-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
زيارة
ثانية لبعض نتائج الانتخابات
العراقية عريب
الرنتاوي لم يكن
فوز قائمة "العراقية"
الوطنية – العلمانية بموقع
الصدارة في الانتخابات الأخيرة
هو مفاجأة هذه الانتخابات
الأهم، المفاجأة الأكبر كما
قلنا من قبل، تمثّلت في معدلات
إقبال "العرب السنة" على
مراكز الاقتراع واتجاهات
تصويتهم فيها، فهم كما بات
معروفا، سدّدوا ضربة قاصمة
للتيارات السلفية الجهادية
(القاعدية) الداعية للمقاطعة
وتكفير العملية السياسية
والمشاركين فيها حين أقبلوا
بكثافة على صناديق الاقتراع،
وهم عاقبوا الجناح الإخواني في
الحركة الإسلامية عندما جرّدوا
"التوافق" من المقاعد
الـ"44" التي كانت لهم في
البرلمان السابق، ولم يبقو لها
في البرلمان الحالي سوى سبع
منها فقط. لم يخرج
العرب السنة، ومن قبلهم
الأكراد، عن "إجماع الأمة"
ولم يخالفوا "قواعد الشرع
الحنيف" حين محضوا أصواتهم
لقوى علمانية غير طائفية، بل
أحسب أنهم فعلوا ذلك لأنهم
مستمسكون بمعتقداتهم، وظنا
منهم إنهم باختيارهم قوى
علمانية – وطنية لتمثيلهم إنما
يختارون حقهم في المشاركة
والتمثيل والاحتفاظ بهويتهم
الدينية – المذهبية –
الطائفية، في إطار هوية عراقية
جامعة، تحفظ الهويات والكيانات
والخصوصيات. هم
فعلوا ذلك من موقع الاقتناع،
بالتجربة والمممارسة، بإن
"العلمانية" كنظام
و"الوطنية" كهوية جامعة،
هي السبيل الوحيد لمنع تفجّر
الصراعات الأهلية والحيلولة
دون "هيمنة" الأكثريات
القومية والدينية والطائفية. وربما
لهذا السبب بالذات، عاقب عرب
العراق السنة جناحي الحركة
الإسلامية في بلادهم: السلفي
حين أداروا ظهورهم لدعواته
بالمقاطعة، والإخواني حين
أداروا ظهورهم لدعوته المشاركة
والتصويت لمرشحيه، ومن يظن أن
الحزب الإسلامي العراقي دفع ثمن
مشاركته في العملية السياسية
فهو مخطئ تماما، فالأصوات التي
حُجِبَت عن مرشحي الحزب، ذهبت
لتيارات ومرشحين مؤسسين في
العملية السياسية، والمؤكد أن
ليس في قائمة "العراقية" من
هو محسوب على "القاعدة" أو
"المقاومة" العراقية، وهي
القائمة الممثلة للعرب السنة
اليوم. سلفيو
العراق لا مشروع انقاذيا لديهم،
هم أنفسهم مشروع حرب أهلية
دائمة، وصراعات مذهبية ستأتي
على الأخضر واليابس، وإخوانيو
العراق خاضوا غمار الانتخابات
منقسمين على أنفسهم، شأنهم في
ذلك شأن فروع أخرى لهم (الأردن
مثالا)، وثمة دروس من
الانتخابات العراقية، يتعين
على الحركة الإخوانية أن
تتفحصها جيدا وهي تقبل بخطوات
متردد وإرادة مبعثرة على خوض
غمار الانتخابات العامة، وفي
مطلق الأحوال، فإن كافة
المؤشرات تدلل على أن حركات
"الإسلام السياسي" في
المنطقة تشهد منذ العام 2006 حالة
تراجع وانكفاء، من المغرب حتى
لبنان، مرورا بكل ما يفصل
بينهما من دول ومجتمعات. لقد
تبددت "فزاعة الإسلام
السياسي" أو تكاد، لكن المؤسف
حقا، أن ذلك لن يفتح بالضرورة
الطريق أمام عملية إصلاح سياسي
وتحوّل ديمقراطي في منطقتنا
العربية، فحبل الذرائع طويل
جدا، وما أن تتراجع فزّاعة حتى
يأتوك بغيرها، طالما أن المهم
إبقاء هذا الحال على حاله. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |