-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مفاوضات
من أجل المفاوضات معن
بشور في الوقت الذي كان مطلوباً فيه من لجنة
المتابعة لما يسمى بمبادرة
السلام العربية أن تخصص
اجتماعاتها وجهودها لدراسة
مصير هذه المبادرة، وإذا ما كان
عليها الاستمرار بالتمسك بها أو
التخلي عنها، نراها من جديد
تجتمع لتوفر غطاءً جديداً
لمفاوضات غير مباشرة بين السلطة
الفلسطينية والعدو الصهيوني
متناسية مهلة الشهور الأربع
التي حددتها سابقاً كفرصة "للراعي
الأمريكي" لكي يمارس ضغطه على
تل أبيب لوقف الاستيطان.... وفي الوقت الذي كان منتظراً من اللجنة
العربية أن تجري تقويماً جريئاً
وواضحاً لما تم تحقيقه في
الأشهر الأربعة الماضية وتتخذ
موقفاً يعتمد على استراتيجية
جديدة في مجابهة تعنت العدو
تعتمد وسائل وآليات فعالة ولا
تكتفي بانتظار دور وهمي
لواشنطن، أتى اجتماع اللجنة
العربية الأخير في القاهرة
ليؤكد من جديد العجز المطلق
للنظام الرسمي العربي عن اتخاذ
أي خطوة تشعر "الراعي
الأمريكي"، ناهيك بالعدو
الصهيوني بوجود الحد الأدنى من
الموقف العربي تجاه الاحتلال
وممارساته. وهكذا تبدو الغاية من المفاوضات "المرتقبة"
هي استمرار المفاوضات المقرونة
باستمرار التنازلات من الجهة
الرسمية الفلسطينية والعربية،
والمقرونة أيضاً باستمرار "الاستيطان"
الصهيوني والتهويد والترحيل
والاغتيال والاعتقال... فيبدو
وكأن الهدف الوحيد منها هو
إخراج الإدارة الأمريكية من
مأزقها المتعاظم حيث لا تستطيع
أن تمارس أي نوع من أنواع الضغوط
على تل أبيب، هذا إذا ارادو
فعلاً أن تمارس هذه الضغوط من
جهة، ويتحالف تريد بالفعل أن
توحي أن "العملية السياسية"
ما زالت مستمرة بدليل الفرص
المتتالية التي يغدقها عليها
النظام الرسمي العربي... أما "الضمانات الأمريكية" المزعومة
فستضاف حتماً إلى سجل طويل من
الضمانات المماثلة سمع بها
الفلسطينيون والعرب لعقود
طويلة ليجددوا أنفسهم أمام
معادلة مرعبة: المزيد من
الضمانات الوهمية لهم والمزيد
من المساعدات الفعلية لعدو
فلسطين والأمة. وأخطر ما في هذا السلوك الرسمي العربي لا
يمكن فقط في تخليه عن وسائل ضغط
فعلية يمتلكها العرب في مواجهة
الاحتلال على الصعد السياسية
والاقتصادية والدبلوماسية، ولا
في تخليه عن ثوابت وحقوق أعلن
النظام الرسمي العربي تمسكه
اللفظي بها في قممه ومؤتمراته
فحسب، بل في هذا العجز، حتى لا
نقول العمى، عن إدراك متغيرات
هامة في الواقع الإقليمي
والدولي حيث أحرز خيار المقاومة
والممانعة نتائج ملموسة سواء في
لبنان أو فلسطين، أو في سوريا
وإيران، ناهيك عما طرأ على
الواقع الدولي من تحولات تراجعت
معه الهيمنة الأحادية
الأمريكية وبالتالي في العجز عن
التصرف وفق هذه القراءة
الواقعية لهذه المتغيرات. ولعل ثنائية المقاومة على المستوى
الشعبي، والمقاطعة على المستوى
الرسمي بما فيها وقف كل أشكال
التطبيع مع العدو، وكل ما يرتبط
بهما، أي بالمقاومة والمقاطعة،
من آليات، تكاد تكون الوسيلة
الفضلى لكسر الحلقة المفرغة
القائمة على تنازلات تقود إلى
مفاوضات غير متكافئة، فمفاوضات
تقود إلى تنازلات غبر مبررة. أما السلطة الفلسطينية التي اعترف
أركانها مرات عديدة بان طريق
المفاوضات هو طريق مسدود، والتي
اكتشفت غير مرة وهم الرهان على
مساندة دولية، وخاصة أمريكية،
فعليها البحث عن طريق غير
مسدود، وهو طريق يعزز نهج
المصالحة حيث لا يصدق احد أن
اجتماع قادة السلطة مع أركان
العدو قائم دوماً، فيما لقاء
رئيس السلطة الفلسطينية مع رئيس
المكتب السياسي لحركة حماس
ممنوع... لقد كانت القيادة الفلسطينية تتمسك لعقود
طويلة بما كانت تسميه القرار
الفلسطيني المستقل، فما الذي
جرى حتى تصبح ملتزمة بالقرار
الرسمي العربي المرتهن بدوره
لمشيئة واشنطن التي تضع في رأس
أولوياتها مصلحة العدو
الصهيوني. أسئلة نطرحها اليوم بكل واقعية، لمن واجه
كل دعوات التمسك بثوابت فلسطين
والأمة بالحديث عن "الواقعية"،
ونطرحها بعيداً عن التخوين
والتشهير لأننا نريد أن نأكل
عنباً لا أن نقتل "النواطير"،
رغم أن بعض "النواطير"
حريصون على أن يقدموا عنبنا
مجاناً إلى سلال العدو. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |