المعارضة على وجه
الخصوص هم من أبناء الثورة
الإيرانية وإن كانوا مختلفين
على مقعد الرئاسة فهم بشكل أو
بآخر متفقين على مبادئ الثورة
وعلى ولاية الفقيه، فجلهم
يؤمنون بأن بقاء النظام
واستمراره وقوته رهن بتمسكه
بالثوابت وتجاوبه مع المستجدات
من خلال فكر مفتوح
تنظمه الثورة الثقافية في
تعاون بين الحوزة الدينية
والجامعات. كما يؤكدون أيضاً
على ضرورة وجود إيران المتقدمة
والمستقلة في نسيج المجتمع
الدولي على أسس ثلاثة هي العزة-الحكمة-المصلحة
"مراعاة مقتضيات الواقع مع
عدم الابتعاد عن قيم الثورة
الإسلامية، ولا عن المكاسب التي
حققتها الثورة، ولا عن تقديم
المصلحة القومية الإيرانية على
ما سواها "، وبما يتناسب مع
تاريخها وحضارتها وموقعها
الجغرافي وإمكاناتها
الاقتصادية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |