-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القدس ... من خراب إلى خراب

د. أيمن أبو ناهيــة*

تقدم سلطة الاحتلال على جريمة أخرى بتنفيذ مخطط جديد بافتتاح كنيس جديد يعد اكبر وأضخم وأعلى كنيس يهودي في العالم يدعى "فخر إسرائيل"، ليكون موازيا ومتزامنا مع مخطط "كنيس الخراب"، اللذين لا يبعدان عن المسجد الأقصى المبارك سوى مئات الأمتار فقط، ويعد بمثابة ضربة قاضية لقلب المدينة المقدسة، والبلدة القديمة ومعالمها ومقدساتها، حيث أقيم حتى الآن 60 كنيس يهودي فيها من خلال تغيير معالم 269 معلم تاريخي عربي تشمل مساجد وشوارع وطرق وأزقة البلدة القديمة في القدس.

إن هذا المشروع الذي يكشف عنه لأول مرة يعد أخطر مشاريع التهويد في البلدة القديمة لغاية الآن، حيث يشمل أكثر من مرحلة ويستهدف تهويد جميع شوارع وطرق وأزقة البلدة القديمة البالغ عددها 215، إضافة إلى 54 معلما آخر حسب المخطط، ما يعني استهداف عشرات المعالم الأثرية والتاريخية العربية والإسلامية داخل المدينة المقدسة.

كما أن المشروع سيطال العديد من الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على حد سواء، وأن البدء بتنفيذه سيؤدي إلى إغلاق عدد من الشوارع والطرق في البلدة القديمة لفترات طويلة، وربما لا يعاد فتح العديد منها، وهو أيضا ما شأنه إطالة أمد العمل في هذا المشروع المدمر للمدينة، الأمر الذي سيؤدي إلى تحويل حياة المقدسين لجحيم لا يطاق يضاف إلى الجحيم الذي يعيشونه حاليا، مما سيدفع المواطنين المقدسيين إلى الهجرة القصرية وترك منازلهم، وأن الشروع في تنفيذه سيعيق الحركة داخل البلدة وسيعمل على عزل الأماكن المقدسة ومنع المصلين من الوصول إليها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب عزل أسواق ومدارس ومساجد البلدة والإمعان في إغلاقها وتخريبها، وقد يؤدي ذلك لطمس الحضارة والثقافة والتاريخ والدين والإنسان.

علماً أن هذا الكنيس أقيم على حساب المسجد العمري وأرض وقفية إسلامية في حارة الشرف، وهو حي إسلامي احتلته سلطة الاحتلال عام 67، وهدمت وصادرت الأغلبية الساحقة من الحي وهجرت الفلسطينيين من بيوتهم، وحولت الحي إلى حي استيطاني تحت اسم الحارة اليهودية.
ومما لا شك فيه أن افتتاح الكنيسين اليهودي في الحي الإسلامي، هو بمثابة أنها للحضارة العربية (الإسلامية والمسيحية) وللوجود العربي في المدينة المقدسة، وسيكون له دلالات وخيمة على مستقبل المدينة والمسجد الأقصى، الذي يوشك على انهيار في أي لحظة بسبب الحفريات التي تضرب قواعده وأساساته تحت ادعاءات وأكاذيب صهيونية باطلة بوجود الهيكل المزعوم أسفله، الذي باعترافهم لا وجود لأي آثار له.

فسياسة سلطة الاحتلال القائمة حاليا تمثل منهجا مقصودا للاستهتار بكل القوانين والأعراف الدولية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية، لذا نضع هذا الملف الخطير أمام القادة العرب والمسلمين وجميع أحرار العالم ليروا بأعينهم حجم الخداع والكذب الذي تمارسه سلطة الاحتلال في القدس، وعلى العالم ألا يخدع بما يدعيه الصهاينة في إعلامهم الكاذب من الحديث عن السلام وما يفعلونه على أرض الواقع من تغير لمعالم مدينة القدس واستباحة حرمة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وتهويد ومصادرة أراضي وبناء جدار الفصل العنصري وتوسيع الاستيطان.

ـــــــــــــــــــ

* أستاذ الاجتماع والعلوم السياسية – غزة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ