-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريون
غاضبون على قناة الجزيرة
زهير
سالم: كلنا شركاء لا
يماري اثنان في أن الإعلام
العربي بعد قناة الجزيرة
الفضائية أو ربما القَطَرية هو
غيره قبلها. وأن القناة بأدائها
المهني المتميز قد أخرجت من
الساحة الكثير من القنوات غير
العربية، التي كانت المصدر
الوحيد، مع الأسف، للخبر المتشح
بالمصداقية وبالرسائل الضمنية
والإيحائية التي هي في الأصل
رسالة المدير للإعلام. كان على
الإنسان العربي في ذلك الزمان
أن يتلقى نشرة الأخبار متوفزا
مستنفرا ليعزل ما هو حقيقي عما
هو ( تبشيري ) بالمعنى السياسي
للتبشير، ولاسيما عندما كان
العالم في مرحلة الحرب الباردة
بين كتلتيه الضخمتين. مع
إطلالة الجزيرة حل المواطن
العربي حبوته كما تقول العرب،
واسترخى في تناول وجبته
الإخبارية. فهذه الوجبة الشهية
وذات المصداقية المتقدمة يعدها
أخ أو ابن عم أو ابن خالة أو خال،
فمم يحذر المواطن العربي ومم
يخاف؟! وعام
بعد عام أثبتت الجزيرة مهنية
عالية، وتقدمت أكثر بالعزف على
بعض الأوتار العربية الشعبية،
غطت الوقائع وأيام العرب، كما
كانوا يقولون، بشجاعة وجرأة،
وعلى ثبج الموجة الشعبية حكّت
للشعوب العربية على مواضع
الجراح، واقتحم مقدمو برامجها
المعامع والمهامه الفيح،
فكشفوا بعض المستور، أو تناولوا
بعض المحظور، فحظيت قناة
الجزيرة لدى الشارع العربي
وبظيت، وأصبحت في عقد من الزمان
هراوة غليظة تعز وتذل، وتقنع
وتقمع. ويوما
بعد يوم بدأ المتابع لقناة
الجزيرة يستشعر دبيب مشروع خفي،
فإذا تساءل متساءل أو أنكر
منكر، قيل له: لزوم الشغل، وهو
الجواب نفسه التي كانت تجيب به
بطلة نجيب محفوظ في (اللص
والكلاب)، المحترفة (نور) في كل
مرة يسألها (سعيد مهران):
شاربة؟؟ فتقول كما قناة الجزيرة
: لزوم الشغل.. وللزوم
الشغل بدأ المواطن العربي يرى
الوجوه الكالحة ويسمع الآراء
الفاضحة، على شاشة الجزيرة
وتعود على ذلك وتطبع معه ورحم
الله زمانا قال قائله: أول ما
رأيت المعصية بُلت الدم. لم يعد
الإنسان العربي يقشعر بدنه وهو
يرى في عقر داره وبين أبنائه
وبناته وجوه القتلة المجرمين،
ويسمعهم وهم يسوغون جرائمهم في
قتل الأطفال وهدم المساجد وحصار
الكنائس وتجويع الناس، ويستمع
ولده اليافع إلى مقدم نشرة
الجزيرة وهو يقول: سيد شارون
شكرا لك... ولا بد،
لكي لا نحاصر أنفسنا في الموضوع
الفلسطيني وفي الصراع العربي
الصهيوني على أهميته، لا بد لمن
يتتبع مسيرة مشروع الجزيرة، أن
يستشعر ريبة شديدة، إذا استطاع
أن يصل الخطوط المنقطة، أو يحل
الكلمات المتقاطعة. ولا بد لمن
يفعل ذلك أن يتحصل على صورة غير
مريحة إن لم أقل رعيبة، صورة
يرسمها بوعي أو بغير وعي هؤلاء
المحترفون المهنيون المؤتمنون
المتفقون والمختلفون... ولعل
أشد ما يريبك في قناة الجزيرة
مملكةُ الظلال فيها، الزوايا
المعتمة، والمربعات المقفلة،
كأقبية الكتب الرطبة في معابد
كهنة الحظر على التأبيد. فكشاف
قناة الجزيرة لا يضيء إلا حيث
يريد ( مريد )!! وفي حين تُفتق
حاشية ثوب رئيس أو زعيم أو قطر
لعل قملة قد اندست في زيقها،
يحلو لقناة الجزيرة ولمقدمي
برامجها أن يتغافلوا عن أقطار
عربية يحاصرها البلاء من بين
يديها ومن خلفها، وهم يعلنون
بجرأة مهنية عجيبة: الرأي
والرأي الآخر، ومنبر من لا منبر
له!! .إن هذا بحق لشيء مريب وعجيب. وفي
اعتقادي أن (لزوم الشغل) أو
مهنيته ليست فقط في استضافة عدو
غير مرغوب فيه وإنما أيضا في
معالجة القضايا حسب أهميتها
وحجمها ومسيسة رحمها، على قاعدة:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى). وفي
اعتقادي أيضا أن الله لن
يحاسبنا فقط على ما فعلنا بل إن
حسابنا عما لم نفعل قد يكون
أحيانا أشد وأقسى . وكثيرا
ما يفكر المرء وهو يتابع مقدمي
برامج قناة الجزيرة وهم (
يتبغددون ) و( يتفيهقون) ( الهاء
قبل القاف )، لو يهديهم مرآة
مظلوم ليروا صورهم فيها. المسكوت
عنه في قناة الجزيرة، والمعتم
عليه، والمتواطئ على تغييبه؛ هو
جزء غير خفي من المشروع المريب
الذي يطرح علينا سؤاله: إلى أين؟! وبالعودة
إلى موضوع الغضب المعلن على
قناة الجزيرة من قبل عدد كريم من
المثقفين السوريين، لا بد أن
ننظر إلى هذه الغضبة أولا على
أنها فعل إيجابي، وأنها منعكس
حيوي يدل على ما نحب أن يبقى
حاضرا على الدوام، يقظا على
الدوام، إيجابيا فاعلا على
الدوام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ
بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ
وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ
الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ). والموضوع
الذي غضب من أجله الكرام
السوريون يستحق الغضب،
فالكلمات التي انفلتت من السيد
أحمد منصور في حديثه عن الشعب
السوري لا ينبغي أن تصدر عمن هو
في موقعه. والشعب السوري في حبه
للوحدة، الأمل والضرورة
والمخرج؛ يستحق التقدير
والتبجيل لا الازدراء والتحقير.
وأظننا لو وجدنا اليوم قائدا
عربيا يصنع لنا فجر وحدة جديدا
لحملنا سيارته من جديد، و
لحملناه أيضا على رؤوسنا
ونادينا عليه: يا حلاوة ..يا
حلاوة بلحن عربي ( فريد ) يستحق
الشعب السوري من أحمد منصور
اعتذارا صريحا، عن الألفاظ غير
اللائقة بمقدم برنامج لامع مثل
السيد أحمد منصور. أما شعب سورية
فحسبه أن تدخل الأمة بأسرها في
غيبوبتها منذ غاب عنها، وحسبه
أن الخير من شامه يبدأ وعند شامه
ينتهي، وحسبه أو حسبكم قول
الصادق الأمين ( وإذا فسد الشام
فلا خير لكم )، وفي رواية ( فلا
خير فيكم ) وأعود
لقناة الجزيرة ولمشروعها
الخفي، ولمقدم البرنامج السوري
الألمع فيصل القاسم أيضا، وأعود
لبني وطني الذين لم يسكت عنهم
الغضب بعد، أعود إليهم وأنا
أذكر أن الدستور السوري ما يزال
ينص على أن الشعب السوري هو جزء
من الأمة العربية. وما يزال في
سورية شعار قومي مرفوع يؤكد كل
صباح : أمة
عربية واحدة ذات رسالة خالدة ولو
راجع أبناء وطني الغضاب، ما جاء
في حلقة الأستاذ فيصل القاسم
بتاريخ30 / 3/ 2010 عن الأمة التي لم
تخترع غير الصفر والتي لم تزل
تحت الصفر منذ كانت ، لكان الغضب
ممن أعار المنبر للنيل
والاستهانة بالأصل أولى وأبلغ
ممن فلت منه ما فلت بحق الفرع. كان
الأستاذ فيصل ( مطيِّبا جيدا )
للقذف ينصب على بني قومه، على
الجذر والأصل والإنسان
والثقافة والحضارة، لا أدري
لماذا كان يعجبه أن يُسب قومه،
وهو يقول: إيهِ .. إيهِ يستزيد وبين
الحملة على الأصل و الحملة على
الفرع يتضح بعض المخفي من
المشروع الذي عجزنا عن توضيحه. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |