-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الموقف
الأمريكي تأييد بلا حدود لدولة
الاحتلال رشيد
شاهين برغم كل
الضجيج الذي سمعه العالم اثر
زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو
بايدن إلى إسرائيل، وإعلان
حكومة دولة الاحتلال عن بناء 1600
وحدة سكنية جديدة الذي تزامن مع
تلك الزيارة، وبرغم حالة
التفاؤل التي سادت أوساط أولئك
الذين طالما راهنوا على المواقف
الأمريكية، إلا أن ما جرى خلال
زيارة رئيس حكومة دولة الاحتلال
إلى واشنطن والإعلان
الإسرائيلي الجديد عن بناء 20
وحدة سكنية مكان فندق شيبرد في
القدس المحتلة، يؤكد على ان
دولة الاحتلال ماضية في غيها،
كما ان التصريحات التي أدلى بها
نتانياهو بعد زيارة بايدن والتي
اعتبر فيها ان البناء في القدس
هو كما البناء في تل أبيب إنما
تصب في ذات السياق، كذلك فإن ما
جرى خلال المؤتمر السنوي للجنة
الشؤون العامة الأمريكية
الإسرائيلية "ايباك" اثبت
بما لا يدعو إلى الشك أن الحلف
الذي يربط أمريكا بدولة
الاغتصاب أقوى من كل المراهنات
وانه تحالف استراتيجي لا مجال
للشك أو التشكيك فيه. فقد
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية
هيلاري كلينتون خلال كلمتها في
المؤتمر كلاما كثيرا، صب في
مجمله في المصلحة الإسرائيلية،
وساوت بين كل ما تقوم به دولة
الاحتلال من ظلم وسيطرة وضم
ومصادرة وبين الفلسطيني الذي هو
ليس سوى الضحية لكل تلك
الممارسات غير الأخلاقية وغير
الإنسانية، وهي أثبتت من خلال
ما قالته بان أميركا تصطف بلا
تردد وبكل حزم إلى الجانب
الإسرائيلي. تصريحات
كلينتون وأقوالها جاءت متزامنة
مع جولة المبعوث الأمريكي جورج
ميتشل في المنطقة والتي اجتمع
خلالها مع الرئيس الفلسطيني
ورئيس حكومة دولة الاحتلال في
"محاولة" أخرى لإحياء ما
بات يعرف "جهود السلام أو
مفاوضات السلام" في المنطقة،
تلك المحاولات في الحقيقة ليست
سوى محاولات يتم خلالها ممارسة
المزيد من الضغوط وربما "التهديدات
من كل الأنواع والأشكال" على
الجانب الفلسطيني من اجل العودة
إلى مسار المفاوضات التي ثبت
عقمها على مدار سنوات طويلة. لقد
أطلقت السيدة كلينتون سلسلة من
التصريحات المؤيدة لإسرائيل
والتي لا يمكن ان يفهم
من خلالها أن ما حدث من "
تطبيل وتزمير" عن أزمة بين
أميركا وإسرائيل لم يكن سوى "زوبعة
في فنجان" طاشت عليها امة
العربان في اعتقاد ساذج ان ما
جرى خلال وبعد زيارة بايدن هي
بداية لانقلاب دراماتيكي في
الموقف الأمريكي سوف "يشيل
الزير من البير" وان العلاقات
الأمريكية الإسرائيلية باتت
قاب قوسين أو أدنى من انهيار لم
تشهده تلك العلاقات منذ قيام
دولة الاحتلال، واعتقد هؤلاء
بان أميركا اوباما لم تعد هي
نفسها أميركا التي وقفت في السر
والعلن إلى جانب دولة الاحتلال. لقد
أكدت كلينتون في كلمتها على
الموقف الأمريكي التاريخي
المؤيد والداعم لإسرائيل بدون
مواربة، وأكدت التزاما أمريكيا
"صلبا" بأمن دولة
الاغتصاب، وان هذا الالتزام غير
قابل للتشكيك أو المساومة، كما
أكدت على ان أمريكا وخلال عهد
اوباما لن تكون اقل التزاما من
الإدارات السابقة، وإنها ضاعفت
جهودها لضمان تفوق إسرائيل
وتقديم المزيد من الأموال لها،
لا بل قالت بان هذا الدعم سوف
يزداد خلال العام القادم، كما
ان كلينتون أعادت إلى الأذهان
العديد من المواقف الأمريكية
الداعمة لدولة العدوان وكذلك
توفير الغطاء والحماية لها في
المحافل الدولية
في عهد اوباما " غولدستون
وديربان ..". لم
تتوقف السيدة كلينتون عند هذا
الحد بل هي ذهبت إلى المطالبة
بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي
الأسير شاليط فيما لم تأت على
ذكر آلاف الأسرى من الفلسطينيين
الذين يقبعون في سجون الاحتلال
منذ عشرات السنين، كما إنها
تحدثت عن الاستيطان الإسرائيلي
بشكل "مغث" ولم تدن هذا
الاستيطان الذي هو وبكل
المقاييس مخالف للأعراف
والقوانين الدولية كما حاولت
المساواة بين ما تقوم به دولة
الاغتصاب وبين ما قالت انه
تحريض على العنف يقوم به الجانب
الفلسطيني في محاولة منها
للإيحاء بان ما يقوم به الجانب
الفلسطيني لا يقل خطورة عما
يقوم به الجانب الإسرائيلي كما
طالبت الجانب الفلسطيني بمزيد
من ضبط النفس وذلك لإيجاد
المزيد من أجواء الثقة. لقد كان
جليا ان السيدة كلينتون تقف
موقفا فيه الكثير من الانحياز
والاصطفاف إلى الجانب المعتدي
الذي يمارس كل أنواع الظلم
والاضطهاد ضد أبناء الشعب
الفلسطيني ولا يبدي أي نوع من
الالتزام بالقوانين والشرائع
الدولية، موقف كلينتون لا
يتلاءم ولا ينسجم مع كل
الادعاءات الأمريكية انها
تمارس دور الوسيط النزيه وفي ما
تقول انه محاولاتها لحل الصراع
الدائر منذ عشرات السنين، كما
ان من شان مثل هذه التصريحات ان
تزيد من الغطرسة الإسرائيلية
مستندة في ذلك إلى التراجع
المستمر في المواقف الأمريكية. وفي
دلالة واضحة على – تهاوي-
الموقف الأمريكي،
قال المتحدث باسم البيت
الأبيض روبرت غيبس بعد ان تم
الإعلان عن بناء 20 من الوحدات
الاستيطانية في الشيخ جراح "
ان واشنطن تنتظر إيضاحات بشأن
ذلك" علما بان نتانياهو كان
لا يزال في جناحه في البيت
الأبيض، ولا نعرف عن أي إيضاحات
يتحدث السيد غيبس خاصة وان
الأمور واضحة تماما وهي ليست
بحاجة لأية إيضاحات. الحديث
الأمريكي عن ضرورة العودة إلى
المفاوضات سواء المباشرة أو غير
المباشرة وان الإدارة الحالية
مهتمة "جدا" في حل الصراع
وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة
الفلسطينية لا يمكن ان يتصف
بالمصداقية ما لم يتم اتخاذ
خطوات وإجراءات وما وقف عملية
اقلها الضغط على دولة الاحتلال
وعدم محاباتها وإظهار " العين
الحمراء" لها وما سوى ذلك لن
يكون إلا "طحن في الهواء"
لن يجدي نفعا. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |