-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 30/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


كل قمة وأنتم بخير

عريب الرنتاوي

لم يعد لدينا ما نقوله في "مواسم" القمم العربية، فمنذ أن تقرر عقد القمة دوريا، قلنا كل ما يقال أو يمكن قوله في القمة والجامعة والنظام العربي، وأصدقكم القول، بأن العودة للأرشيف واستلال أي مقال من المقالات السابقة، وإجراء تعديل طفيف عليه، لا يتعدى اسم القمة ومكان انعقادها، يكفي لأن يصبح صالحا للنشر، وضافيا في شرحه لواقع الحال الرسمي العربي المقيم.

 

لهذا فقدنا الرغبة والحافز لتجشم عناء السفر وملاحقة القمة من عاصمة إلى أخرى، وفقدنا الرغبة في قراءة القرارات والتوصيات والبيان الختامي، وأحسب أن الإعلام العالمي قد "انقطعت شهيته" للمعرفة والتغطية بدوره، ولولا أن رئيس وزراء تركيا حل ضيفا على سرت، لكنت قضيت إقامتي فيها من دون أن يتناهي إلى عملي نبأ انعقاد القمة.

 

لا وجوه جديدة في القمة، فالقادة العرب لا يتبدلون ولا يتغيرون إلا بعوامل الزمن وإرادة السماء، بعضهم ضيف دائم على القمة منذ ثلاثة أو أربعة عقود، وبعضهم الآخر أكل عليهم الدهر وشرب، وبلغ من الكبر عتيّا، والأرجح أن أبناءهم من بعدهم، سيشغلون ذات المقاعد الوثيرة المصطفة بعناية وإحكام حول "الموائد الفسيحة" التي يتحلّق حولها القادة والزعماء ومساعدوهم.

 

ولا جديد في قرارات القمة، فجديدها قديم، وقديمها لم يجلب نفعا ولم يدرأ ضرّا، لا أحد يكترث حقيقة  بقرارات القادة، حتى القادة أنفسهم، وإلا لكانوا وقفوا وقفة مراجعة وتقييم لما هو منجز منها أو غير منجز، ولكانوا تساءلوا معنا: لماذا تأخر الإنجاز ومن المسؤول عن التأخير وكيف يمكن تدارك الأمر، لا أحد يهتم بطرح هذه الأسئلة، طالما أن القمة مقصودة بذاتها ولذاتها، ومجرد انعقادها يعد "مكسبا تاريخيا"، وأصدقكم القول بأنني لا أدري لماذا يعد ذلك مكسبا أو تاريخيا، طالما أن الحيز الأبرز من التغطية الإعلامية يذهب لرصد أنباء المناكفات والنكايات، الحضور والغياب، مظاهر البذخ و"شروط الرفاهية الإضافية" التي يقتضي توفرها قبل أن تطأ قدما هذا الزعيم أو ذاك أرض و"طنه الثاني".

 

تنتهي مفاعيل القمة بانتهائها، وما أن يغادر الزعماء أرض مطار المدينة المضيفة، وطبعا بعد أن يودعوا بمثل ما استقبلوا به من حفاوة بالغة تدل على عمق الروابط بين بلداننا وزعمائنا، ما أن يفرغ الزعيم المضيف من توديع أخوانه على أمل أن يلتقيهم بعد عام، حتى يطوى الملف بالكامل، ونعود إل يوميات التهافت والشقاق والانقسام.

حزنت على أردوغان وأشفقت عليه وهو يتحدث بكل هذا الود و"الأخوية" مع القادة العرب وعنهم، وحسبت أنه وقع في "زلة كبرى" عندما ربط مصير اسطنبول بمصير سرت والقاهرة وصنعاء ومكة والقدس، فأنا أعتقد أن اسطنبول وتركيا، تستحق مصائر أفضل من المصائر التي آلت إليها مدننا وعواصمنا وأمتنا.

 

وأيقنت أن نداء طهران لـ"سرت" بأن ترتقي إلى مستوى التحدي في القدس والأقصى وفلسطين، لن يبلغ مبتغاه أبدا، فبعض الذي جاءوا إلى سرت لإنقاذ القدس – رسميا – ما زالت عيونهم شاخصة على ملفات أخرى وجبهات أخرى ومعارك جانبية أخرى، لقد جاءوا بسيوف ودروع طويلة، ولكن لمواجهة إيران ومناكفة سوريا واستمرار فرض الحصار على غزة وتقطيع أوصال الحركة الوطنية الفلسطينية.

 

ولم يساوني شك أبدا، في أن أحدا في إسرائيل لم ترتعد فرائصه أو "تصطك ركبه" وهو يصغي للهجة التحذير والإنذار التي صيغت بها بعض الخطب والقرارات العربية، بل وأكاد أجزم بأن نتنياهو المشغول في ترميم علاقاته مع البيت الأبيض، لن يجد متسعا من الوقت لقراءة "ملخص" عن الأعمال الختامية للقمة، فلدى الرجل على ما أظن جدول حافل بالموضوعات الأكثر أهمية، وكل قمة وأنتم بألف خير.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ