-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ما قيمة أن نربح العالم ونخسر أنفسنا وحقوقنا ؟!

عريب الرنتاوي

أما وقد بلغت عملية السلام طريقا مسدودا، وبات التشاؤم حيال مستقبلها، قاسما مشتركا أعظم، يجمع "معتدلي" العرب بـ"ممانعيهم"، فإن أهداف المعركة السياسية/الدبلوماسية الدائرة حالياً، لم تعد تتعلق بتحقيق تقدم أو تسجيل اختراق، بقدر ما باتت تعكس رغبة كل طرف من الأطراف المصطرعة في إلقاء اللائمة على الآخر، وتحميل الخصم أوزار المسؤولية عن الفشل.

 

ثمة من المعلومات ما يؤكد هذه الحقيقة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي والفريق الذي يعمل له ومعه، في تل أبيب وواشنطن على حد سواء، عادوا للحديث عن "غياب الشريك الفلسطيني" والترويج لمقولة "عدم جاهزية" القيادة الفلسطينية لاتخاذ قرارات تاريخية شجاعة، فيما رئيس السلطة والمنظمة، المتشبّع إيديولوجيا بخيار السلام الاستراتيجي الوحيد، يخشى مصيرا مماثلا للمصير الذي آل إليه سلفه، من رفض الانصياع لإملاءات براك في كامب ديفيد مرورا بانتفاضة الأقصى والسور الواقي وانتهاء بلقاء ربه "شهيداً...شهيداً...شهيداً".

 

وثمة من المعلومات ما يؤكد، بأن الرئيس الفلسطيني لن يقاوم إلى ما لا نهاية، الضغوط الأمريكية للالتحاق بمائدة "مفاوضات التقريب غير المباشرة"، وهي الضغوط التي انتقلت إليه بعدما نجح نتنياهو صدها والانصياع لمراميها وأهدافها، وأنه – عباس – سيقوم قريبا بطلب "المشورة والغطاء" العربيين لتأمين هبوطه الثاني عن شجرة "تجميد الاستيطان قبل الشروع في المفاوضات" في أقل من عام واحد، وأن وزراء الخارجية العرب الذين سبق لهم أن خرجوا عن حدود ولايتهم ومددوا للرئيس ولايته المنتهية في سابقة لم يعرف التاريخ لها مثيل، سيمنحون "الممثل الشرعي الوحيد" مجددا ما يريد من تغطية وشبكة وأمان.

 

طبعا سيقال لنا نحن نعرف نتنياهو أكثر منكم بالتأكيد، ولا نثق بنواياه مثلكم على أقل تقدير، وسيقال لنا أننا نعرف الحدود الضيقة لما يمكن لواشنطن أن تفعله، وأننا متشائمون بمستقبل عملية السلام وليس لدينا ما يكفي للتفاؤل بقدرة إدارة إوباما على التدخل الجاد والحاسم في العملية، ولكننا بخلافكم نريد أن لا نوفر لنتنياهو ما يبحث عنه، نريد أن نقطع الطريق على مراميه وأهدافه، لن نمنحه الفرصة للقول بغياب الشريك الفلسطيني، وسنثبت للعالم بأنه هو، وليس نحن، من يتحمل وزر انهيار عملية السلام وانسداد أفق المفاوضات، كما سيقال لنا أيضا، بأننا لن نخذل أوباما ولن نكون سببا في انكفائه عن دوره وتبديد حماسه لتحقيق ما عجز أسلافه عن تحقيقه، سيما وأن الرجل بدأ يضيق ذرعا بالمسألة الفلسطينية، وأخذ يفقد شيئا فشيئا تفاؤله والتزامه.

 

والحقيقة أننا نتفهم هذه المقاربة تماماً، ونؤمن بكل فرضياتها تقريباً، فنتنياهو لا يريد سلاما ولا مفاوضات جادة، ومن "الخبل" تمكينه من الظهور بمظهر آخر، وواشنطن أخذت تفقد بريق "فرصة أوباما التاريخية" وزخمها، وليس لنا مصلحة في احراج أوباما وإخراجه، والصراع على الرأي العام و"العلاقات العامة"، مهم بلا شك ونحن لا نعيش على سطح جزيرة معزولة بل في قلب عالم معولم، بات بالفعل قرية صغيرة.

 

ولكننا مع ذلك لا نقبل مسعى البعض منّا لجعل "تفادي الحرج والإحراج" سياسة قومية واستراتيجية عليا، ووضع "معركة العلاقات العامة" في منزلة البديل عن معركة الحرية والاستقلال بدل أن تكون جزءا منها، والاهتمام بـ"كسب فهم العالم وتعاطفه" حتى وإن كان على حساب رضا شعبه والتزامه بحقوقه.

 

كسب المعركة على قلوب وعقول العالم أمر ضروري، فلا نصر في معركة الحرية والاستقلال من دون الظفر في المعركة على الرأي العام العالمي، بيد أن التجربة، القريبة منها والبعيدة، أظهرت بأن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ولا يصغي إلا لهم في نهاية المطاف، فيما تعاطفه مع المستضعفين و"المعذبين في الأرض" ذي طبيعة موسمية، سرعان ما تنطفئ جذواه وتتبدد جدواه إن لم يدعّم بمختلف أوراق القوة ويعزز بجميع عناصر الاقتدار.

 

أخشى أن مبالغتنا في تقدير أهمية معركة الرأي العام، ليست سوى الوجه الآخر لعجزنا المُقيم، كما أخشى أن تكون النتيجة الوحيدة لهذا التوجه هو استمرار مسلسل تقديم التنازلات المجانية، فدائما ستكون هناك خطط وإملاءات إسرائيلية جديدة، ودائما سنكون مطالبين بأن نثبت للعالم بأننا "أصدق منهم وأكثر التزاما"، ودائما سيطلب إلينا التخلي عن "شروطنا المسبقة" التي هي في واقع الحال الاسم المرادف لحقوقنا الوطنية المشروعة، فما قيمة النجاح في معركة كسب تفهم العالم  وتعاطفه، إن كان ثمنه الفشل في كسب المعركة على الاستيطان والتهويد، ما قيمة النصر في الفضاء إن كان نتيجة للهزيمة على الأرض؟.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ