-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العيب
ليس بانتفاضة ثالثة
!!! احمد
قنديل في
الفترة الاخيرة كثرت الاقلام
المحبطة التي تهول من النتائج
الكارثية لقيام انتفاضة ثالثة !!! قد
يكون معها بعض الصواب ولكنها لا
تستطيع رؤية الامكانيات غير
العادية عند الشعب
فقد عرض
الكاتب ماجد كيالي في مقالته
(المجتمع الفلسطيني ليس جاهزاً
لانتفاضة جديدة) قائلا : جملة من
الخسائر الكارثية التي سيتعرض
لها الفلسطينيون فيما لو غامروا
بالاندفاع نحو انتفاضة
فلسطينية ثالثة واتبعها
الكاتب سامي الاخرس باستعراض
مماثل للتهويل من نتائج الفعل
الانتفاضي ضد الممارسات
الاسرائيلية إن هذه
الدعوات ما هي سوى تعبير عن
مراهقة سياسية تحتكم للمنطق غير
العقلاني وسبقهم
منذر ارشيد بالتساؤل عن الحاجة
الى انتفاضة فلسطينية تعرض
خلالها لجملة من حملات
الانتقادية في المنتديات فقد
اورد سامي الاخرس ما يلي : (وعليه
فإن هذه الدعوات ما هي سوى تعبير
عن مراهقة سياسية تحتكم للمنطق
غير العقلاني، تسعى من خلالها
للظهور بمظهر بطولات زائفة،
وشكلية أطماعها مزيداً من
السيطرة والاستغلال لشعار
المقاومة، للتعبير عن
انتهازيتها الاستثمارية للوطن
والمواطن الفلسطيني). اما
ماجد كيالي فقد اورد ما يلي: (معلوم
أن الفلسطينيين تكبدوا في
الانتفاضة الأولى (1987ـ1993) خسائر
بشرية شملت حوالي 1600 شهيد،
وحوالي ربع مليون جريح ومعتقل،
فضلا عن الخسائر في الاقتصاد
والإفقار في الصحة والتعليم
والمرافق. وفي الانتفاضة
الثانية (التي اندلعت في أيلول
2000)، خسر الفلسطينيون حوالي 7500
شهيد، وحوالي مئة ألف من الجرحى
والمعاقين والمعتقلين (ضمنهم
حوالي تسعة ألاف معتقل حتى
الآن)، فضلا عن الإفقار في
المجالات الأخرى، دون أن يحققوا
شيئا يذكر. ولكن ما
يجمع بين الكاتبين في مقالتهما
هو التحذير من سؤء الادارة وعجز
القيادة في الواقع الفلسطيني
حيث عرض الاول ( ماجد كيالي ) ان
الاشكال الاساسي في تخبط الوضع
الفلسطيني تتحمله قواه
السياسية التي وصفها بالمتكلسة
( وضرورة احداث الانتفاضة
خاصتها، أي نفض التكلس في
أحوالها، وتجديد شبابها،
وإضفاء الحيوية والديمقراطية
والتداول في صفوفها، واستعادة
أهليتها النضالية، وتعزيز
المشاركة الشعبية في صياغة
القرارات المصيرية، واستعادة
الوحدة الوطنية.)
ليخلص الى نتيجة فحواها ان
هذا الشعب ( عندها يفهم أن ثمة
جدوى من تضحياته، كما يمكن
للانتفاضة القادمة أن تكون أفضل
حالا من سابقاتها ) اما
الكاتب سامي الاخرس فقد كال
العبارات الشديدة المتمثلة بما
يلي ( فالمطلوب قبل الدعوة
لانتفاضة ثالثة، إصلاح ما
أفسدته الطغمة الحزبية التي
اقتسمت الوطن كغنيمة وموروث،
وحولته لعزبة شخصية تشيد بها
الممالك وتسوق الشعب كعبيد
يخدمون مصالحها وأهدافها، كما
المطلوب أيضاً تأهيل الشعب
الفلسطيني الذي أفتقد للثقة
بهؤلاء بعدما ارتوى علقم ظلمهم،
وفسادهم، وقتلهم، ونهبهم،
واحتكارهم لمقومات الشعب
وإرادته، لكي يستطيع أن يرتقي
لمستوى التضحية، والنضال،
والمقاومة الحقيقية، وليست
مقاومة الاستهلاك الدعائي
الهادفة لتحقيق مزيداً من
المكاسب الحزبية والشخصية التي
تلوح بالمقاومة كشعار لا يرتقي
لمستوى للفعل سوى بالخطابات
والمهرجانات فقط. )
ويكمل بنفس الاندفاع
والتعليل (واستطراداً للفكرة
يجب إخماد الأصوات التي تريد
الفتك بنا وبقضيتنا بدعوات
غوغائية فضائية لا تريد من
خلالها سوى الزج بقضيتنا
الوطنية بنفق مظلم ينتهي حتماً
بنتائج كارثية تضاف للكارثة
التي نعيش في خضمها في ظل
الانقسام الرذيل، ولا يحمل من
معالم سوى معالم الحقارة
السياسية، وإهدار الكرامة
الإنسانية والوطنية......
فانتفاضتكم الثالثة ستنتهي
بهدم الأقصى، وضم الضفة
الغربية، وإلقائكم في غزة
للتصارع على جيفة الحكم
والسلطة. ) ما الذي
اتفق عليه الكتاب العديدون في
مواقفهم السلبية من الانتفاضة
الثالثة ؟؟؟ اولا –
هم حريصون على عدم هدر الطاقات
البشرية بالاعتقال والاغتيال
والاعاقة نتيجة الاصابات التي
يتعرض لها المقاومون ثانيا
– هم يتمنون عدم تعريض الشعب
لمعاناة الحصار والمداهمات
والمطاردات والاغلاقات والجوع
والالم ثالثا -
هما يحذرون من استثمار
الانتفاضة من قبل الانتهازيين
من القيادات الحالية المهترئة
في الساحة ( الضفة وغزة ) لتحسين
اوضاعهم الاستثمارية رابعا
– هم يتخوفون من بناء شبكات
تعاون بين السلطة ( الضفة وغزة )
والاسرائيليين من خلال عمليات
التنسيق الامني الذي غالبا ما
يحصد النشطاء من الشباب
الفلسطيني بالاعتقال او القتل
او المطاردات . في
النتيجة إن الخوف من اشتعال
انتفاضة والتحذير من انطلاقتها
يتوافق مع متطلبات السلطة لعدم
رغبتها في تحمل نتائج واعباء
انتفاضة قامت هي نفسها ( السلطة
في الضفة وغزة ) بتجريد الشعب
الفلسطيني من مقومات الحركة
النشيطة الفاعلة للتحرك
المستمر لمضايقة الاحتلال
وادواته الاستيطانية واستمرار
هذه القيادة بالرهان على أي شكل
من اشكال التفاوض بدون ضمانات
في الوصول الى نتائج حقيقية
للتخلص من الاحتلال ومترتباته
على الارض من استيطان وحواجز
وجدار عنصري ومصادرة الارض
والمياه اذن
المشكلة ليس باندفاع الشباب
الفلسطيني للتمرد على قهر
الاحتلال واستفزازات
المستوطنين ووزير خارجيتهم
(ليبرمان ) بل بالادوات
القيادية الراهنة للشعب
الفلسطيني ان كانت على المستوى
القاعدي الشعبي او على مستوى
المراتب الاعلى .. من خلال
التجربتين السابقتين للإنتفاضة
ومسارات الارهاصات السابقة
عليهما كنا نجد ان الجماهير
الشعبية هي التي تنتج قياداتها
في الشارع الفلسطيني وهي التي
تبلور قيادات المدن والبلدات
وتخلق سلوكيات نضالية عالية في
السمو والاحترافية. فلو
انتظرنا كما قال الكيالي الى ان
تنفض الفصائل التكلس عن بناها
سنجد اننا نرغب بإعادة انتاج
بنى من الاصل المهتريء والمريض
بالكثير من الموبقات التي يشهر
الجميع بها.... اما
الاخرس فوصفه التالي( تعبير عن
مراهقة سياسية تحتكم للمنطق غير
العقلاني ) فهو رأي يائس حذر
لدرجة ان كل الشعب غير قادر عن
رؤية مساراته العيب
ليس في ثورة وانتفاضة
الفلسطينيون بأمس الحاجة اليها
... ادواتها جمهور الشعب
الفلسطيني وقياداته النشطة غير
اليائسة وغير المحبطة
والمتخوفة من النتائج وكل اشكال
القهر والعنف والاستفزاز بل
العيب في القيادة ( الضفة
والقطاع )التي شكلت فصاما بينها
وبين جمهورها وخلقت عالمين
متعارضين إن لم نقل متناقضين
بين طموحات الفلسطينيين كشعب
والقيادة السياسة كنخبة ذات
علاقات استثمارية اقليمية
ودولية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |