-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مرحباً، يا مخابرات إسرائيلية

د. فايز أبو شمالة

مرحبا؛ عشر ملايين دولار من نصيبك. إن كنت تعرف معلومات عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، اتصل على الرقم ....أنت وسرك في أمان. هكذا قالت الاسطوانة عبر الهاتف الذي رن في بيتي. وهنا أسأل المخابرات الإسرائيلية: لماذا عشرة ملايين دولار؟ ماذا سيفعل فلسطيني يسكن قطاع غزة بعشرة ملايين دولار؟ وهل يحتاج الإنسان لبيته أكثر من دجاجة  للغذاء؟ وهل يحتاج أكثر من كيلو سردين، ورغيف خبز، ومشروب الشاي والقهوة، وبعض حبات طماطم، وأصبع موز! لماذا عشرة ملايين دولار؟ ماذا سيفعل فلسطيني بالملايين؟ وهل سيذهب إلى الدار الآخرة وفي حوزته عشرة ملايين دولار؟

الناس في قطاع غزة تفتش عن الستر، والحياة البسيطة، وعن راتب محدود آخر الشهر، ولا مطمع لغالبية الناس أكثر من ذلك، ولا رغبة للكثير بدوخة الغنى، وربكة ارتفاع قيمة الذهب، وسعار العملة الورقية، وانخفاض قيمة الدولار، واليورو!

قبل الهروب الإسرائيلي من معبر رفح، وأثناء سفري إلى مصر العربية ، اعترض سبيلي رجل المخابرات الإسرائيلية، وتعمد أن يتحدث معي في مكتبه، وأن يظهر نفسه بالعارف بتفاصيل حياة الناس في غزة. كان رجل المخابرات في العقد الثالث من العمر، وحاول أن يظهر قوة شخصيته أمامي، وثقته بنفسه، وثقافته، وأنه في هذا العمل يقوم باستطلاع رأي الفلسطينيين حول إمكانية السلام، ولماذا حدثت انتفاضة الأقصى؟

تحدثت مع رجل المخابرات الإسرائيلية بصراحة، وتعمدت أن يكون الحديث بالعبرية الفصيحة، وأوغلت في تحليل الأسباب التي أدت إلى تفجر الانتفاضة، وكان تقديري وما زال؛ أن الدولة العبرية تتحمل كامل المسئولية عن تصاعد العنف. واصلت حديثي الذي فرض على رجل المخابرات أن يجلس كطالب مدرسة يستمع إلى أستاذه، وأضفت:

دولة إسرائيل عملت ضد السلام، وتعمدت تدمير المجتمع الفلسطيني كل سنوات سيطرتها على حياة الناس، وكان الاستفزاز الإسرائيلي محراك المقاومة. لقد توفرت لإسرائيل فرصة تاريخية لن تتكرر، كان فيها المجتمع الفلسطيني بغالبيته مقتنعاً بالسلام، ومؤيداً لرجال السلطة، لقد لمّوا البنادق، واعتقلوا المقاومين، وكان المجتمع بغالبيته مع الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى دولة فلسطينية، ويتعايش مع الدولة العبرية؟ فماذا فعلت إسرائيل؟:

أولاً: عمدت إسرائيل إلى تشجيع الديمقراطية الزائفة داخل المجتمع الفلسطيني، الديمقراطية التي تصب في صالح الاحتلال، ولا تعتمد التعددية الحزبية بالمفهوم الواسع.

ثانياً: إسرائيل تقف وراء كل مظاهر الفساد داخل المجتمع الفلسطيني، وهي التي تشجع على تسلط، وتسلق كل أولئك المرتبطين معها للقبض على مفاصل السلطة.

ثالثاً: لم تقدم إسرائيل حلول سياسية مقبولة على غالبية الفلسطينيين، ليقبلوا التعايش مع الإسرائيليين على جزء صغير من أرضهم الوطنية.

رابعاً: مارستم قتل الفلسطينيين، وسجنهم، وتعذيبهم، وتحقيرهم في عز حديثكم عن السلام.

ظل ضابط المخابرات الإسرائيلية يستمع بصمت حتى أتممت حديثي، ليقول: كم يبلغ راتبك الشهري؟ هل يكفي عائلتك؟ ألا تفكر في مصدر دخل آخر؟

قلت: أبعد كل هذا الحديث؟ والله لو كان بخاطري لما قابلتك، ولما استمعت إليك، ولكن هذا هو حالكم في إسرائيل، ولن يتغير تفكيركم!.   

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ