-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خيبة
أمل ونهاية حلم صهيوني ا.د.
محمد اسحق الريفي بدأت
خيبة الأمل في تحقيق الحلم
الصهيوني تعصف برؤوس المزيد من
قادة العدو الصهيوني،
السياسيين والعسكريين على حد
سواء، وبدأت تنعكس بوضوح على
ممارسات العدو الصهيوني وسلوكه
وتصريحاته، مؤكدة أن المشروع
الصهيوني قد وصل أخيراً إلى
طريق مسدود، وأن الحلم الصهيوني
قد انتهى إلى الأبد، وأن الكيان
الصهيوني قد بات منشغلاً اليوم،
أكثر من أي وقت مضى، وبطريقة
يائسة، في حماية وجوده غير
المشروع. كان
مؤسس الكيان الصهيوني "ديفيد
بن غوريون" يحلم بكسب ود
الشعب العربي وعقد ميثاق سلام
معه، لأنه كان يدرك أن مشروع زرع
(إسرائيل) في قلب العالم العربي
على أنقاض فلسطين لا يمكن أن
ينجح أبداً إذا رفضه الشعب
العربي. واليوم،
ورغم العلو الكبير للكيان
الصهيوني، من حيث السلاح والعلم
والاقتصاد، وبعد مراوحة
المشروع الصهيوني في مكانه
لأكثر من نصف قرن بفضل المقاومة
الإسلامية الفلسطينية
واللبنانية، وبفضل تصاعد الرفض
الشعبي العربي والإسلامي
للكيان الصهيوني وللتطبيع معه،
بدأ اليأس من تحقيق حلم "بن
غوريون" يدب في قلوب قادة
العدو الصهيوني، فأخذوا يدلون
بتصريحات معبرة بصدق عن هذا
اليأس، رغم أنها تنطوي على
تهديد خطير للأمة العربية لا بد
لها من مواجهته. فقد صرح
وزير الكيان الصهيوني "يوسي
بيليد" بأن كيانه لا يعتبر (السلام)
مع جيرانه هدفاً يسعى لتحقيقه،
قائلاً: "إن تل أبيب لم تضع
السلام هدفاً تسعى لتحقيقه، وإن
الهدف الأولي (لإسرائيل) هو ضمان
وجودها دولة لليهود إلى الأبد."
وتكمن أهمية هذا التصريح من
حيث مصداقيته في أن "بيليد"
عسكري برتبة لواء في احتياطي
الجيش الصهيوني وأنه كان قائداً
فيه للجبهة الشمالية.
ويعبر تصريح "بيليد" عن
نكوص وتقهقر خطير في الأطماع
الصهيونية وعن انسداد تام في
الأفق أمام المشروع الصهيوني،
وعن اضطرار العدو الصهيوني إلى
خوض حروب حقيقية مع المقاومة
الإسلامية في كل من لبنان
وفلسطين، وربما أيضاً مع سوريا
وإيران، حيث من المرجح أن تؤدي
الحرب، التي قال "بيليد"
إنها حتمية بين الكيان الصهيوني
ومنظمة "حزب الله"
اللبنانية، إلى حرب إقليمية تضع
نهاية حتمية للمشروع الصهيوني.
وقد عبر قادة صهاينة آخرون
عن خيبة الأمل التي كشف عنها "بيليد"،
مثل "أولمرت" عندما قال:
"حلم أرض (إسرائيل) الكبرى
انتهى إلى غير رجعة."
وقال أيضاً: "واهم من
يعتقد أن فكرة أرض (إسرائيل) ما
زالت قابلة للتنفيذ."
أما "شارون"، فقد قال:
"ما زلنا في العام 1984." وخسارة
الكيان الصهيوني للحرب التي
يتوقعها "بيليد" أمر حتمي،
باعتراف الصهاينة أنفسهم
بعجزهم عن وقف صواريخ المقاومة
المنطلقة من لبنان أو غزة، حتى
باللجوء إلى خوض العدو الصهيوني
حرباً برية مهلكة لجنوده
ومستنزفة لجيشه.
وهذا ما تنبأ به "بن
غوريون" ذاته، الذي قال: "إن
(إسرائيل) قد تربح مئة حرب،
ولكنها لن تبقى إذا خسرت حرباً
حقيقية واحدة."
وقد خسر الكيان الصهيوني
حربه على لبنان، وخسر أيضاً
حربه على غزة.
أما باقي الحروب التي كسبها
الكيان الصهيوني في الماضي، فلم
تكن حروباً حقيقية، كانت هناك
خيانة. هذا
الشعور الصهيوني بالعجز عن
الانتصار في الحرب ضد "حزب
الله"، قض مضاجع الصهاينة
والأمريكيين، فراحوا يولولون
خوفاً من وصول صواريخ "سكود–د"
من إيران إلى لبنان عبر سوريا.
وفي هذا السياق، عبر قائد
المنطقة الوسطى في الجيش
الأميركي الجنرال "ديفيد
بترايوس" أول من أمس عن
مخاوفه من أن إيران تقوم بتزويد
"حزب الله" وحركة "حماس"
بصواريخ "اكبر فاكبر"، على
حد تعبيره. وهذه
المخاوف تعبر بوضوح عن عجز
الكيان الصهيوني عن الخروج من
عنق الزجاجة وفرض حالة استسلام
على أمتنا العربية، وتعبر أيضاً
عن عمق حالة اليأس التي جثمت على
صدر الكيان الصهيوني، والتي عبر
"بيليد" عن بعض ملامحها.
ومن جهة أخرى، يعبر قرار
العدو الصهيوني بتهجير عشرات
آلاف المواطنين الفلسطينيين
عنوة من الضفة المحتلة عن الوجه
الآخر لخيبة الأمل الصهيونية،
وهو الهاجس الديموغرافي، الذي
لا يقل أهمية عن الهاجس الأمني
والعسكري. ويزيد
من الخيبة الصهيونية تمسك الشعب
الفلسطيني بأرضه. ولذلك،
على أمتنا أن تدعم المقاومة
الإسلامية في لبنان وفلسطين إذا
أرادت الانتصار في صراع الوجود
مع العدو الصهيوني وشركائه
الغربيين. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |