-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 31/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قمم عربية خالية من المفاجآت

بوفلجة غيات

قمة عربية أخرى كغيرها من القمم السابقة لن تقدم ولن تؤخر. رغم جريان العادة على تنظيم لقاءات بين القادة العرب والمسلمين، بما في ذلك القمم العربية المتعددة، إلا أنها كالعادة لن تأتي بجديد. ذلك أن القمم العربية عادة  كجعجعة مطحنة دون طحين، تفترق كما تلتقي دون اتفاق، ودون صدور قرارات قابلة للتطبيق ولا التأثير على الأحداث السياسية والإقتصادية والإستراتيجية. ذلك أن كثيرا من الدول العربية فاقدة للعزيمة والحرية والسلطة، بسبب عجزها وقوة تبعيتها إلى جهات أجنبية. وهي لا تتخذ أي قرارات إلا بأوامر من جهات أجنبية أو بعد تشاور معها، وخاصة في القضايا المصيرية والحساسة التي لها علاقة بقضية العرب الأساسية وهي فلسطين. ولو كان للعرب حرية وقدرة على اتخاذ القرارات، ما بقي الخلاف الفلسطيني لسنوات دون حلّ رغم ما قامت به بعض الدول من محاولات.

قد يقول قائل بأن مجرّد اجتماع القادة العرب للتشاور والحوار وتبادل الآراء، هو حدث إيجابي في حدّ ذاته. إلا أن النقاشات والحوارات طالت وسئم منها المواطنون العرب، لأنهم يعانون من ضغط المشاكل وضياع القضايا والمصالح التي ليس بإمكانها انتظار تفاهم القادة العرب وعزمهم على اتخاذ القرارات الصائبة، فالتحديات كبيرة والوقت ينفذ. فالقدس تناديهم وهي مهددة، وبعد ضياعها فلن تكون هناك حاجة للقاءاتهم وقراراتهم.

لقد انعقد في الأسابيع الماضية اجتماع ضم إيران وسوريا وحزب الله من لبنان. وهكذا التقى كل من الرئيس الإيراني أحمد نجاد والرئيس السوري بشار الأسد، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. كما التقى الرئيس الإيراني برئيس حركة حماس خالد مشعل.

وهكذا ضم هذا الإجتماع قوى الممانعة فكان تحدّ لإسرائيل، إذ انتقل أحمدي نجاد إلى سوريا إلى جوار إسرائيل للتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أن دخول إيران على الخط جعل الصراع يتحول ليصبح إيرانيا إسرائيليا، بعدما تخلى العرب عن مسؤولياتهم. وقد قام القادة الثلاث بإصدار تصريحات كان لها أثر قوي على الدول الفاعلة في المنطقة، والمهتمة بتطوراتها الأمنية والإستراتيجية. وهو ما جعل الساسة الإسرائيليين والأمريكيين والغربيين عموما، الذين يدركون وزن إيران العسكري، ودور كل من سوريا وحزب الله في أي حرب مقبلة في المنطقة، يقلقون من هذا الإجتماع. ذلك أن الحرب في منطقة الشرق الأوسط إن اندلعت فلن تكون كسابقاتها.

من أهم التصريحات التي صدرت، ما ورد على لسان حزب الله الذي رفع من مستوى توقعاته في أداء المقاومة في أي حرب عسكرية، حيث ذكر أن ضرب أي منشأة أو منطقة في لبنان ستقابله ضرب نفس الشيء في إسرائيل، وأن قصف مطار الشهيد الحريري سيقابله قصف مطار بن غريون بتل أبيب، وهي أول مرّة يصدر فيها مثل هذا التصريح من قائد عربي تعرف إسرائيل مدى مصداقية تصريحاته. ذلك أنه أطلق تصريحات وتهديدات بقصف مواقع، أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان سنة 2006،  ونفذها. ولا شيء يجعلنا نشك في تنفيذ تهديداته هذه المرّة. وهو ما يدلّ على التغير الإستراتيجي والعسكري التي تعرفه المنطقة في الآونة الأخيرة، ومستوى توازن القوى بين إسرائيل وحلفائها من حركات المقاومة بدعم من إيران من جهة أخرى.

وهنا يبقى التساؤل المطروح، كيف أن اجتماع رئيسي دولتين وأمين عام حزب سياسي، يقلق إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن اجتماع قمة عربية من 22 قائدا، ما بين ملك وأمير ورئيس أو من ينوب عنهم، وينعقد اللقاء وكأن شيئا لم يحدث. وهو موضوع يتطلب من القادة التفكير والتأمل في واقعهم الذي أصبح مزريا، إذ لا أمل يرتجى منهم لتحقيق آمال شعوبهم والمساهمة في حل مشاكلها. فهي اجتماعات لا تفرح الأصدقاء ولا تغضب الأعداء. لذلك تبقى لقاءاتهم كوليمة يجتمع فيها الأحباء وأحيانا حتى الأعداء، ويتفرقون بعد ذلك، دون أن تترك ولائمهم أي أثر على الواقع المرير الذي تعيشه المجتمعات والشعوب العربية.

أمة هانت على أعدائها فأصبحت لقاءات قادتها مواضيع للتهكم وإطلاق النكت، وهو ما يدل على غياب أي وزن لقادة الدول العربية وقراراتهم دون استثناء، فالنتيجة معروفة حتى قبل أن تنعقد القمة، وقبل أن تصدر قراراتها، ذلك أنه "على قدر أهل العزم تأتي العزائم". وتبقى القمم العربية كسابقتها، إذ لا تعقد عليها أي آمال، ولن تخرج بقرارات مرضية للرأي العام العربي، وقد تأتي بتصريحات عامة وفضفاضة في القضية الفلسطينية، لن تفرح الفلسطينيين ولن تغضب الإسرائيليين، أما الخلافات فمتوقعة ولم تعد تفاجئ أحدا.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ