-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لبنان
: مباراة رياضية تنتهي بفوز
السلطة على الشعب د.
صالح بكر الطيار أحيا
لبنان في 13 نيسان / ابريل 2010
الذكرى ال 35 للحرب الأهلية التي
نشبت في لبنان عام 1975 ، او كما
يحلو للبعض تسميتها " بحرب
الأخرين " في لبنان عبر تنظيم
مباراة في كرة القدم كان
اللاعبون فيها من اعضاء الحكومة
ومن البرلمان والذين تنافسوا
تحت شعار " كلنا فريق واحد".
وبقدر ما عبرت المباراة عن روح
رياضية عالية سادت بين سائر
اللاعبين الذين يمثلون كل
الأطراف السياسية اللبنانية من
قوى 8 و14 اذار ، إلا ان الملاحظ
بشكل فاضح ان معظم اللاعبين
كانت تنقصهم اللياقة في التحكم
بالكرة ، وتنقصهم المرونة في
التحرك داخل الملعب ، وعدم
الخبرة في المناورة . وبدت اجسام
اكثرية اللاعبين مترهلة
وصدورهم مثقلة بكميات هائلة من
النيكوتين لأن معظمهم من
المدمنين على تدخين السيجارة او
السيكار او النرجيلة الدارجة
جداً في لبنان . هذه الصورة
الرياضية التي ظهر عليها
اللاعبون من وزراء ونواب تعكس
تماماً صورة الوضع الحالي
للبلاد على كافة المستويات
السياسية والإقتصادية
والتربوية والإعلامية والصحية
والإجتماعية . فصحيح ان لبنان
انتهى من الحرب الأهلية التي
دامت نحو 16 سنة وتوصل بموجب
اتفاق الطائف الى صياغة ميثاق
جديد ولكن تداعيات الحرب
الأهلية وما خلفته من دمار
عمراني وبشري لم تنته إذ لا زال
المواطن يدفع حتى اليوم ضريبة
هذه الحرب التي نشبت عام 1975 .
فعلى مستوى الإنارة يضطر
اللبناني الى الأن ان يدفع
للدولة بدل اشتراك في شبكة
كهرباء لا تصل التغذية منها الى
المنازل إلا سويعات قليلة
يومياً مما يضطره الى دفع رسوم
اخرى بدل اشترا ك في مولد
للكهرباء تابع لأحد المتنفذين
في مكان سكنه ، ويدفع المواطن
رسوم اشتراك في شبكة المياه في
وقت يشتري فيه قناني معبأة
ليشرب . وعن الوضع التربوي فإن
نحو 30 % فقط من التلاميذ مسجلين
في مؤسسات التعليم الرسمي بسبب
المستوى المتدني لهذا القطاع ،
اما الطبابة فهي في المستشفيات
الحكومية شبه معدومة ، ومن لا
يملك الأموال الكافية يموت على
الطريق دون علاج ودون القدرة
على شراء ادوية تربح من
مبيعاتها الشركات المستوردة
اكثر من 50 % زيادة على قيمتها
الفعلية . وعن البنى التحتية
المرتبطة بشبكات الصرف الصحي
وبالطرقات واحوال التعبيد ،
وبالنقل المشترك وبأنظمة السير
فإن لبنان لا زال في بداية القرن
العشرين من حيث التجهيز
والصيانة والرعاية والعناية
وحسن المتابعة والتحديث
والتطوير . وحدث ولا حرج عن قطاع
الصناعة والزراعة حيث الدولة
غائبة كلياً عن الإهتمام بهذين
القطاعين . وفوق ذلك فإن لبنان
مديون بأكثر من 50 مليار دولار
تسدد فوائدها الدولة من الضرائب
التي تفرضها على المواطنين . وما
هو ناشط في لبنان هو القطاع
السياحي والمصرفي والتعليم
الخاص والإستشفاء الخاص بحيث
تحول البلد الى ما يشبه شركة
استثمارية مخصصة لأصحاب
الرساميل فقط . وعلى المستوى
الحكومي فالدولة عاجزة عن تحديث
القوانين ، وعن ملء المراكز
الشاغرة في الإدارات الرسمية
لأن النظام الطائفي المعتمد في
لبنان يقوم وفق توزيع الحصص في
الوظائف التي لطالما يتم الخلاف
عليها . هذه هي صورة لبنان
الحالية الشبيهة تماماً بما
يمتلك اركان الحكم من مهارات
وخبرات رياضية والتي ترجموها
بشكل فاضح في المباراة التي
انتهت بنتيجة 2 – صفر لصالح
اركان السلطة ضد الشعب اللبناني
الذي حاله كحال الكرة التي كانت
تتدحرج على ارض ملعب مدينة كميل
شمعون الرياضية . ــــــــ *رئيس
مركز الدراسات العربي الاوروبي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |