-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بان غي مون في خدمة المعتدين

عبد الرحمن أبو العطا*

يتحرك الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون بنشوة المسئول الذي تحقق مؤسسته أهدافها أو تسير في الاتجاه الصحيح لذلك ؛ على الرغم من أن المنظمة الدولية فشلت فشلا ذريعا في تحقيق الهدف الرئيسي لإقامتها بمنع النزاعات بين الدول وجعل الحروب مستحيلة وهي التي بلغت سن الشيخوخة فقد تجاوزت 65 عاما.

 

ولقد انزعج كثيرٌ من أهل قطاع غزة كثيرا لزيارة هذا الرجل القادم من بيت عائلة الجندي الأسير جلعاد شاليط ليواسيها في مصابها بغياب ولدها الذي قبض عليه يرتدي بزته العسكرية بجوار دبابته التي تطلق القذائف باتجاه البيوت في المناطق السكنية بقطاع غزة.

 

وتجاهل غي مون كعادة سابقيه من الأمناء العامين للأمم المتحدة الأسرى الفلسطينيين الذين يقدرون بالآلاف ، ولم يكترث بمعاناتهم داخل السجون ، ولا بآلام ذويهم أمهاتهم وآبائهم ، وزوجاتهم وإخوانهم وأخواتهم ، وأبنائهم وبناتهم خارجها.

 

ولا يزال قائما بشهادة الزور عندما يساوي بين الجرائم الإسرائيلية بما فيها من نهب الأراضي وتدمير المنازل وقتل الأطفال و حصار شعب بأكمله وبين صواريخ المقاومة وعملياتها الدفاعية لصد العدوان الإسرائيلي.

 

وكان قبل ذلك ذهب ليتخذ موقفا سياسيا يضع هيئة الأمم المتحدة بأكملها في قفص الاتهام لأنها طوال الوقت تدعي عدم تدخلها في سياسات الدول التي تعمل بها ؛ فكيف يمكن أن يفسر غي مون زيارته إلى سلام فياض رئيس الوزراء غير الشرعي المغتصب للمنصب في الضفة الغربية ؟!.

 

وهذا المتوقع من هيئة الأمم المتحدة وبرأيي أنه الغريب أن يتخذوا موقفا إيجابيا لصالح قضية فلسطين التي أسسوا لضياعها عبر قرارات الأمم المتحدة الجائرة التي على أساسها لاقت دولة "إسرائيل" القبول العالمي و بنت علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.

 

ولم تكن دولة تقام على أشلاء قوم آخرين ، أو أنقاض منازلهم فحسب وإنما كانت أيضاً بؤرة توتر ومحركاً لحروب كثيرة في المنطقة ، وهذا مخالف للأسس التي قامت عليها هيئة الأمم المتحدة إن كانت صادقة حقا في مراميها ومساعيها.

 

وكم من قرار صدّرت هذه المنظمة يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ، ورجوع جنود الاحتلال إلى حدود حزيران 1967م ، ولكن دون استجابة ، وبالرغم من ذلك لم تفرض المقاطعة الاقتصادية عليها كما فرضت على غيرها من أعضاء الأمم المتحدة ، ولم تسيّر جيوش التحالف لإجبارها على الالتزام بقراراتها كما جرى في أكثر من بلد.

 

وكلما اعتدى الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا وقتل أطفالنا ورجالنا وهدم منازلنا فوق رؤوسنا واعتقل أولادنا وانتهك حرمة بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا ونهب أرضنا وثرواتنا فصرخنا بأعلى أصواتنا ظننا أن هيئة الأمم المتحدة مصابة بالصمم ، ولكنها ليست كذلك فبمجرد أن يسقط صاروخ يعرف وجهته نحو المستوطنات الإسرائيلية فإن الصمم يزول وتبدأ الإدانات لأعمال المقاومة.

 

إذن فقد عرفنا أن هذه المنظمة الخرقاء لا تسمع بكاءنا ولا تهتم لصرخاتنا ؛ وإنما يخرق آذانها صوت صواريخنا و يحرك الدماء في جسدها الميت دفع العدوان عن أنفسنا ، وهذا يحفزنا إلى مخاطبة هيئة الأمم المتحدة بالصوت الذي تسمعه منا ، و مطالبتها بما نريد نحن لا ما تريد هي فرضه علينا من وقف المقاومة والدخول في مفاوضات عبثية مع دولة غير شرعية وهي إسرائيل.

 

وإن كان البعض أعجبتهم المباني والمنازل التي تشيدها هيئة الأمم المتحدة على أرض قطاع غزة واعتبروا أن ذلك يحمل دلالة إيجابية لصالح المنظمة ؛ فإنني أرى أنه دفع لتكاليف يجب أن يدفعها الاحتلال ، وإعفاء له من الخسارة السياسية إذا ما أُجبر على إصلاح ما أفسد وبناء ما هدّم وفقا للوائح المتبعة في هيئة الأمم المتحدة.

 

وإن تجنب بان كي مون للالتقاء بأي من الشخصيات الاعتبارية في قطاع غزة على الأقل من مسئولين في الفصائل الفلسطينية ، فضلا عن الحكومة في غزة برئاسة إسماعيل هنية يدلّ دلالة واضحة على مدى خدمة هيئة الأمم المتحدة للأجندة الأمريكية والأهداف الصهيونية، وحماية المعتدين .

ـــــــــ

* كاتب وصحفي فلسطيني يقيم في قطاع غزة

abed398@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ