-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا نريد من شيخ الأزهر الجديد ؟

بقلم: حازم سعيد

Hazemsa3eed@yahoo.com

بداية أقدم خالص العزاء لفضيلة شيخ الأزهر الجديد الشيخ الطيب – الذى آمل من الله أن يكون له من اسمه الحظ الأوفر – وذلك لما ابتلاه الله به من المسئولية والأمانة التى طوقت عنقه .

قد أفهم تهنئة كثير من الأخيار لفضيلته على أنه نوع من تمنى التوفيق له فى مسئوليته الجديدة فكأنهم يهنئون أنفسهم أو الأمة الإسلامية بهذا الوافد الذى يأملون من الله سبحانه أن يتم التوفيق على يديه ، فيقدمون له التهنئة ..

ولكن .. وقد تحول الأمر عند الأمة كلها إلى عادة وظاهرة .. هنا يستلزم الأمر وقفة تصحيح ، فالمناصب مغارم وأحمال ثقيلة على كاهل من وسدها .. إنها أمانات سوف يسأل الله سبحانه من ائتمن عليها وقد يطول الحساب بين يدى الملك الجبار ، هنا وجبت التعزية والدعاء بتراحم لهذا الضعيف المسكين الذى لم يكفه أمانة نفسه وعباداته ، ولكنه يطوق بأمانة مسئولية أمة تنوء بحملها الجبال .

 

خريطة طريق للذات قبل الأمة

أما ما أحسب أن الأمة تريده من فضيلة شيخ الأزهر الطيب فهو مجموعة من القرارات والتوضيحات على المستوى الشخصى أولاً .

وأهم قرار – فى رأيى – هو تخلى فضيلته عن وضعه بأمانة السياسات وبلجنة السياسات بل وبالحزب الوطنى كله .

وذلك أن هذا الحزب الفاسد مشبوه سيئ السيرة ، لا يرتبط به أحد إلا وخسر من رصيده الإيجابى ، وهذا الشيخ الطيب معروف عنه عند كثير ممن اختلط به أنه حسن السيرة وبالذات فيما يتعلق بالذمة المالية .

هذا الحزب أيها الشيخ سرق مصر على مدار ثلاثين سنة مضت ونهبها كما لم ينهبها الاستعمار ، يكفيك أن تعلم أن رصيد أمين سياساته بأحد البنوك الخارجية وفق تقدير لقناة الجزيرة وصل منذ حوالى ثلاثة شهور – ولاحظ ببنك واحد فقط – إلى ستمائة مليون دولار ، يعنى ثلاثة مليارات ونصف المليار من الجنيهات تقريباً مع أنه ما زال فى عقد الأربعينات من عمره !

هذا الحزب يا فضيلة شيخ الأزهر اشتهر بقضايا الفساد والسرقة والمحسوبية والرشوة لكبار مسئوليه قبل صغارهم وسل العاملين بوزارة الزراعة والإسكان والصحة عن أشهر مجموعة من القضايا فى هذه السنوات الأخيرة من عمر الحزب .

هذا الحزب اشتهر يا فضيلة الشيخ الطيب بهروب رواده وقادته إلى الخارج بأموال هذا البلد المنهوب والمنكوب بعد تورطهم فى قضايا تتعلق بالذمة والسمعة والفساد والرشوة .

هذا الحزب يا فضيلة شيخ الأزهر ارتبط بالإفساد وأكياس الدم الملوثة والمبيدات المسرطنة والفشل الكلوى وغرقى العبارات وضحايا الحرائق وحوادث القطارات وضحايا الكوارث ولا سيما الدويقة .

فضيلة شيخنا الطيب .. ارتباطك بهذا الحزب الفاسد يسئ إليك .. ويتخذه سدنة هذا الحزب تكأة للارتفاع به ومحاولة تحسين سمعته الملوثة ، ولذا حفاظاً على سيرتك الحسنة ، وحرصاً على جلال المنصب لابد أن تعلن  انخلاعك من هذا الحزب الفاسد المضل .

ثانى ما ينبغى على فضيلة شيخ الأزهر التنبه إليه هو أنه شيخ لكل المسلمين وليس شيخاً لطريقة صوفية ، كما أنه ليس فيلسوفاً .

فعلى فضيلته أن يتخلى عن مشيخته للطريقة الصوفية التى يرأسها ، وعن الفلسفة التى درسها .. وليعلم أن الأمة فى غنى عن هذه الاتجاهات الضيقة والمناهج المستوردة .. الأمة تريد عالماً فقيهاً مسلماً يأخذ بقضاياها ويدافع عنها ، يرتبط بعالم الفقه الفسيح ولا يأخذ الأمة إلى حارات ضيقة وأزقة مسدودة .

لا أقول لفضيلته تعالى إلى ميدان الإخوان أو إلى السلفيين أو الجمعية الشرعية أو غيرها .. بل أقول له كن رجلاً للأمة كلها ، وعبر عنها بشمولها .

ثالث ما أتمناه من شيخ الأزهر على المستوى الشخصى أن يكون رجل موقف لا ينتمى للسلطة ولا يطوع العلم الذى أعطاه الله له فى خدمتها ..

يا فضيلة شيخ الأزهر .. يعز علينا ما كان منا من خلاف مع فضيلة الشيخ الذى سبقك – يرحمه الله -  وكانت قلوبنا تنخلع وأكبادنا تتقطع عند كل رأى له وكل فتوى وموقف نرى فيه تسخيراً للعلم وفق هوى السلطة ، وخلاف دائم مع كل علماء الأمة .

ويبكى قلبى وأنا أتذكر ما فعله أحد مخلصى هذه الأمة حين كتب عن شيخ الأزهر السابق : " شيخ الأزهر النائم السكران " .. أما لماذا ؟ فأحيل فضيلتك إلى الرابط فى نهاية المقال لتحكم بنفسك .. *

نريد من فضيلتك الانحياز إلى شرع الله بلا محاباة لأحد وبلا خوف من أحد ، ونريد من فضيلتك أن تنحاز إلى قضايا الأمة المصيرية .. فلا تطويع للشرع وفق الأهواء .. لا تنازلات .. لا تأويلات .. لا تبريرات ..

 

ميدان قضايا الأمة

نعم .. وهذا على المستوى العام ، حيث مطلوب من فضيلة شيخ الأزهر الطيب الانحياز لقضايا الأمة بوقفات ضرورية أحسب أن الأمة كلها تريدها من فضيلته :

أولها : إحياء كيان مجمع البحوث الإسلامية ، ذلك الكيان الذى أضعفته حكومة الحزب الوطنى وأصبح إقليمياً ضيقاً واضطر المجتهدون من علماء الأمة لإنشاء وإيجاد كيانات أخرى بديلة لما لمسوه من ضعف المجمع ، ولك على ذلك مثال الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ومن قبله رابطة العالم الإسلامى .. وهكذا دواليك .

فعلى فضيلته أن ينظر فى تفعيل وإحياء دور هذا المجمع ليصبح منارة للأمة كلها ولتخرج أراؤه بمجموع اجتهادات لعلماء الأمة المجتهدين وليكون هادياً لسبيل الحيارى المتلمسين للرأى الصواب فى عالم مظلم ملئ بالشبهات .

ثانياً : تنقية التراث الإسلامى وتنقيحه ومحاولة تصفيته من الشوائب التى لحقت به على مر العصور ، واستيعاب اجتهادات المجتهدين من علماء الأمة كالشيخ الألبانى رحمه الله ومن قبله ومن بعده ضمن منظومة صحيحة ومتطورة من العمل ، ثم نشر هذا التراث بعد ذلك واستثمار الأموال الطائلة التى يتمتع بها الأزهر الشريف فى تسخير العلم النافع ونشره للأمة كلها .

ثالثاً : الاهتمام بالبعوث الإسلامية بالخارج ولا سيما فى القارة الأفريقية وآسيا ، من حيث الكم والكيف ، والاهتمام بمستوى الموفدين الذين يفترض أنهم خرجوا لتعليم دين الله للناس وضم مسلمين جدد بفهم وفقه الإسلام بوسطيته واعتداله ، كى يكون هؤلاء الموفدين مبشرين ميسرين ، يدخل الناس على أيديهم فى دين الله أفواجاً .

رابعاً : تبنى قضايا الأمة المصيرية ومناصرتها والعمل على دعمها والتصدى لكل محاولات تهميشها ، مثل جرحنا الأكبر بفلسطين والمسجد الأقصى الشريف الأسير ، وقضايا تنازع الاستعمار على العالم الإسلامى وتمزيقه واحتلاله لأجزء ليست هينة من بلادنا ، وتداعى الأكلة على قصعتنا .

والاهتمام بقضايانا الداخلية الحقيقية مع عدم شغل الناس بتوافه الأمور ، فيتم تناول مشكلاتنا الاجتماعية الحقيقية مثل الزواج العرفى وانتشاره بين طلبة وطالبات الجامعات ومشاكل العقوق وقطع الأرحام والعنوسة والعفة والحجاب والاختلاط المشين وما تفعله السينما سيئة السمعة فى المجتمع ، فينبغى على الأزهر أن يتصدى لكل هذه المشاكل بالحلول والوقفات الجادة التى تعالج هذه القضايا .

خامساً : تطوير مناهج التعليم بالأزهر الشريف ليخرج لنا علماء حقيقيين وفقهاء مجتهدين يعلمون الناس العلم النافع ، ومن ذلك إعادة تدريس الفقه على المذاهب الأربعة بدلاً مما ألزم به شيخ الأزهر السابق طلابه من دراسة الفقه الميسر له نفسه ، والتجرد فى هذه القضايا بتعليم الطلاب ما ينفعهم لا ما يرتبط بشخصك الكريم .

يا فضيلة الشيخ الطيب . لعلك تعانى مما أعانى منه ويعانى منه كثير من المسلمين الآن من ضعف مستوى الخطباء ومن تنازع الفتوى ومن جهل المفتين وضيق أفقهم .. قضايا كثيرة تحتاج منك للنظر فى مناهج التعليم لتخرج لنا العلماء المنشودين .

سادساً : إعادة هيبة العالم ورمزيته فى الأمة .. تلك الرمزية التى نجح العلمانيون وأعداء الإسلام منذ قديم فى ضربها فى مقتل بوسائل متنوعة ، مثل السينما ومعالجتها الساخرة للشيوخ والعلماء وشخصية المفتى أو المأذون أو الواعظ .

نريد من فضيلتك أن تعيد الهيبة المفقودة والتى ساهم من سبقك بفقدها وتناوله بشكل ساخر يبكى القلوب والأفئدة ، فنريد منك العالم المحترم الذى يقدر الكلمة قبل أن تخرج من فمه ، والموقف قبل أن يقفه ، نريد عندما يتحدث عنك الناس أن نشعر بفخر وعزة واحترام . **

نريد ألا تتناول بنقد من علماء الأمة ، وألا يستهزأ بك الشرفاء ، وألا يسخر منك أحد من المخلصين .. وأنا أعلم أنك تستطيع .. ذلك ظنى بفضيلتك .

وأخيراً .. يا فضيلة الشيخ الطيب .. أتمنى أن أرى فيك العالم الربانى الذى لا يخشى فى الله لومة لائم ، والذى لا ينتظر توجيهات حكومة هى فى الأصل فاسدة ولا يطوع دين الله عز وجل لخدمة مصالحها ..

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعينك على ما احتملته من أمانة وأن يوفقك فيها لما يحبه ويرضاه مما فيه عون لك فى دينك ودنياك ، ومما فيه مصلحة المسلمين ونصرتهم والعودة بهم لمنهاج الإسلام الوسطى الأصيل .. آمين ، آمين .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ