-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الهجمة
على سلوان.. أهداف وسيناريوهات د.
أيمن أبو نـاهيــة* جاءت
صرخة سلوان ردا على استفزازات
الاحتلال وقطعان مستوطنيه
لعزمهم استبدال الحي بإنشاء
حدائق تلمودية تكون متعددة
الأهداف والإغراض: أولا ربط
الهياكل التي أنشئوها مؤخرا
ببعضها البعض، ثانيا محاصرة
المسجد الأقصى المبارك ومنع
المصلين، ثالثا أنشاء محطات
للقطار الذي ينفذ أسفل القدس،
رابعا استهداف ديموغرافي
جغرافي ديني يهدف لتغيير
التركيبة السكانية ومعالم
المدينة وإنهاء الوجود العربي
في القدس بالتضييق على
المقدسيين لإجبارهم على الرحيل
من ديارهم بتنفيذ ما يسمى بخطة
2020 لطرد 20% من سكان القدس خلال 10
سنوات القادمة خارج جدار الفصل
العنصري وبالتالي تصبح هيكلية
المدينة بصورة يهودية، خامسا
النية الصهيونية الآن تتجه إلى
تقسيم المسجد الأقصى المبارك
ومحيطه وعزل البلدة القديمة
كليا عن الأحياء الفلسطينية
المحيطة بالقدس بإنشاء حزام
استيطاني يبدأ من الشيخ جراح
وينتهي في حي البستان وحي سلوان
والسيطرة الدينية الكاملة ليس
فقط على المقدسات الإسلامية بل
والمسيحية كذلك، سادسا وهو
الأهم تهويد المدينة بالكامل في
أسرع وقت ممكن لإخراجها من نطاق
أي حل بشأنها. فإذا
كان الحديث عن حدائق فلماذا لا
يذهبوا لحدائق نيكاراغوا أو
كاليفورنيا وغيرهم من الحدائق
المشهورة ليقيموا عليها كيفما
يشاءون الطقوس والشعارات
التلمودية. أما القدس فهي مدينة
عربية ووقف إسلامي لما فيها من
مسجد الأقصى مسرى الرسول الكريم
(صلى الله عليه وسلم) وقبة
الصخرة المشرفة ومنبر صلاح
الدين ومسجد سيدنا عمر ومساجد
كثيرة تعود إلى عصور الإسلام
بالإضافة لوجود الكنائس
المسيحية ومقابر ومباني أثرية
حضارية تنطق بالعربية
والإسلامية والمسيحية. فالحقد
الصهيوني منصب جله على المدينة
المقدسة والمسجد الأقصى، فمنذ
احتلال المدينة عام 67 فقد تم رصد
ما يزيد على 1250 اعتداء عليه، وفي
هذا العام فقط
أكثر من 60 اعتداء واقتحام، وهذا
الحقد والتصارع الصهيوني يدلل
على 3 سيناريوهات هي: أولا
المؤسسة الصهيونية تريد إرسال
رسالة للعالم العربي والإسلامي
أن القدس يجب أن تكون مدينة
يهودية بالكامل وعاصمتها
الأبدية، كما ولم تخفي إعلان
عبرانية الدولة، لذا يتعمد
الاحتلال بالسيطرة على كل مكان
فيه تجمع عربي كما فعلوا في حي
سلوان ومن قبله في جبل أبو غنيم
وحي الشيخ جراح ورأس العمود،
بشن هجمات واقتحامات واسعة وزج
المستوطنين لإظهار الشعائر
اليهودية فيها تمهيدا
لتهويدها، ثانيا أن الجيش
الصهيوني يخطط لمرحلة ما بعد
هذا الحدث وهو جعل المسجد
الأقصى ساحة للتدريب فالجيش كان
يوزع العناصر التي تبيت ليليا
متخذين من ساحة المسجد الأقصى
مكان للتدريب وهذا ما أعلنه
رئيس الشرطة الصهيوني الذي قال:
"استطعنا تنظيف ساحات المسجد
الأقصى في اقل من ربع ساعة"،
وهذا يعني أنهم يتدربون كيف
يمكن إخلاء المصلين والمعتكفين
من ساحات المسجد وحتى من داخل
المسجد، كي يفرض الاحتلال واقعا
لتقسيم زمني للعبادة بالمسجد
الأقصى، بهدف إعطاء المستوطنين
الجزء الأكبر في اليوم للصلاة،
بحيث تفتح للمسلمين فقط في
مواعيد صلاتهم، لذا اعتقد أن
هناك اقتحامات صهيونية قادمة
والسيناريو سيتكرر بشكل أسوء،
ثالثا وهو الأخطر -كما أشرت
سابقا- أن الحلم الصهيوني تحقق
جزء منه بالسيادة على كل
الأماكن والإحياء المحيطة
بالمسجد الأقصى لكي تنشئ بدلا
منها معابد وحدائق تلمودية.
وبالتالي لابد من فهم الموضوع
من 3 اتجاهات كالتالي: أولا
تأتي هذه الهجمة على سلوان
متزامنة مع دعوات ميتشل وتلهف
عباس لإطلاق المفاوضات
المباشرة وغير المباشرة، لكن
جاء الصمود الأسطوري لأهلنا
بالقدس في وجه السرطان
الاستيطاني والاستفزازات
الصهيونية ليقلب المعادلة
ويكشف المؤامرة. ثانيا
التضامن الشعبي في الضفة
والقطاع لمواجه ما يخطط ويدبر
في القدس وان لا يقتصر الأمر
برفع الشعارات فقط، بل بذل
الجهود الجبارة لرفع الضيم عن
المدينة فالموضوع ليس مؤتمرات
تعقد هنا وهناك بل اتخاذ قرارات
للتنفيذ على ارض الواقع. ثالثا
يجب التحرك على المستويين
العربي والإسلامي بنفض الغبار
من على طاولة لجنة القدس في
منظمة المؤتمر الإسلامي بعقد
اجتماع طارئ بسبب خطورة الوضع
في القدس والمسجد الأقصى
ومقدسات المسلمين والمسيحيين
عموما، وتقديم الدعم المادي عبر
صندوق القدس، فكل ما تبرع به
العرب والمسلمين خلال العامين
الماضيين هو 8 مليون دولار فقط
ولم يصل منهم إلى الصندوق حتى
اللحظة أي شيء، بينما تبرع
الملياردير الصهيوني الأمريكي
المعروف "ميسكوفيتش"
لمستوطنة رأس العمود بمبلغ قيمة
34 مليون دولار، وبالمناسبة رصد
الاحتلال لهذا العام ميزانية
تقدر بمليار ونصف المليار دولار
لتنفيذ البرامج ومخططات
الاستيطانية العملاقة بقلب
المدينة وغلافها. ـــــــــــــــــــ *أستاذ
الاجتماع والعلوم السياسية –
غزة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |