-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ثقافة التمييز والقهر والإقصاء تعرقل سبيل حوار عالمي ناجح وبنّاء أ.د.
ناصر أحمد سنه* في الوقت الذي سقطت فيه الحدود والسدود،
ورفعت لافتات "الانفتاح
والتعاون والتشارك والإخاء"
حيث تشابكت المصالح والمفاسد
على حدٍ سواء.. تستوقفك وسائل
الاعلام بأحداث متصاعدة،
ومواقف متتالية ذات دلالات
متعددة. ففي نهاية شهر يناير 2007م وعبر إحدى حلقات
برنامج"الأخ الأكبر" Big brother ذائع الصيت في
بريطانيا، عابت ممثلة بريطانية
علي أخري هندية، وسبتها ووصفتها
بأنها:"تتمني لو امتلكت بشرة
بيضاء"، وثارت ضجة كبيرة، في
حين يذكر رئيس بلدية لندن: (أن
واحدا من كل 12 ساكناً عربيا /
مسلماً في لندن يعانون من مستوي
خطير "من التمييز والأحكام
المسبقة")، يضيف أن العرب/
المسلمين:(يـُستهدفون ـ أكثر من
غيرهم من المجموعات العرقية
والدينيةـ بعدد اكبر من الجرائم
التي تُرتكب علي خلفية العرق
والدين، وأن لديهم أدني نسبة
توظيف بين كافة البريطانيين). أما في فرنسا فمنذ ستينيات القرن المنصرم
(1968م)، التي شهدت أحداث الطلبة
الشهيرة، لم تشهد "باريس"
أحداثاً ـ عاصفة ومؤسفة ـ كالتي
شهدتها خلال نوفمبر العام 2005م.
حرائق سيارات، وتخريب بلديات،
واعتداء على مدارس ومحال الخ.
فما هي دوافعها في بلد:"الحرية
والعدالة والمساواة" ؟، وهل
تأتي كرد فعل على ثقافة الإقصاء
والتهميش والقهر والتمييز
العنصرين والأحكام المُسبقة،
التي اعترفت بها الحكومة
الفرنسية؟. في ظل "عولمة إقتصادية".. لماذا
يُستبعد دور العرب؟ وكانت هناك ضجة أخري كبرى كانت قد أثارتها
صفقة اقتصادية عقدتها "شركة
دبي للموانئ العالمية" تتولى
على إثرها إدارة وتسيير عدة
موانئ شحن أمريكية، فقامت
الدنيا ـ في الولايات المتحدة
الأمريكيةـ ولم تقعد.. ثار حكام
ولايات، ودُبجت مقالات، أجريت
مقابلات: "كيف للعرب (بعد
أحداث الحادي عشر من سبتمبر) أن
يشرفوا على نحو ستة موانئ
أمريكية؟"، "إنه تهديد
للأمن القومي الأمريكي؟"،
وفشلت الصفقة. ألم يتم الترويج ـ ليل نهارـ للعولمة
الاقتصادية، وحرية انتقال رؤوس
الأموال عبر العالم؟، ألم يتم
عقد الاتفاقات التي تتعهد بحرية
التجارة والاستثمار العالمي (الجات
وأخواتها)؟، ألا يعقد منتدى "
دافوس" مؤتمرا سنويا يشجع
مظاهر العولمة الاقتصادية؟،
ألا يشترط "صندوق النقد
والبنك الدوليين" إزالة كل
القيود التي تقف أمام حرية
الاستثمار الخارجي لنيل الدول
المزيد من القروض؟، ألم تذلل كل
الصعاب الاقتصادية
والبيروقراطية أمام "
الشركات المتعددة الجنسية"
في بلدان وأسواق العالم الثالث/
النامي؟، ألم تصبح هيمنة تلك
الشركات فوق هيمنة معظم الدول
على اقتصادياتها؟، فهل العولمة
الاقتصادية وقفٌ فقط على
الشركات الغربية دون العربية؟،
وهل تبقى أسواقنا مشرعة
للاستيراد وللاستهلاك دون
المشاركة في الاستثمار
العالمي؟، وهل يجنى ثمار
العولمة الاقتصادية شعوب الغرب
دون العرب؟، أليس في هذا نوعا
جديدا من "التمييز"
الاقتصادي؟. ولله در أمير
الشعراء "شوقي" في "سينيته"
حين يقول: أحلال على بلابله الدوح
حرام على الطير من كل جنس. أين "حرية التعبير والديموقراطية"
الحقيقة؟ وفي عصر العولمة الثقافية.. هناك محاكمات
سريعة، وإقصاء أدبي ومعنوي
واجتماعي لكل من يتجرأ بالنقد
العلمي التاريخي/ الأكاديمي "للهولوكست"،
وأعداد اليهود في محرقة وأفران
غاز العهد النازي، فتلك "تابوهات
ومقدسات" لا يمكن المساس بها،
بينما تلحظ "اللوم والاندهاش
والإدانة" لرد فعل بعض الشعوب
العربية المسلمة عندما يتم
النيل من مقدساتها الدينية
وعقائدتها، فيهان رسولها في
رسوم "كاريكاتورية"،
ويُدنس قرآنها في معتقلات "جوانتنامو"،
وأبو غريب، وافغانستان، ويهرف
"بابا الفاتيكان" علي
الإسلام ويصمه بافتراءات خطيرة..ثم
يُبرر كل ذلك وغيره بشعار "حرية
التعبير"، وعدم المساس بـ"قدسية
الصحافة"، وهناك "سوء فهم (منا)
لتصريحات البابا". وعندما أعيد تشكل خريطة العالم ـ بعد سقوط
الإنحاد السوفيتي السابق ـ
وتفككت إتحادات، واتحدت دول،
وتشكلت أحلاف، مرت غالبها في
هدوء ووداعة وأمان في بولندا
والمانيا الشرقية وجورجيا
وأوكرانيا واستونيا ولاتفيا
وسلوفينيا وصربيا والجبل
الأسود وكرواتيا وتيمور
الشرقية الخ. بيد أنه ظهرت ـ
ومازالت ـ ولادات متعسرة،
ومخاضات دامية، في البوسنة،
وكوسوفا، والشيشان، وكشمير،
وتركستان الشرقية، والصومال
الخ. وعندما قبلت شعوب العالم الثالث النامي
خيار "صندوق الاقتراع"
كآلية ديموقراطية، وفيصلا
للتعبير عن إرادتها
واختياراتها، ضمن أطر الحرية
والشفافية والنزاهة، فكان أن
عبرت الشعوب عن خياراتها
وارادتها، ففاز فصيل من الفصائل
الفلسطينية "حماس". فكان
ذلك بمثابة "زلزالا وتسونامى"
هز الأنظمة الغربية وإسرائيل.
وذلك في دلالة واضحة علي "الإنتقائية
وازدواجية المعايير"، وبخاصة
في وقت تم فيه تجييش الجيوش "لنشر
الديموقراطية علي ظهر الدبابات"
في افغانستان والعراق. في حين
يري العالم ويشاهد صور العقاب
والتجويع والحصار الاقتصادي
الجماعي وإغلاق المعابر،
وتكثيف بناء المستوطنات،
وإقامة الحواجز، وتمدد جُدر"الفصل
العنصري..الخرسانية والفولاذية
، والبحرية"، ثم يأتي أخيرا
العدوان والحرب علي الشعب
الفلسطيني في "غزة"، حيث
تدمر مؤسساته وبنيته التحتية،
وجامعاته ومدارسه عقابا له على
"خياراته، وخوض التجربة
الديموقراطية"، ومن ثم عليه
أن يدفع الثمن من دماء الشهداء
والشيوخ والأطفال والنساء. و"ما أشبه الليلة بالبارحة"، فمن قبل
الفلسطينيين، مارس الشعب
الجزائري حقه "الديموقراطي"
عبر الصندوق الشفاف ايضاً،
ففازت "الجبهة الإسلامية
للإنقاذ"، ولكن قامت الدنيا
ولم تقعد فتم إلغاء الجولة
الثانية من الانتخابات
الجزائرية، ودخل الشعب
الجزائري الصابر في دوامة العنف
وعدم الاستقرار السياسي
والاجتماعي منذ تسعينات القرن
المنصرم. علي اية حال .. فعلي مدار عصورها، وسجل
تاريخها الشفاهي والكتابي،
خاضت البشرية حروبا تستعصي علي
الحصر، تهدأ حينا، فيسود
السلام، وتشتعل أحيانا، فيعم
الدمار والهلاك. فبعد أن يتعثر
أو يتوقف أو يعقم حوار الكلمات
والأفكار والحجج والمواجهة
الفكرية والسياسية والاقتصادية..
و"إستراتيجية الردع " و"الحرب
النفسية".. تأتي الحرب ـ وقد
يكون شنـّها أيسر وأسهل ـ
حواراً بالسلاح، ومحاولة للحسم
بالقوة والمواجهة الحربية،
وتكمل الحروب والضربات ما لم
تكمله الحجج والكلمات، وتستمر
أشواطا، لكنها في ذاتها لم تحل
ولن تحل المشكلات والمنازعات،
لذا يعود بعدها التحاور
والتفاوض لإحلال هدنة أو سلام،
ولكن قد اختلفت صورة الواقع
وتحولت الموازيين إلي هذا الطرف
أو ذاك. كل ذلك قد حدا بالبعض إلي القول: أن السمة
الغالبة بين البشر هي (الصراع/
التصارع)، وان تاريخ البشرية
إنما هو "تاريخ حروب، تتخلله
فترات هدنة وسلام"، فهاهو "عنترة"
يولد في المعارك، ويُسقي من لبن
المعامع: وفي الحرب العوان ولدتُ طفلاً
ومـن لبن المعامع قد
سقيت. ولي بيتٌ علا فلك الثريـــا
تخرُ لعظمِ هيبته البيــوت. فعندما تتبرم النفوس الإنسانية وتسخط
لأسباب سياسية واجتماعية
ووطنية واقتصادية تستولي
عليهاـ لا روح الحياة والعمران
ـ بل روح القتل والخسران. ومن ثم
فلا بد لها من "تخلق"
عدواً، وتفتعل أزمة دموية،
وتفجر حرباً، لتجد من تقتله،
وتظلمه، وتستعبده. وإذا ما تركت
الأمم في بحبوحة السلم ومراعيه
فإنما تسمن وتسمن، فتذهب عيون
بعض الأمم علي شحم الأخرى
ولحمها.. ثرواتها وممتلكاتها،
فالحرب مصفاة لازمة تنقي تلك
الشوائب الفاسدة في الشعوب
والأمم المترهلة. جذور ثقافة التمييز والتهميش والقهر
والإقصاء تستند ثقافات شعوب على أنها"شعب الله
المختار"، وتؤمن "بنقاء
عرقها" المميز والمتميز:"وقالت
اليهود والنصارى نحن أبناء الله
وأحباؤه، قل فلم يعذبكم
بذنوبكم، بل انتم بشر ممن خلق،
يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء،
ولله ملك السماوات والأرض وما
بينهما، وإليه المصير"(المائدة:18).
كما كان العرب قبل الإسلام
يدّعون أنهم "أهل الله "
لسكناهم مكة، ومجاورتهم للبيت،
وقيامهم على خدمة الحجيج،
فكانوا يستكبرون بذلك على غيرهم:"اجعلتم
سقاية الحاج وعمارة البيت
الحرام كمن آمن بالله واليوم
الآخر وجاهد في سبيل الله، لا
يستوون عند الله، والله لا يهدى
القوم الظالمين"(التوبة: 19). كما نشاهد تلك الصور والمجسمات التي تشخص
"مريم العذراء/البتول" في
صورة بيضاء، بينما يصورها السود
ـ في إطار رد الفعل ـ سمراء بلون
بشرتهم. وتظهر
النازية التي ادعت أنه إذا
كان هناك من إله "فليكن
ألمانياً" ، أو أن الإنسانية
ليست بحاجة إلى آلهة:"فالإنسان
يقوم وحده".
وتستند المظاهر والممارسات"الإمبريالية"
علي تطبيقات أجتماعية
واقتصادية وسياسية لـ"نظريات
بيولوجية". فكان التصارع
لتحقيق مصالح الأقوى دون
الأضعف، والأبيض دون الأسود،
والغنى دون الفقير، فتراها تكرس
العنصرية والاستعلاء والإقصاء
وعدم المساواة، والأحكام
المُسبقة، وتبرر الإمبريالية
التي تستعمر الشعوب "البربرية/
المتخلفة"، وتسعى لأبادتها
حرصاً على حياتها، وخوفاً من
رعب الندرة الاقتصادية. وقد
يخفف من حدة الدهشة والحيرة أن
الأنظمة الغربية لا ترى في مثل
تلك الأحداث والمواقف "كيلا
بمكيالين، أوازدواجية معايير"،
بل هو أتساق وفق مصالحها، "
فحيثما تكون المصلحة فثمة قيم
وشعارات ومعايير"، فالعولمة
بشتي صورها مرغوب بها فقط إذا ما
خدمت تلكم المصالح، وليس على
إطلاقها "كلأ مباحاً" لكل
الشعوب. ولقد تجدد الشأن ـ بعد أحداث سبتمبر 2001م،
وظهرت مشاكل الأقليات
المهاجرة من العالم الثالث
وبخاصة العربية
المسلمة، وصعد "اليمين
المتطرف، والنازيون الجدد،
وحليقي الرأس الخ"، وبدا عدم
القبول بالاندماج الكامل لهم، (إلا
بذوبانهم وتخليهم الكامل عن
خصوصياتهم الثقافية والدينية)
ومحاولات التحرش بهم، وتطهير
المجتمعات منهم، لتحتفظ
بنقائها العرقي والثقافي (كما
حدث في البوسنة والهرسك،
وكوسوفا، وتكريس الانقسام
العرقي والطائفي في جنوب
السودان ودارفور والعراق
ولبنان). فكيف يمكن معالجة هذه
المعضلة الكبيرة، وهل من سبل
لحوار عالمي ناجح وبنـّاء؟. نحو حوار عالمي ناجح وبنـّاء. المواثيق الدولية ـ كالإعلان العالمي
لحقوق الإنسان للعام 1948م ـ نصت
فقط على ضرورة صيانة حقوق
الإنسان بغض النظر عن لونه
وجنسه ودينه، لكن دون وضع
الوسائل الكفيلة بضمان ذلك، لكن
ضوابط الإنسانية
العادلة تفرض إحقاق الحقوق
للناس كافة، وهذا التوجه ينبني
على أن طبائع البشر وسنة الوجود
التي اقتضت التنوع والتعدد:"ولو
شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة،
ولا يزالون مختلفين، ألا من رحم
ربك ولذلك خلقهم.."(هود: 118- 119). إنه إعتراف
بالتنوع المنبثق من التوحد،
وتقديم أنموذج لآصرة إنسانية
واحدة:" كلكم بنو آدم، وآدم
خُلق من تراب، ولينتهين قوم
يفخرون بآبائهم، أو ليكونُن
أهون عند الله تعالى من الجعلان"
(رواه أبو بكر البزار في مسنده
من حديث حذيفة). إنها أسرة روحية واحدة تؤمن بجميع الكتب
والأنبياء دون تفريق بين أحد
منهم:"قولوا آمنا بالله وما
أنزل إلينا، وما أًنزل إلى
إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب
والأسباط وما أُوتى عيسى وموسى،
وما أُوتى النبيون من ربهم لا
نفرق بين أحد منهم، ونحن له
مسلمون"(البقرة:136). فالرسالة
الحضارية الإنسانية "وفى
لبها القرآن لا تصلح لأن تكون
محلاً للسؤال عن العلاقة بينها
وبين الشرائع السماوية
السابقة،إذ لا يُسأل عن العلاقة
بين الشيء ونفسه، فالإسلام ليس
اسماً لدين خاص، وإنما هو اسم
للدين المشترك بين الأنبياء
جميعاً، فكلهم أمروا بإسلام
الوجه لله ، فهاهنا وحدة لا
انقسام لها (د. دراز: بحث عن موقف
الإسلام من الأديان الأخرى اُعد
لإلقائه في الندوة العالمية عن
الأديان بباكستان يناير 1958م
وملحق بكتابه:"الدين..
بحوث ممهدة"،
وملحق مجلة الأزهر: بحوث
إسلامية، صفر: 1426، ص 21). ورسالة الإسلام محت وتمحو ما بين
الإنسانية من فوراق الأجناس
والأنساب والألوان واللغات،
وقدمت أنموذجها العلمي
التطبيقي: "بلال" الحبشي،
مع "صهيب" الرومي، وهذا "سلمان"
الفارسي..(سلمان منا آل البيت)،
مع "علي" القرشي لتجمع
بينهم في أمة اصلها واحد:"أيها
الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم
واحد كلكم لأدم وآدم من تراب".
فلا فضل لأحد يتعالى به وباستحقاقه ما ليس
له على حساب الآخرين، إلا
بالمعيار الأساس: التقوى والعمل
الصالح، وهما أعمال كسبية
يتسابق فيهما الناس جميعا
لمرضاة لربهم، وخدمة
لمجتمعاتهم التي يعيشون فيها،
وإنسانيتهم التي ينتمون إليها:"يا
أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله
اتقاكم"(الحجرات:13). لذا لم
تنعم عرقيات عبر التاريخ
بحقوقها المتعددة كما نعمت ضمن
منظومة الحضارة الإسلامية. إن المقاصد العامة التي تبغي حفظ ضرورات
الناس، لا يصلح الأمر إلا بها
وبما يلزمها من حقوق وواجبات،
فإذا ما أنتقص حق فرد فللعدالة
دورها:"وإذا حكمتم بين الناس
أن تحكموا بالعدل"(النساء: 58)،
وللتقاضى والمساواة الكاملة
للكافة أمام القضاء تاريخها
الساطع:"ولا يجرمنكم شنآن قوم
على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب
للتقوى"(المائدة: 8). إن عدم التطفيف بكل أشكاله وأنواعه (الاقتصادي
والاجتماعي والثقافي والسياسي)،
ليحقق العدل والعدالة الحقيقية:"ويل
للمطففين، الذين إذا اكتالوا
على الناس يستوفون، وإذا كالوهم
أو وزنوهم يخسرون" (المطففين:1-3).
ومن سبل تأسيس حوار عالمي ناجح وبنـّاء
إطفاء نيران التمييز العنصري،
والتوجه نحو التنمية الحقيقية (بشرية
ومادية)، وعدالة توزيع الثروات،
ومنع استغلال موارد الدول
الفقيرة، والحث على العمل
الشريف:"من أبطا به عمله لم
يسرع به نسبه"(من حديث رواه
مسلم.)، عبر سياسات اقتصادية
جادة، تحقق المواطنة وتقلل من
الهجرة وأو التهجير. أن "الأمن
الإنساني" مرهون بسيادة "العدالة"،
وسيادة الشرعية الدولية، ومنع
"قانون الغاب"، واحترام
حقوق الآخرين، وعدم مناصرة
المعتدى علي تلك الحقوق، فبهذا
تهتدي الإنسانية بالتجربة
الحضارية الأعدل من كل ما توصل
إليه العقل البشرى، حيث التحرر
الحقيقي :"متى استعبدتم الناس
وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". ويبقي أن البشرية اليوم في حاجة ماسة
لتأسيس حوار بناء تستطيع به أن
تجد حلا لمشكلاتها، وتدير بنجاح
أزماتها المتعددة.. قبل ان تحل
الكارثة الكبري حيث لا ينفع
الندم. ــــــــــــ *كاتب وأكاديمي من مصر ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |