-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ماذا وراء الحملة.. سوريا في دائرة التهديدات مجدداً؟!!

هيثم محمد أبو الغزلان*

  بعد أسابيع من اتهام الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لسوريا بأنها تقوم بتهريب صواريخ سكود لحزب الله، وهي صواريخ تستطيع أن تصل إلى عمق إسرائيل.

 قال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو: "سنعيد سوريا إلى العصر الحجري"، ثم عاد هو نفسه ليقول خلال اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست الاثنين (26-4-2010)، إنه لا توجد لدى إسرائيل نية بمهاجمة سورية.

وتوالت سلسلة من التصريحات الإعلامية الأمريكية والإسرائيلية عن تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ "سكود".. ومن ثم تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس التي قال فيها إن إيران وسوريا تزودان حزب الله في لبنان بصواريخ متطورة تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وهو ما أكد عليه وزير الحرب الإسرائيلي، ايهود باراك بأن "سوريا تتصرف بطريقة ضارة بإرسالها نظم أسلحة إلى حزب الله من الممكن أن تخل بالتوازن الدقيق في لبنان".

وأنكرت الحكومة السورية رسمياً هذه الاتهامات، وكذبتها تكذيباً مطلقاً، وأكد وزير خارجيتها من طهران أنها تهم باطلة، وذرائع لعدوان محتمل على سورية أو على لبنان، ولكن إنكارها هذا لم يحل المشكلة. وكان الرئيس بشار الأسد أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني قبل فترة أن "سورية تقوم بتحضير نفسها دائماً لمواجهة أي عدوان إسرائيلي صغيراً كان أم كبيراً"، مضيفاً: "علينا أن نكون مستعدين في كل وقت وفي كل لحظة لأي عدوان إسرائيلي قد يتم لأي سبب وتحت أي مبرر".

إزاء ذلك ما هي توقعات نشوب حرب أو توجيه ضربات لسوريا؟ وهل تعمل الولايات المتحدة فعلاً على ذلك؟

أسئلة يمكن تلمس إجاباتها من خلال عدم الحسم الأمريكي والإسرائيلي تجاه توجيه ضربة لسوريا، أو لحزب الله، أو لإيران، على اعتبار أن "التحالف" بين هذه الدول وحزب الله والمقاومة الفلسطينية قد أرسى قوة ردعية إلى حد ما استطاعت منع توجيه ضربات.. وهذا التحليل يؤكده اعتقاد أوساط دبلوماسية أوروبية خبيرة بالشرق الأوسط أن الاتهامات التي وجهتها إسرائيل لسوريا بتزويد حزب الله بصواريخ "سكود" قائمة على توقعات استخباراتية أكثر منه على معطيات واقعية.

وإذا كانت إسرائيل قلقة من تنامي قدرة حزب الله العسكرية بعد هزيمتها في لبنان العام 2006، فإن الخطاب الذي حذّر فيه الأمين العام لحزب الله إسرائيل برد قاس إذا ما هاجمت لبنان، يُعتبر من سياسة الغموض التي ينتهجها الحزب وحلفاؤه والتي أثبتت حتى الآن نجاعتها. وأفقدت إسرائيل وأمريكا صوابهما لعدم امتلاكهما المعلومات الدقيقة إزاء تنامي قدرات الحزب.

وفي نظرة واقعية تشير إلى أن صواريخ سكود التي يُتحدث عن امتلاك حزب الله لها، والتي يبلغ طولها 12 متراً، وإطلاقها يستغرق 40 دقيقة، عملياً ليس الحزب بحاجة لها لكي يقصف العمق الإسرائيلي في حالة نشوب حرب، بل صواريخ تتراوح ما بين قريبة المدى والحد الأدنى لمتوسطة المدى، ذلك أن المسافة بين الجنوب اللبناني وتل أبيب هي 114 كلم، وباقي المواقع الإستراتيجية مثل الموانئ والمصانع ومحطات الكهرباء تدخل ضمن مسافة 250 كلم. وعموما، فهذه المسافة ليست بالطويلة نهائياً مقارنة مع التطور الهائل الحاصل الآن في صناعة الصواريخ.

وهذا العامل هو الذي يقلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأن المسافة بين الجنوب اللبناني وإسرائيل تبقى قصيرة عسكرياً، فرغم أن الرادارات قد ترصد الصواريخ، فالجيش لن يحقق نجاحاً كبيراً في اعتراضها بسبب سرعة هذه الصواريخ وقصر المسافة. فالصواريخ الصغيرة أو المتوسطة الحجم لا تتطلب منصات ذات تقدم تكنولوجي معقدة للإطلاق تفادياً لرصدها من طرف أجهزة الرصد العسكرية الإسرائيلية. ورغم صغر حجمها ما بين متر إلى ثلاثة أمتار، فهذه الصواريخ تكون شديدة القوة بسبب نوعية المتفجرات التي تحملها والتي تحولها إلى أشبه بالقنابل العنقودية، حيث تغطي قوتها التدميرية مساحة كبيرة في بعض الأحيان.

وتحدثت مصادر غربية عن احتمالين، الأول امتلاك حزب الله لصواريخ جديدة إيرانية الصنع مجهولة من طرف إسرائيل، لاسيما وأن صناعة الصواريخ الإيرانية أصبحت متطورة ومتقدمة، وإما أن حزب الله استطاع بفضل خبرائه ومساعدة أجنبية صديقة محتملة تطوير صواريخ في مصانع سرية في لبنان وهو ما جعل استخبارات إسرائيل في موقف التائه. وهذا عين ما كُشف عنه من قلق تعيشه إسرائيل من المناورات السورية – التركية المشتركة على الحدود بين البلدين، نظراً إلى عملية توطيد العلاقات بين سورية وتركيا، وخاصة من جهة الدلالات السياسية وإمكانيات توسع هذه العلاقات لتتحول إلى تعاون عسكري حقيقي، بما في ذلك تسليم سورية معلومات وتكنولوجيا حصلت عليها تركيا من إسرائيل، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت).

لذلك، ورغم حالة القلق التي يعيشها القادة الإسرائيليون من تنامي القدرات العسكرية السورية، وقدرات حزب الله، فإن احتمالات شن عدوان واسع على سوريا أو على لبنان في الوقت الحالي تبقى أسهمها قليلة. ويرى الكثيرون أن الاتهامات الإسرائيلية ما هي إلا مزاعم غير صحيحة، تهدف لرفع سوية التوتر وإلزام الإدارة الأميركية على إعادة النظر بموقفها من الاستيطان ومن تطرف حكومة نتنياهو، وتغيير ما لوحت به من سياسة جديدة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وخاصة تلميحات الرئيس أوباما وتصريحات وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وتخويف الداخل الإسرائيلي الذي بدأ يتخوف من الخلافات التي سببتها حكومته مع الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته.

كما توجد تحديات كبيرة أمام حكومة نتنياهو في الداخل أهمها استمرار ائتلافه الحاكم، واستئناف عملية "التسوية" مع السلطة، وتحدي استمرار النمو (الاقتصادي) الإسرائيلي الذي يميز إسرائيل مقارنة مع اقتصاد الدول المتطورة، وتحدي ربط الضواحي مع وسط البلاد. كل هذه التحديات تقلل من فرص الحرب الشاملة، ولكنها لا تلغي هذا الخيار على اعتبار أن العدوان سمة من سمات إسرائيل..

ـــــــ

*كاتب فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ