-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
على
ماذا نتفاوض؟! د.
أيمن أبو ناهية* منذ
العقدين السابقين والمفاوضات
الفلسطينية مع دولة الاحتلال
تسير في نفق مظلم، ولا تصل إلى
بصيص من الأمل في جدوى هذه
المفاوضات العبثية، حيث أن
الجانب الصهيوني يريد الحصول
على السلام والأرض معا، دون أن
يترك للجانب الفلسطيني الحد
الأدنى من الشعور بالعيش في ظل
كيان سياسي قابل للحياة، لكن
السؤال: هل يمكن أن تحقق
المفاوضات المزمع إجرائها ما
عجز أوسلو وغيره عن تحقيقه؟ ما
نشاهده اليوم أن المفــاوضات
تعطي لدولة الاحتلال مزيد من
الوقت لاستكمال الاستيطــان
وبناء جدار الفصل العنصري
والمزيد من الاغتيالات
والعدوان والتطويق والحصار
والإبعاد وترفض الاعتراف بحقوق
الشعب الفلسطيني في مقدمتها
قيام الدولة الفلسطينية
المستقلة، مــما جعل الجمهور
الفلسطيني يتساءل؛ على ماذا
نتفاوض؟ إذا كنا نلهث بالمطالبة
بدولة في حدود الرابع من يونيو/حزيران
67 التي لا تزيد عن 22% فقط من
مساحة فلسطين التاريخية، وحتى
في حال موافقة المفاوض الصهيوني
على دولة فلسطينية محدودة، فلا
يمنح موافقته بلا شروط، إذ
يتدخل في تفاصيل حدود هذه
الدولة، ومقدار السيادة
المقيدة بممارستها داخل إطار
هذه الحدود، وشروط تشغيل
المعابر سواء البرية منها أو
الجوية أو البحرية بما يضمن
لدولة الاحتلال الأمن وحصولها
على مساحات واسعة وفسيحة لتوسع
حدودها على حساب الفلسطينيين. **** أما
بالنسبة للقضايا الأساسية،
كالقدس واللاجئين والمبعدين
والمياه والحدود وتكوين جيش
مسلح لهذه الدولة الوليدة، لا
نعرف ما إذا كانت ستدخل ضمن
المفاوضات بشأن الدولة أم لا؟،
لان جميع هذه القضايا تواجه من
قبل الاحتلال بالرفض التام. فكل
الاتفاقيات من أوسلو إلى شرم
الشيخ إلى طابا مرورا بتفاهمات
روس ورايس وميتشل السابقة
والمطروحة وغيرها هي اتفاقات
أمنية بالدرجة الأولى، تطلب من
الفلسطينيين أن يحافظوا على أمن
المستوطنات، وعلى الكيان
الصهيوني مقابل أن يعيشوا في
كانتونات، مقطعين الأوصال،
يعملون ويأكلون وينامون فقط. **** فكيف
بالله عليكم تكون "الحياة
مفاوضات" كما اسماها كبير
المفاوضين، صائب عريقات، في
كتابة الجديد؟! هل لأنه يعشق
المفاوضات وأصبح مدمن عليها من
أجل الشهرة فقط؟! أم لأنه يريد
أن يحترف فيها على المدى الطويل
بعد أن أثبتت التجارب الماضية
قلة خبرته وضعفه هو وفريقه في
التفاوض أمام الطرف الآخر، وكان
هذا إحدى الأسباب الرئيسية في
فشل المفاوضات؟! لا
اعتقد أن التفاوض النابع من
موقع الضعف قد يكون مجديا في
مجابه الاحتلال الذي يتحدث من
موقع القوة، وهذا ما رأيناه
بالفعل طوال فترة المفاوضات
السابقة، حيث أننا لم نلمس شيء
قد تحقق على ارض الواقع. كما لا
اعتقد أن نكون منساقين في دوامة
التفاوض بتقديم التنازلات تلو
التنازلات وأصبحنا لا نستطيع
"استرداد ما تم أخذه لا
بالقوة ولا بالتفاوض"! كما
قال شامير قبل 20 عام، "بأنه
سيجعل من المفاوضات مع العرب ما
يمتد لعشرات السنين"، حتى
يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيق
أهدافه العدوانية في فلسطين
والوطن العربي. **** لم يسجل
التاريخ أن أرضا احتلت قد عادت
بفعل التفاوض، في ظل غياب
موازين القوى بين المحتل الذي
يغتصب الأرض، وبين صاحب الحق
الشرعي، إلا في أبجدية السياسة
العربية و"سلطة أوسلو"،
التي وضعت نفسها وشعبها في حالة
من التردي والضعف، بفعل عدم
السماح للأمة بجماهيرها بالعمل
على استعادة ما اغتصب من أرضها،
ولم يسجل التاريخ أيضا أن النصر
لم يكن حليف المقاومة،
فالمقاومة وحدها هي الخيار
الاستراتيجي لاسترداد الحقوق،
وأما التفاوض فمرحلة لاحقة تكون
عندما يعترف بالحق المشروع
لأصحاب الأرض المغتصبة. فالتفاوض
في ظل الاحتلال يعتبر عبثي وغير
شرعي، مادام هذا الاحتلال لا
يعترف بحقنا المشروع في وطننا،
كما وإغلاق الأبواب في وجه
وسائل المقاومة يؤدي إلى عبثية
التفاوض، لان العدو لا يمكن بأي
شكل من الأشكال التسليم بالحق
المشروع، ما لم تكن هناك قوة
تجبره على هذا الاعتراف، وفي
غياب المقاومة وتبني شعار
السلام كخيار استراتيجي، فان
التفاوض مساهمة في تحقيق العدو
لأهدافه في الاستيطان، وابتلاع
المزيد من الأرض والعمل على
تهويدها. ـــــــــ *أستاذ
الاجتماع والعلوم السياسية –
غزة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |