-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إرهاصات
الحرب القادمة د.عصام
عدوان مؤشرات
عديدة تشير إلى اقتراب عدوان
صهيوني جديد على قطاع غزة، قد
يشمل حزب الله في لبنان، ومن هذه
المؤشرات: 1-
توقف الحرب الأخيرة دون
اتفاق هدنة، حيث أفشلت إسرائيل
محاولات مصر لتحقيق هدنة، وهذا
أول مؤشر على وجود جولة أخرى
للحرب. 2-
استمرار الحصار على غزة،
وتشديده بمعاونة مصر وبعض الدول
العربية، ومنع دخول مواد
الإعمار، ومنع وصول السلاح
والمال إلى غزة. كل ذلك يشير إلى
رغبة إسرائيل وحلفائها في تحقيق
الأغراض التي عجزت عن تحقيقها
الحرب، عبر الحصار. ف‘ذا ما
أضيف الحصار إلى الدمار الذي حل
بغزة، فيكون المتوقع سقوط حكومة
حماس وانقلاب الشارع الفلسطيني
ضدها في غضون شهور محدودة. وإن
عدم حصول ذلك بعد مضي خمسة عشر
شهراً يجعل فرص تكرار الحرب
أكثر وروداً. 3-
مساعي سلطة محمود عباس
لإفشال تقرير غولدستون، وتأجيل
عرضه على مجلس الأمن. وكساعي
السلطة في تأجيل طرح تقرير فولك
إلى شهر يونيو المقبل. كلها
مؤشرات على وجود رغبة من محمود
عباس وبعض الدول العربية، فضلاً
عن الكثير من الدول الغربية، في
عدوم توجيه إدانة لإسرائيل على
جرائمها في الحرب الأخيرة على
غزة. وذلك أمر ضروري لتتمكن
إسرائيل من استكمال مهمتها
القذرة في غزة بإزهاق المزيد من
الأرواح، وإحلال الدمار الهائل
بالقطاع. وإن كان لا بد من إدنة
لإسرائيل فلتكن – وفق الفريق
الموالي لها – بعد الحرب
القادمة. 4-
التهديدات المستمرة
المتبادلة بين إيران وكلاً من
أمريكا وإسرائيل، ستخلق أجواء
حرب باردة بين الطرفين، حيث
يخشى كلاهما الآخر، فإيران
بمقدوها أن تؤذي مصالح أمريكا
في العراق والخليج وأفغانستان
وحتى في باكستان، ولن تجازف
أمريكا باستدراج الرد العسكري
لإيران. كما لن تجازف إسرائيل
أيضاً وهي تعلم أنها في مرمى
الصواريخ الإيرانية. وفي نفس
الوقت ستحرص الدولتان على تسديد
ضربة غير مباشرة لإيران بضرب
أذرعها التي تهدد إسرائيل؛ وهما
حماس وحزب الله، وهذا يحقق
فائدتين بشكل مباشر: الأولى:
الإيحاء بأن ضرب إيران قد تحقق،
من خلال ضرب أذرعها. فهذا يوفر
على إسرائيل وأمريكا المجازفة
بخوض حرب حقيقية، ويمنحهما هيبة
مزيفة عبر دعاية زائفة تقول
بأنهما انتصرتا على إيران.
مدركتان بأن إيران أيضاً لن
تجازف بالتدخل المباشر لصالح
حماس وحزب الله، حيث ستكتفي
بتقديم الدعية وبعض المال لهما. والثانية:
محاولة التخلص من عدوين مزعجين
لإسرائيل في المنطقة ومعطلين
لعملي السلام التي ستفتح أبواب
المنطقة والعالم أمام إسرائيل،
حيث ستؤدي هزيمة حماس إلى
انكسار شوكة الشعب الفلسطيني
ومن ثمّ قبوله بإملاءات
إسرائيل. وستؤدي هزيمة حزب الله
إلى انخراط لبنان في محور دول
الاعتدال العربية وتقليم أظافر
سوريا، وهو ما يهيئ لها فرص
توقيع سلام مع إسرائيل. 5-
إسرائيل مقبلة على تنفيذ
مخططات دينية واستيطانية
وتهدويدية غير مسبوقة، في عملية
تشبه (النزع الأخير)، وإنجاح هذه
المخططات بحاجة لإسكات كل صوت
للمقاومة داخل فلسطين وخارجها،
خصوصاً وهي تلمس رضا وموافقة
محمود عباس وسلام فياض عل فكرة
يهودية الدولة وحل قضية
اللاجئين بعيداً عن إسرائيل.
وهذا يجعلها على يقين من حرباً
خاطفة قادمة تجتث حماس من غزة أو
تعيدها إلى الوراء ثلاثين سنة،
بحيث لا تقوى على التصدي للحل
القادم المبني على أساس
الاعتراف بيهودية إسرائيل
وتصفية قضية اللاجئين وإدارة
ذاتية للفلسطينيين لهم أن
يسمونها (دولة) إذا أرادوا. 6-
تشير الإحراءات العسكرية
التي تقوم بها إسرائيل إلى
عملية تسخين للجبة الداخلية
تتمثل في: الاعتداءات
الإسرائيلية المتكررة
والمتناثرة
على حدود قطاع غزة،والاتفاق
مع مصر لإقامة جدار العزل
الفولاذي لتشديد الحصار على
غزة، وتطوير قدراتها
الدفاعية بتوفير منظومة
مضادة لصواريخ حماس، ودبابات
مركافاه متطورة لا تؤثر فيها
مضادات الدروع، وإعلانها عن
مناورات عسكرية موسعة تشمل كل
المجتمع الإسرائيلي في مايو
المقبل مع نشر الكمامات الواقية
من الغازات. كل ذلك يشير إلى
التحضير لحرب قريبة قادمة. نسأل
الله تعالى ألا تكون. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |