-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 13/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حركات الإسلام السياسي وفلسفة الحكم

بقلم/ حسام الدجني

هناك من يؤيد وهناك من يعارض استخدام مصطلح الإسلام السياسي، فالمعارض لاستخدام المصطلح ينطلق من رؤية أن الإسلام دين شامل لكافة مناحي الحياة والسياسة جزء منه ومن أصحاب هذه المدرسة الدكتور العلامة يوسف القرضاوي، بينما يرى المؤيدين للمصطلح على ضرورة تجديد فهم الإسلام، والتمييز بين السلفية التقليدية وحركات الإسلام السياسي، ومن أتباع هذه المدرسة المفكر الإسلامي راشد الغنوشي.

 

أما التأصيل التاريخي لمصطلح الإسلام السياسي يعود إلى زعيم النازية هتلر كونه أول من استخدم هذا المصطلح، حين التقى الشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك ، إذ قال له : إنني لا أخشى من اليهود ولا من الشيوعية ، بل إنني أخشى الإسلام السياسي.

 

وهذه النظرة التي تحدث بها هتلر تحمل معاني ودلالات على صوابية المنهج والطريق الذي تسير عليه هذه الحركات منذ القرن الماضي، وقد تطورت رؤى واستراتيجيات وفلسفات هذه الحركات مع تطور الحياة.

 

إن حالة الاشتباك بين المؤسسة الدينية التقليدية وحركات الإسلام السياسي، وأقصد بالمؤسسة الدينية التقليدية هي الجماعات السلفية التقليدية والصوفية التي ترى في طاعة ولي الأمر (رئيس الدولة)  واجب ديني وأخلاقي حتى لو سلبت أموالهم وجلدت ظهورهم.

فعملت الأنظمة الشمولية في البلدان العربية والإسلامية على دعم وتعزيز وتقوية التيارات السلفية والصوفية التقليدية، لكسب الشرعية الدينية، وإضعاف حركات الإسلام السياسي، حيث نجحت الأنظمة في بعض الدول، وأصبح في هذه الدول مد سلفي طاغي في الشارع العربي.

 

ودخلت حركات الإسلام السياسي حالة اشتباك شبه دائمة، وعملت جاهدة على ترسيخ مفاهيم الإسلام كونه حركة إحياء وتقدم، فدخلت معترك السياسة، وسمح لها في بعض البلدان التي لا تسمح نظمها السياسية في التحكم في قرارات مصيرية، ودخلت الانتخابات في المغرب، والسودان والأردن ومصر وفلسطين والكويت وغيرها من البلدان العربية، ولكن العملية الانتخابية في أغلب البلدان العربية لم تسمح لحركات الإسلام السياسي بالوصول إلى عرش الحكم، من خلال عمليات تزوير مدعومة دولياً، وكحالة استثنائية كانت فلسطين، كون نظامه السياسي نظام ناشئ ضعيف يستطيع العالم تقويض أي حركة إسلامية لو خالفت الرؤى والمصالح الأمريكية والغربية في المنطقة العربية.

 

وفازت حماس وكانت التجربة الحقيقية لحركات الإسلام السياسي في الحكم، وكانت عين أمريكا لا تنام، فهي تراقب عن كتب التطورات السياسية، فلو توافقت حماس مع رؤية ومصالح الغرب وإسرائيل، من الممكن أن نشهد تغيرات في الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، بمعنى أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على الأنظمة الشمولية في المنطقة لإنجاز عملية انتخابية نزيهة وشفافة، وهذا بالتأكيد قد تصل من خلاله حركات الإسلام السياسي إلى الحكم في معظم الدول العربية والإسلامية.

 

ولكن حماس رفضت الانصياع للشروط الأمريكية والغربية، وللضغوط العربية، فاتخذت الولايات المتحدة والغرب عبر اللجنة الرباعية قرارها بتقويض النظام السياسي وتحديداً المكون الذي تسيطر عليه حماس.

ولكن صمود حماس هو مقاومة بمعنى الكلمة، مقاومة للإمبريالية العالمية، ومقاومة للمشاريع الدولية التي تستهدف ثوابت الشعب الفلسطيني.

 

أيضاً السودان اليوم يهدد نظامه السياسي عبر التدخل الأمريكي والغربي، فهو اليوم معرض للتقسيم والفوضى ونهب الثروات، والضغط على رأس النظام من خلال قرارات قضائية من محكمة العدل الدولية، وكأن عمر البشير مجرم حرب، وقادة دولة إسرائيل حمام سلام، إنها ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب الصليبي مع فضائنا الإسلامي.

 

ولكن هذا لا يمنع من التعامل بموضوعية من قبل حركات الإسلام السياسي مع الغرب، عبر تبني خطاب إعلامي براغماتي، يؤثر على الرأي العام الدولي، وتسخير كل طاقات العرب والمسلمين الذين يعيشون في الغرب، والعمل على إيصال رسالة واحدة لا غير مفادها، إن فشل حركات الإسلام السياسي في تحقيق طموح شعبها وأمتها، سيدفع الكثير من أقطاب وعناصر هذه الحركات إلى المدرسة اللادنية أو الطال بانية نسبة إلى الشيخ أسامة بن لادن، أو إلى حركة طالبان، وما تمثلاه من فكر ومنهج متشدد، قد يهدد مصالح الولايات المتحدة والغرب في المنطقة، والتي تشهد الآن تراجعاً وغلياناً واسعاً ضد الإدارة الأمريكية وهيمنتها على المنطقة وضد الاحتلال الإسرائيلي وتهويده لمقدسات الأمة العربية والإسلامية في القدس الشريف.

وهذا يطرح تساؤلاً حول المأزق الذي يعاني منه الجيش الأمريكي في أفغانستان وباكستان والعراق، وتعرض مائتي ألف من جنوده صباح مساء للقتل والخوف، فماذا لو أصبحت حركات الإسلام السياسي وما تمثله من ثقل شعبي ومؤسساتي وجماهيري إلى حركات متشددة، تلجأ إلى السلاح لعلاج الأزمات!!!

 

أعتقد أن مؤشرات استيعاب حركات الإسلام السياسي قوية وضمن شروط الحركات الإسلامية وبما يتوافق ومصالح الأمة، ولعل صمود حماس في الحكم، أحد أهم بوابات هذا الاستيعاب، لذا ينبغي على كل الحركات الإسلامية في المنطقة العربية والإسلامية أن تتحد في خندق واحد، وإستراتيجية موحدة، وخطاب إعلامي موحد لمواجهة التحديات.

ــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

Hossam555@hotmail.com

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ