-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
القدس
في حضرة صلاح وغيابه د.
أيمن أبو ناهية* فك الله
أسرك يا شيخ الأقصى "رائد
صلاح"، القدس تستصرخك
لنصرتها! فقد كنت أمة في رجل
واحد تحمل أمانة الدفاع عن
القدس ونصرة الأقصى من دنس
يهود، والأمتان العربية
والإسلامية في غفلة عن أمرهما،
فالأقصى ليس للفلسطينيين
لوحدهم، بل لجميع العرب
والمسلمين والمسيحيين
؛الفلسطينيون لم يتوانوا لحظة
واحدة في الدفاع عن القدس
والأقصى المبارك والتصدي
لمشروع التهويد الصهيوني،
فقدموا ولا يزالون يقدمون
الغالي والرخيص ، ويفنون
أرواحهم فداءً للدين وشرف الأمة
المقصرة بواجبها تجاه مقدساتها
وتراثها، حيث تركت الفلسطينيين
لوحدهم في مواجهة المخطط
الصهيوني!!. فما كان
يُبَيت في السر أصبح علناً
يردده الصهاينة بكل وقاحة
لتهويد القدس وإقدامهم على
افتتاح الهيكل المزعوم
"الخراب" محاذياً للمسجد
الأقصى المبارك متحدين العالم
بأسره ضاربين عرض الحائط بكل
القرارات الشرعية الدولية وكل
القيم والمبادئ والضوابط
الأخلاقية والإنسانية والدينية
والتاريخية والحضارية
والتراثية جمعاء. والقدس
بأقصاها المبارك، وقبة صخرتها
المشرفة تحتل مكانة ذات خصوصية
في التاريخ العربي-الإسلامي على
رأسها المسجد الأقصى المبارك
أولى القبلتين وثالث الحرمين،
فمن المعروف أن القدس حافلة
بالمباني الأثرية الإسلامية،
ففيها أكثر من مائة بناء أثري
إسلامي أهمها الحرم الشريف، قبة
الصخرة المشرفة، منبر صلاح
الدين، حائط البراق، الجامع
العمري، كنيسة القيامة، كما يقع
إلى شرقها جبل الزيتون، الذي
يعود تاريخه إلى تاريخ القدس،
فيضم مدافن ومقامات شهداء
المسلمين، وتوجد على سفحه بعض
الكنائس والأديرة. فبأي حق
يقدم الصهاينة على جريمة تهويد
القدس العربية ومن ثم الاستفتاء
عليها؟! أليس الفلسطينيون
الكنعانيون هم أهل فلسطين
التاريخية بقدسها ومقدساتها
وهم لوحدهم الأحق بالإفتاء
لتحديد مصير القدس؟ . كل
الدلائل الآن تشير إلى أن ساعة
الصفر لدى الصهاينة قد حانت،
كما أن تصريحات ومواقف حكومة
اليمين المتطرفة تصب في هذا
الاتجاه وتمهد لتحول شامل
يستهدف إكمال مؤامرة تهويد
القدس العربية والبدء بمشاريع
حفر وتنقيب وأعمال تؤدي إلى
زعزعة أركان وأساسات المسجد
الأقصى المبارك وتعريضه
للانهيار. فقد باشرت سلطة
الاحتلال بتنفيذ سياسة التهويد
والاستيلاء على أملاك
المقدسيين العرب مستغلين ضعف
العرب والانقسام الفلسطيني،
حيث تعرضت القدس للعديد من
الإجراءات العنصرية تراوحت بين
هدم أحياء بكاملها مثل حي
المغاربة والشيخ جراح وسلوان و
الرام ورأس العامود وبيت حنينا
و بيت صفافا ويالو وعمواس، وبيت
نوبا، وجبل المكبر، وصور باهر
وشعفاط، وعناتا، والخان
الأحمر، ومخماس، والرادار،
وبين الاستيلاء على منازل عربية
في أماكن أخرى ومصادرة مساحات
شاسعة من الأراضي العربية
لإقامة المستوطنات عليها،
وممارسة ضغوطات على السكان
العرب من أجل ترحيلهم من بيوتهم
وقراهم واستبدالهم باليهود. فكل ما
جرى ويجري قد يدفعنا الآن إلى دق
ناقوس الخطر والتحذير من مغبة
التمادي في السكوت على الضيم
واللامبالاة في مواجهة أخطار
التهويد والضم، فالقدس الشريف
ترزح تحت نيران احتلال صهيوني
بغيض يهدف إلى طمس هويتها
العربية وحضارتها الإسلامية.
فلو ربطنا هذه التطورات
بالإعلان عن بناء مستوطنات
جديدة في القدس وتوسيع
المستوطنات القائمة ومصادرة
المزيد من الأراضي في تلك
الأحياء العربية ومواصلة
التعدي على المقدسيين مسيحيين
ومسلمين، لأدركنا حجم المؤامرة
الكبرى وتأكدت لنا حتمية الدعوة
للحذر واليقظة والتنبه
والمطالبة بالإسراع بقيام تحرك
عربي حازم قبل فوات الأوان. ـــــــــ * أستاذ
الاجتماع والعلوم السياسية –
غزة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |