-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عبقرية
إنتاج القطيع مصطفى
محمد أبو السعود* تمكنت
أمريكا من تحويل العالم إلى
مصانع لإنتاج ما يشاءون من
القطيع الذين أعجبوا بعد
إنتاجهم بقدرة أمريكا على تشكيل
سلوك القطيع وبرمجته على
المنوال الذي تحب أمريكا وترضى،
فأمريكا والعالم الأخر مثل
الصياد والسمكة فلم يحدث أن
خرجت سمكة من البحر لتقول
للصياد أنا هنا تفضل لاصطيادي
بل إن الصياد الماهر هو الذي يضع
الطعام الذي يعجب السمكة في
سنارة جميلة تناسب طبيعة
معرفتها بالأشياء ثم ينتظر لتمر
صاحبة الذكاء وتحل ضيفة على
السفارة الأمريكية في البحر ثم
طعاماً شهياً على مائدة الرئيس
،فالصياد انتظر حتى جاءت السمكة
ثم قدمها لمحاكم التفتيش بحجة
اقترابها من السنارة ثم قدمها
للعدالة ،وهذا حال أمريكا وباقي
العالم فالسياسة الأمريكية
التي تنفذ الآن ليست وليدة
اللحظة وليس للصدفة علاقة بما
يحدث بل إنها نتيجة أفكار
ومخططات وضعها كبار الساسة قبل
مئات الأعوام وبدءوا بزراعة تلك
الأفكار في الأرض الخصبة (على
قلتها في البداية) واخذوا
يبحثون عن الفكرة التي تناسب
الأرض وليس الأرض التي تناسب
الفكرة وعندما وجدوا أن الأرض
تتسع للمزيد من الأفكار لم
يكتفوا بذلك بل إنهم اخذوا
أصحاب الأرض إلى حيث منبت
الأفكار ليتفننوا في غسل الدماغ
من أفكاره القديمة ووضع أفكار
جديدة ثم يتركوا باقي المهام
للعائد من ارض العمارة الحضارة
إلى ارض البداوة والحجارة ينفذ
لهم مايشاءون ويقفون هم موقف
المتابع. وأول
هذه الأفكار التي وجد ت أمريكا
لها قبولاً هي التي تمس حياة
المواطن بشكل مباشر فمن القضايا
الاجتماعية مثل ضرورة تحرير
المرأة ، التعليم، المساواة
مروراً بقضايا اقتصادية مثل
ضرورة التوزيع العادل للثروات
بين أبناء الشعب الواحد وتحسين
الظروف المعيشية للمواطن وصولا
إلى القضايا السياسية الحرية
،العدالة، الانتخابات،
المواطنة، وما أن تأكدوا أن أهم
أهدافهم قد تحققت انطلقوا
لتحقيق هدف مهم أيضا وهو التسلل
لدوائر صنع القرار متسلحين
بالشعب الذي تم برمجته بشكل
دقيق ومتأني ليكونوا بذلك قد
ضمنوا أن كل شئ يجري خارج بلادهم
يكون حسب ما يخطط له داخل كواليس
الرذيلة في بلادهم ، فأمريكا
استطاعت بحكمة وهدوء زرع خلايا
دماغية في العقول الضعيفة تتقن
فن تصديق الكذب وتكذيب الصدق
وتحويل النصر لهزيمة والهزيمة
لنصر مقابل تدفق الرضى الأمريكي
المعطر بأنواع كثيرة من
الامتيازات لا تبدأ مع الدولار
ولا تنتهي عند الجنسية
الأمريكية . لذا يجب
على كل من له عقل أن يدرك أن
الذين يتمسك بهم ويتغنى
بديمقراطيتهم لن ينفعوه بشئ
فالشعب قد يتأخر في النوم لكنه
يوماً ما يستيقظ ويدمر مصانع
إنتاج القطيع ولن يرحم من روجوا
لثقافة إن لم تكن قطيعاً تمت
رضيعاً وإن لم تكن أمريكيا تموت
في أحضان التخلف. ـــــــــ *كاتب
من فلسطين ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |