-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
استهداف رئيس الجمهورية
اللبنانية.. مقدمة لاستهداف
المحكمة الدولية..!! بقلم
: حسان قطب* فوجئ
الجميع عندما شن وئام وهاب
حملته الهجومية على رئيس
الجمهورية اللبنانية متوجًا
إياها بدعوته للاستقالة...
والملفت في هذا الأمر كان
انطلاق الحملة من على باب قصر
ميشال عون في الرابية.. الأخبار
التي أذيعت في الأيام التي تلت
كانت كفيلة بخفض منسوب التعجب
والاستغراب وحتى التساؤل..
والسبب هو أن عدداً من أعضاء أو
من المقربين من حزب الله قد تم
استدعاؤهم للتحقيق من قبل
المحكمة الدولية المكلفة
بمتابعة التحقيق في "اغتيال
الرئيس الحريري وبعض الصحافيين
والسياسيين اللبنانيين إضافة
إلى عدد من المواطنين"... وفي
هذا الإطار.. "توقّع وهاب
"حصول مشكلة في البلد، لأن
لجنة التحقيق (الدولية) ستخلق
فتنة"، مشيراً أن "لجنة
التحقيق الدولية طلبت منذ أيام
عناصر "حزب الله" للتحقيق
معهم" نائب حزب الله نواف
الموسوي.. رفض التعليق عن الحديث
عن استدعاء المحكمة الدولية بعض
العناصر من حزب الله إلى
التحقيق قائلاً: "كل ما يتعلق
بالمحكمة الدولية لا نعلق
عليه". لكنه دافع عن مواقف
وهاب بطريقة ملتوية حين هاجم من
يدافع عن الرئيس سليمان بقوله:
"إن الحملة المعاكسة
المدافعة عن رئيس الجمهورية
تهدف إلى كم الأفواه ومن قاموا
بالحملة لم يكونوا يريدون رئيسا
توافقيا أصلاً". واحدى
الصحف المرتبطة بحزب الله
ومشروعه قالت.. "البلد مقبل
على استحقاقات أبرزها القرار
الاتهامي للمحكمة الدولية
الخاصة بلبنان، والذي يبدو أن
شيئًا ما يدور في الخفاء لـ«تلبيس»
الجريمة لـ«حزب الله»
والمقاومة، وهو ما أشار إليه
وئام وهاب بصراحة في مقابلة
تلفزيونية السبت الماضي. وليس
سراً أن ما أعلنه وئام كان يدور
في الكواليس منذ أكثر من أسبوع،
خصوصًا في مجالس الحزب الذي نبه
كوادره سلفا إلى هذا الأمر بناء
على معطيات توفرت لديه. وبعيداً
عن مضمون التقرير الدولي
المنتظر، فإن هذا الموضوع يستحق
الاهتمام، لأنه يمهد لتفجير
البلد وتصعيد الفتنة المذهبية
من جديد، وسلّ السيف في وجه
المقاومة التي عجزت كل
المحاولات السياسية والعسكرية
السابقة في القضاء عليها. صحيح
أن هذا الموضوع ليس جديداً في
التداول بعد سحب الاتهام لسوريا
من ملف الجريمة، ولكن الصحيح
أيضًا أن اللعب بالنار من جديد
سيحرق أصابع الجميع. وعندها يجب
أن يُشكَر وئام وهاب على صراحته
المفرطة التي تحذر مسبقا من
إشعال عود الكبريت". إذا
مجرد دعوة عدد من الحزبيين أو
المقربين من حزب الله يعتبر
استدراج للبلد نحو الصراع
الداخلي والفتنة وهذا الكلام في
حقيقة الأمر هو تهديد واضح وجلي
لكل أركان الدولة ومؤسساتها
وحتى للمواطنين اللبنانيين فكل
اللبنانيين متهمين بارتكاب كل
شئ باستثناء حزب الله وجمهوره
وحلفائه..... فإذا كان هذا الأمر
وهذا الحدث قد يؤدي إلى الفتنة
التي لا يريدها أي مواطن لبناني
أو عربي.. فما معنى ما قاله نواف
الموسوي.. في تصريح له، أن لا احد
يستطيع شطب عبارة المقاومة حيث
تكون، "ومن حاول شطبها، شطبته
المقاومة من الوزارة، أما إذا
تسلل لشطب المقاومة من بيان لا
قيمة ولا دستورية له، فلا قيمة
سياسية له".... هذا المستوى من
الخطاب التحريضي والتهديدي
وهذا المنسوب من الكلام الذي لا
يتضمن سوى التشكيك والتخوين
الذي طالما حذر من استمرار
استخدامه معظم السياسيين
والكثير من الإعلاميين ولكن دون
جدوى.. فكيف ستتابع طاولة الحوار
عملها وحول ماذا تتحاور
فالتباين ممنوع والخلاف مرفوض
والنقاش حول سلاح ميليشيا حزب
الله خيانة..!! إضافةً إلى
استدراج عروض الردود الزجلية
والخطابية في المهرجانات
والمقابلات الصحفية من عدد من
السياسيين والإعلاميين مدفوعي
الأجر والتوجه... ولكن
إذا كان مجرد استدعاء للتحقيق
يثير هذا القلق والغيظ والتشنج
ومهاجمة رئيس الجمهورية
ومديرية قوى الأمن ومديرها،
وهذا الخطاب المنفعل الذي يتضمن
التلويح بانفلات الوضع ومن حدوث
الفتنة وسوى ذلك من التلويحات
والتلميحات.. مما يدفعنا
للتذكير ببعض الحوادث الأمنية
التي جرت خلال الفترة الماضية
والتي نأمل بعدم تكرارها والتي
كادت أن تؤدي إلى فتنة وهي في
طبيعتها اخطر من استدعاء البعض
للتحقيق: - عقب
اغتيال الصحافي والنائب جبران
تويني تم توزيع الحلوى وإطلاق
النار في الهواء ابتهاجًا
باعتبار أنه شطب من المعادلة..!!
ولجنة التحقيق الدولية تسعى
لمعرفة من شطبه...!! - عقب
اغتيال الناب وليد عيدو وولده
خالد تم إطلاق النار ابتهاجًا
ووقفت احدى المذيعات تحصي
الضحايا.. مما استدعى ادعاء
النائب والوزير أحمد فتفت أمام
القضاء ولكن أحد السياسيين من
قوى الممانعة أعادها للعمل وعلى
شاشة التلفزيون إياها ضاربًا
عرض الحائط بمشاعر فريق من
اللبنانيين وغير مبالٍ
بمصابهم.. - إطلاق
الاتهامات جزافًا بحق الرئيس
السنيورة وقوى الأمن والرئيس
سعد الحريري ومروان حمادة ووليد
جنبلاط والكثير من السياسيين..
ولا يمكن أن ننسى صورة النائب
جنبلاط في زي حاخام.. - غزوة
السابع من أيار/مايو 2008، التي
استهدفت مدينة بيروت والجبل
والشوف ومدينة صيدا وبعض الشمال
والبقاع.. واحتلال مكاتب
ومؤسسات سياسية وإعلامية
وخدماتية، وسقوط العشرات من
القتلى ومئات الجرحى لحماية
السلاح بالسلاح.. - إطلاق
صفة اليوم المجيد على ذلك اليوم
الذي خسر فيه اللبنانيون الثقة
ببعضهم البعض.. - دفع
الأموال لبعض القوى والشخصيات
التي لا تأثير سياسي أو معنوي
لها وفتح شاشات وصفحات الإعلام
لها لتطلق الاتهامات بحق هذا
وذاك من السياسيين اللبنانيين
وبعض المراجع الدينية.. -
التحريض على بعض القوى المسيحية
وبعض الإسلامية والتذكير
بممارسات ومصائب الحرب
الأهلية.. - غزوة
عين الرمانة، واغتيال الطيار
سامر حنا.. واغتيال مجموعة من
الجنود في البقاع والمرتكبين
أحرار طليقين.. هناك
الكثير من الحوادث والارتكابات
والممارسات التي كلها كادت أن
تؤدي إلى فتنة داخلية، لولا
حكمة القيادات والمرجعيات التي
رفضت منطق الانجرار إلى ساحة
الفتنة والاقتتال الداخلي.. إذا
كانت هذه الحملة التي أطلقها
وهاب على فخامة رئيس الجمهورية
والرئيس السنيورة وبعض
السياسيين اللبنانيين وتلك
التي أطلقها نواب حزب الله حسن
فضل الله ومحمد رعد والموسوي
وسواهم على قوى الأمن بالتشكيك
بالاتفاقية الأمنية هي بهدف
إرهاب المحكمة الدولية وقضاتها
وإرهاب المواطنين اللبنانيين
والسياسيين اللبنانيين فإن
المطلوب في المقابل هو
الاستمرار في عمل المحكمة
واللجنة الدولية إلى النهاية
لوضع حدٍ للفتنة ووقف الأقاويل
والتسريبات.. فكيف تكون المحكمة
الدولية عادلة حين الإفراج عن
الضباط الأربعة، وسيئة ومسيسة
وتسعى للفتنة حين تستدعي البعض
للشهادة وليس بصفة متهمين..؟؟،
المطلوب من المحكمة الدولية
الاستمرار بعملها ومن القادة
اللبنانيين والشعب اللبناني
عدم الرضوخ لمنطق التهديد
وسياسة الإرهاب والترهيب لأن
الوطن لا يمكن أن يبنى تحت طائلة
التهديد وشعارات التشكيك
والتخوين وافتعال الأزمات كل
حين بحجة حماية حزب الله وسلاحه
الذي يبدو انه قد أضل طريقه. ـــــــــ *مدير
المركز اللبناني للأبحاث
والاستشارات ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |