-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من جورج ميتشل إلى روبرت بل

د. فايز أبو شمالة

عاد جورج ميتشل إلى المنطقة، وكان قد غادرها قبل فترة قصيرة، وسيغادر جورج ميتشل المنطقة العربية بعد أيام، وسيعود إليها، والشيء الوحيد الثابت في ذهاب وإياب الرجل هو: الرغبة الأمريكية الصادق في تسكين المنطقة، وتهدئة الخواطر، وتلهية الشعب العربي عن العدوان الإسرائيلي بمصاصة اللقاءات، والإيحاء بأن العملية التفاوضية مستمرة، وتسير على قدم وساق، وليس أمام الفلسطينيين إلا سنتان فقط، سنتان وتقام الدولة الفلسطينية، أما كيف ستقام، وأين ستقام، ومقومات قيامها، فكل هذه الأسئلة وغيرها تعود بنا إلى ما قبل زيارة جورج ميتشل، إلى مشروع روجرز، وإلى كسنجر، وفانس، ومدلين، وكنداليزا، وعشرات الأسماء الأمريكية التي جاءت وراحت كالمنشار الذي حز في الجسد العربي، ومزق النفوس، ولوث الإحساس المشترك بالخطر الإسرائيلي.

لقد غنى الفلسطينيون ساخرين ذات يوم، عندما قدمت لجنة ملكية بريطانية برئاسة اللورد روبرت بل، كان هدفها دراسة الوضع في فلسطين بعد ثورة 1936، وتقديم الحلول، فغنى الفلسطينيون لرئيس اللجنة قائلين: دبرها يا مستر بل، يمكن على يدك تنحل.

ولكن المستر روبرت بل وصل إلى نتيجة في تلك السنة تقول: يستحيل قيام كيان مشترك لليهود والعرب في فلسطين، واقترح مشروع تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق  رئيسية: دولة عربية، ودولة يهودية، ومنطقة القدس التي ستخضع إلى سلطة دولة الانتداب البريطاني. ومن المفارقات العجيبة؛ أن العرب قاطعوا اللجنة الملكية البريطانية، ورفضوا الإدلاء بالشهادة أمامها، وبالتالي رفضوا مشروع تقسيم فلسطين. أما اليهود؛ فقد قبلوا قبل ثلاثة وسبعين سنة مقترح التقسيم، مع التحفظ الذي كشف عن مضمونة فلاديمير "زئيف" جابوتنسكي، في شهادته أمام لجنة "روبرت بل" في لندن في شباط 1937، حين قال: إن هدف الصهيونية هو إنشاء دولة يهودية على جانبي نهر الأردن؛ دولة يكون فيها مكان للسكان العرب وذريتهم ولملايين اليهود. مع العلم أن عدد سكان اليهود على أرض إسرائيل في تلك الأيام كان حوالي 400 ألف نسمة.

بعد 73 سنة راح "روبرت بل" وجاء "جورج ميتشل" ولكن بعد أن صار عدد اليهود في فلسطين أكثر من ستة ملايين يهودي، حققوا الشق الأول من الدولة اليهودية على أحد جوانب النهر، ولم يبق لهم إلا تحقيق الشق الثاني من الدولة على الجانب الآخر من النهر، وستسمح الصهيونية بأن يكون للسكان العرب وذريتهم مكان في هذه الدولة، لأن اليهودي بحاجة إلى من يخدمه، ويرعى مصالحة، ويحرس بواباته، وقد دللت تجربة عشرات السنين أن العربي الضعيف مسكينٌ، وهو خير خادم لليهودي، خادم مطيعٌ وأمينٌ.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ