-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشخصية
الإنسانية.. و تجليات
"العولمة الثقافية" أ.د.
ناصر أحمد سنه* ليس
عليك إلا أن تجول بناظريك جولات
سريعة في تجليات
"العولمة"، وبخاصة
الثقافية منها، لتقف علي ظاهرة
مفادها أنه: كلما قطعت البشرية
أشواطا من تقدمها وتطورها
وعقلانيتها.. طفت علي سطح
أنشطتها وأسلوب حياتها مظاهر
شكلية، بل وأحيانا"أزمات"
جلية، مما قد يُعطل مسيرة
تقدمها، ويُـغطي جوهرها بأقنعة
متعددة. ظاهرة تستدعي تساؤلات،
ومحاولات حلول: هل سقطت جوانب
الشخصية الإنسانية ، وملامح
الثقافة المعاصرة في " فخ
العولمة" و"أزمتها"؟،
وكيف يمكن الهروب من ذلك"
الفخ"؟. ذهب
العلم ـ في بعض مراحل تقدمه ـ
إلي البناء العلمي علي الصفات
الأولية الكمية للموضوعات
والأشياء/ والتي يمكن قياسها
(كالأبعاد والأوزان الخ)،
وتجريد وتنحية صفاتها الثانوية
النوعية، وكل ما لا يمكن قياسه
أو اختباره معمليا (كالشكل
واللون والرائحة..
و"الجماليات الكامنة
فيها")،..أي فصل الكم عن
النوع، وفصل المراقب عن "
الاندماج" في الظواهر،
واستجلاء كنهها، مما انشأ
"علماَ كمياً"، كان
رواده"ديكارت وسبينوزا
ودارون وفرويد وآخرين"،
وبلغت هذه المدرسة العلمية
مداها بالتأكيد علي: ثنائية
الجسم / الروح، عندها بدت ظواهر
العقل غير مفهومة وغير قابلة
للإيضاح، فنالت المادة حظها
الأوفر من البحث، وازداد اهتمام
العلوم بالتركيبات العضوية
والآليات الفسيولوجية علي حساب
عمليات العقل والتفكير والسرور
والحزن والشعور الجمالي
والوجداني.. لقد فاز العلم
الكمي، وسادت الآلة، وانحل
وتجزأ الإنسان وأنشطته
الثقافية. شيدت
المصانع والشركات الضخمة،
وناطحات السحاب، وتيارا جارفا
من التقنيات والماديات والأطر
الاجتماعية والثقافية تقيد
الإنسان وتربطه بالآلة، وتكرس
تبعيته للمادة، وتُـلح علي
تنمية جوانب "كمية ظاهرية
تجميلية" تتناسب و"الشخصية
التسويقية" ومتطلبات السوق،
وسيادة"الأخلاق الصناعية".
واستثمارا لـ "قلق" الذات
البشرية بشأن وجودها المحدود
الموقوت المعرض "للفناء"،
أو" فناء" الأشياء عنها،
فتم دفعها دفعا، لتخضع لمغريات
الاستهلاك الشره (إبقاء لخطوط
الإنتاج المتعاظم Mass
production، وتثميراً للربحية الرأسمالية
وانطلاقاً لعجلة اقتصاد
الشركات المتعددة الجنسية Multi-National
Companies، وتغرها إغراءً ـ إعلانا
متداخلا في صميم الإعلام بلا
تمايز ـ لتلهث خلف لذة وقتية أو
نشوة عابرة، إدماناً علي
المخدرات والمقويات
والفيتامينات لتضخيم العضلات..
وترويجاً لثقافة الانعزال
والسلبية وانتظار"الجوائز
المليونية"، وإدماناَ علي
"الجوال/ الإنترنت"، فهل
الإنسان مجموعة من الحاجات
والغرائز والدوافع، إذا لُبيت ـ
استهلاكاً وإشباعاًـ تحققت
كينونته؟. كسلاً
وترهلا، دون بذل الجهد الخلاق،
أو العمل الجاد، بل الذهاب
بعيدا في الإسراف في الاهتمام
بمطالب الشخصية الظاهرية حسب
المقاسات المطلوبة "نيو
لوك"، وسيارات مسرعة.. شعورا
بالتفوق والغلبة "لقهر"
الزمن، وحوادث مفجعة، ونمطا
حياتيا وغذائيا يفاقم المشاكل
الصحية وانتشار الأمراض
المعدية وغير المعدية, ويجلب
سمنة وسكرى وعللا بالقلب
والدماغ، ثم سعي حثيث لمعالجتها
التماسا للرشاقة والصحة
والعافية.. وأزمة تلوث وتلويث
البيئة، وتغيرات مناخية كبيرة
يشهدها كوكبنا، ومشكلات الفن
والعلم (الذي أنتج القنابل
الذرية والهيدروجينية)،
وإشكاليات الهندسة الوراثية،
والتقانة الحيوية Biotechnology)) ، والتي انطلقت من عقالها، لتغيير
التركيب الوراثي للكائنات
والزراعات، ونقل وزراعة
الأعضاء (عصابات القتل وتجارة
الأعضاء وخطف الأطفال لبيع
أعضائهم)، كما إن تجليات
العولمة الاقتصادية التي تعترف
فقط بمن يملك المال، يكرس
"مجتمع الخمس"(20 % أغنياء
يحوزون 80% من الدخل العالمي)،
مكرسا أحقية البقاء للأغنى، فهم
الملاك الحقيقيين للثروة،
والأحرار في التصرف فيها كيفما
يشاءون، وموت الأضعف عبر
المجاعات والأوبئة والحروب..
نمطا يسحق في طريقه الباحثين عن
أشياء أخري غير المال. منحنيات
ودروب وتحولات متسارعة ومتغيرة
أفقدت "الذات العولمية"
كثيرا من الإرادة والوعي بما هو
قادم، مما أضعف بدن المرء
ونفسه، وغيب تفرده وفرادته.
فبات البعض يوصي بتجديد القيم
والثقافات لتتلاءم وهذه
المنحنيات والدروب والتحولات
المتسارعة!. بينما برزت تحذيرات
من " النهايات".. نهاية
الحياة المعاصرة عندما تطغي
الآلات وينكشف للإنسان عجزه عن
أداء دوره في مواجهة تلك الآلات
والتقنيات تلك التي
"نستعملها أم تستعبدنا؟"،
لكن مادام الإنسان المعاصر
محاطا بأسباب الرفاهية ومعجزات
التقنية وما أتاحته من قسط وافر
من الحرية والتحرر، بعد طول
نضال ضد طغيان الدولة والإقطاع
والكهنوت، فلن يدرك كم هي عاجلة
إعادة صياغة أنماط معيشية
"إنسانية" بديلة عن
"الصناعية" العولمية. كما
إنها في ذات الوقت "لمأساة"
تلك المتمثلة في عجز المرء عن
الإفلات من أنماط حياتية
استهلاكية قاهرة ومفروضة عليه. ومهما
يكن من أمر تحديد تعريفها
وملامحها وخصائصها وتجلياتها
"وتناقضاتها"، فإن منظري
"العولمة" ومروجيها يقولون
بسمات لها، ومعالم سادت العالم،
بينما يرى معارضوها أنها تعيش
"أزمة" خانقة تستصرخ
لإنقاذ "إنسانها
ومجتمعاتها" من مشكلات
اقتصادية وسياسية وعنصرية
واجتماعية، وتلاشي دور الأسرة،
وشيوع المخدرات، والرقيق
الأبيض والجريمة والعنف،
مدللين على ذلك بأنه كلما اجتمع
الأغنياء الثمانية الكبار، أو
حينما تؤجج الرأسمالية الحروب،
أو تحدث مجاعات وكوارث، أو تحدث
انتهاكات حقوقية وإنسانية
وثقافية، تخرج حشود هائلة من
أحزاب"الخضر"، والنقابات
العمالية، والمنظمات الأهلية
لتؤكد معارضتها: مظاهر العولمة
السلبية وافتعال الحروب وعدم
عدالة توزيع الثروات، وتكريس
الفقر والأمية والديون
والأمراض، والاعتداء على
الثقافات. "فـَـخ"
العولمة ـ علي حد تشخيص كلا من
هانس- بيتر مارتين، وهارالد
شومان، عالم المعرفة:238، أكتوبر
1998م ـ وتجلياتها التي لا تلقي
بالا للخصوصيات والفروق
الثقافية والحضارية، فعلي
الرغم من "القرية الكونية،
وثورة الاتصالات"، هل تم
استخدام الكم الهائل من
المعلومات في عصر العولمة
لمصلحتنا الحقيقية؟، وهل يمكن
أن تكون المدرسة والجامعة (مهما
كانت حالتيهما) بديلا عن التعلم
الفردي والتثقيف الذاتي
المستمر، وهل ثمة ثقافة تلك
التي تجدها عند أطراف أصابعك
بغير كد أو تعب؟، وأي بهجة تلك
التي تلمس فيها المشاهد بظواهر
حواسك بغير إعمال ذائقتك
الجمالية والثقافية لتندمج في
جمالياتها؟، وأين ذلك من تكريس
ثقافة شعبية في ثوب رديء، ينتج
ذوقا رديئاً Bad Taste،
وتتلاعبا بالصورة "
وثقافتها" في أسوا فنياتها. وسيطرة
الآلة علي البشر واستبدال
العلاقة معها بالعلاقات
الأسرية والاجتماعية أضعفت
جوانب وجدانية ونفسية وأسرية
واجتماعية وإنسانية ما أوجد
ملامح التفسخ والتفكك
والاغتراب والانعزال والعنف
(هاجس البشرية هو الأمن،
ولتحقيقه يتم تملك السلاح
والأنفاق الهائل عليه: 800 بليون
دولار سنوياً ، وهو في ازدياد
ليلتهم موارد التنمية)، فلقد
تأخر الوعي الإنساني بقدر ملحوظ
مقارنة بما صنعه من تقدم تقني،
وبات في مأزق كما ذكر"
بوكانان" في "الآلة قوة
وسلطة": كيف يوجه قوة
التكنولوجيا لخير البشرية وليس
تدميرها؟.
إن ذلك العلم الكمي
والتكنولوجيا وسيطرة المادة لم
تنجح بالإنسان، ولم توصله لشي
نافع ومجدِ، علي حد قول ألكسيس
كاريل في كتابه:"الإنسان ذلك
المجهول"(الهيئة العامة
للكتاب، 1973م)، إذ لا يمكن اختزال
الإنسان في جانب واحد فقط مادي
أو روحي، واختزاله الروحي كمثل
اختزاله الكيمائي المادي.
واللافت للنظر أن الإنسان عن
طريق العلم والتقانة يمد يده
يريد احتواء العالم بأسره..
رغبة دفينة في تحقيق حاجاته
للتملك والخلود، ولكن المزيد من
الأشياء لم تحقق المزيد من
السعادة، هكذا خلُص "إيريك
فروم" في سؤاله الهام: نتملك
أم نكون؟.."الإنسان بين
الجوهر والمظهر"،عالم
المعرفة:140، أغسطس 1989م ، فهل من
ثقافة التوازن والاعتدال
والتوسط يعيد للإنسان ما سلبه
ويسلبه نمط حياته في ظل
العولمة؟ وهل له أن ينقذ نفسه
عبر تلك الثقافة؟.
المدرسة
العلمية الجديدة وروادها أمثال:
أينشتين وهايزنبيرج وبور
وشرنجتون وأكلس وسبرى رأت ـ
وبعد دراساتها المتعددة
في الفيزياء وعلم الدماغ
والوراثة ـ إعادة الاعتبار
للصفات الثانوية وللنوع، إذ أن
الأشياء التي لا يمكن قياسها في
الإنسان ـ علي وجه الخصوص ـ اكثر
أهمية من تلك التي يمكن قياسها.
ودعت لاختفاء الثنائية، وإعادة
المادة لوزنها الصحيح بجوار
النفس، وإعادة وضع العقل
والأخلاق في المادة، وتناغم
الروح مع الجسد لتصير الظواهر
العقلية والنفسية والفسيولوجية
ضمن مسار واحد من الاهتمام،
وبحثت عن سُبل التناسق والتناغم
الداخلي في الكون، مع دمج
المراقب والمشاهد للظواهر فيها
كجزء لا يتجزأ منها، لكن قد تبدو
دراسة النوع اصعب من الكم
فعقولنا تفضل الجوانب القاطعة
الحاسمة القابلة للقياس
لكن هل ينبغي للعلم أن يتقدم
لذاته فقط ومن أجل رشاقة وسائله
وجمال توهجه، دونما هدف أسمي
وأعلي .. فائدة الإنسان
والإنسانية.. المادية
والروحية؟؟. (العلم في منظوره
الجديد: روبرت
م. أغروس، وجورج ن.
ستانسيو،عالم المعرفة:134،
فبراير 1989م). إن
إيجاد التوازن بين الإنسان
وعالمه المحيط، وصياغة نمط
حياتي جديد "طريقا ثالثا"،
أمرا ليس بمستبعد أو صعب
المنال، والفرار من أنماط حياة
لا ترضينا إلي أخري ترضينا
احتفاظا بثقافتنا دون تقليد أو
استيراد يمثل هروبا من
"الفخ" / "الشبكة". بساطة
واقتصاد واعتدال وصراحة وصدق
وعرفان لما لنا وما علينا،
وأداء الواجب واحترام حقوق
الآخرين، وتفعيلا لجماعات
المجتمع المدني والجمعيات
الأهلية المحلية.. وصياغة جيدة
وجديدة للعلم والعلوم البيـنية
وأخلاقياته، (علما بغير تدمير)،
وللتعليم وطرائقه( تعليما
ابداعيا ومستمرا)، وللأعلام
ووسائطه،(إعلاما حرا صادقا)،
وللفن وإبداعاته (جمالا بغير
ترف)، وللثقافة وسبلها (ثقافة
بغير راحة).. عودة إلي طبيعتنا
وبعدا عن لبس الأقنعة كل
الأقنعة (فأما الزبد فيذهب
جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث
في الأرض، كذلك يضرب الله
الأمثال) الرعد/17. ويكمن
الهروب من الفخ/ الشبكة..عبر
استعمال طرق وأساليب حياة اكثر
توافقا وتوفيقا (كما أشار السيد
يسين: العولمة والطريق الثالث،
1999م): توفيقا بين الفردية
والجماعية علي شتي الصُعد، بين
عمومية الديموقراطية وخصوصية
التطبيق، بين الاستقلال الوطني
والاعتماد المتبادل، بين الأنا
والآخر.. مجتمعيا وحضاريا، بين
المصلحة القطرية والمصلحة
الإقليمية، بين الأعلام القطري
والعالمي. ومعالجة
الاقتصاد العولمي الذي
"انتقل من اللامساواة إلى
اللاإنسانية".. ليكون علما
إنسانيا حقا وليس مجرد حسابات
وأسواقا اقتصادية،، وتأكيدا
علي قيمة العمل، وبعدا عن
التبطل والاحتكار والاستغلال
والجشع والغش، تقنيات بغير
مصانع مستعبدة، وصناعات خفيفة
وصغيرة وبعيدة عن"لعنة
المصانع"، مجموعات صغيرة
عائلية في المنزل أو غيره (الصين
والنمور الأسيوية)، يحفظ القيمة
الإنسانية ويبعدها عن أن تكون
ترسا في آلة، فكما للبشر حاجات
بدنية جسدية، تلبي عبر تحديث
الإنتاج والعمل واستهلاك
الطعام و الشراب والملبس
والمسكن والسيارة و"أوقات
الفراغ والمتعة"، لهم أيضا
"معني وأهدافا لحياتهم"،
وحاجات روحية ونفسية.. يتألمون
ويفرحون ويفكرون ويشعرون، فمن
المفيد البحث خلف الأزمات
المالية والاقتصادية فقد تكون
في الأغلب أدبية ثقافية عقلية
الخ. وعلي
الطب أن يبذل جهودا مضاعفة من
أجل الصحة الروحية كما البدنية،
ومنع الأمراض النفسية والعقلية
كما منع الأمراض المُعدية
العضوية، فلماذا تكون العادات
السلبية المسؤولة عن الأمراض
العضوية ضارة دون العادات
المؤدية للفساد والأجرام،
ويتزامن الجانب النفسي/ العقلي
مع الفسيولوجي العضوي.
فإعادة
حيوية الإنسان وشخصيته ونمط
حياته المتوازن وفق إطار ثقافي
اجتماعي واضح المعالم ولا يمكن
فهمها بمعزل عنه.. تأثيرا
وتأثرا. فإذا كان من الصعب
التدخل الكبير في المنظومة
الوراثية للأفراد، فلا اقل من
اختيار البيئة الثقافية
المناسبة التي يتفاعل معها هذا
التركيب الوراثي في تكامل
وانسجام. يقول"الكسيس
كاريل":"عندما اعترف
المجتمع العصري بالشخصية كان
عليه أن يؤكد أن لكل فرد صفاته
الخاصة غير المتماثلة مع
الآخرين، وعليه تنمية صفاتهم
الفردية التي يتفردون بها ..
فينفعون وينتفعون
بها.. ففي ملائمة الفرد مع وسطه
وعمله، النفع والانتفاع
والسعادة، تأكيد الكينونة
والذاتية والسعادةـ يمكن أن
يكون بعيدا عن استعراض الثروة
أو الجاه أو المنصب. إن
الرضا عن شكل المرء، وغني
جوهره، وقوة الإرادة الحاكمة
والممانعة لتسليع كل شئ حتى
ملامح شكله، سيدفعانه للتصالح
مع النفس .. وعدم السعي لإرضاء كل
الغرائز، فإرضائها إرضاء كاملا
يوردها مواد الهلكة، فضلا عن
أنه سبيل انحلالها "أن الله
لا يحب المسرفين"، و"علاقة
التصالح والصداقة" لن تدفعه ـ
دونما ضرورة ـ إلي" نيو
لوك" يتماشي مع أخر صيحة، أو
إسراف غذائي ممرض، أو إدمان
قاتل، أو عنف مدمر.
إنه توازن وفعالية لتحسين
الحياة، وحالة نشاط وتناسق لا
ينقطع، فالأعضاء تنمو بالتدريب
الملائم فإذا أراد المرء تقوية
ـ لا الأعضاء فقط ـ ولكن كل ما
يهيمن علي عمل هذه الأجهزة، فلا
مفر له من رياضة للبدن والنفس
والروح سواء بسواء. صفوة
القول: إن عدم التهافت علي
الأشياء المادية، ومحاولات
الهروب من " فخ العولمة"،
يُعلي من فضائل النفس
الإنسانية، ولا يستذلها أو
ويورطها في دعة قاتلة، يقول ابن
المقفع:"واصل الأمر في
المعيشة ألا تني عن طلب الرزق،
وأن تحسن التقدير فيما تكسب وما
تنفق، ولا يغرنك من ذلك سعة تكون
فيها، فإن أعظم الناس خطرا
أحوجهم إلي التقدير".
والامتلاء الداخلي والغنى
الوجداني والشعور بالإشباع يقف
حاجزا مانعا والرغبة الدفينة في
التملك والمزيد من التملك،
فالتملك يولد المزيد من العطش،
ولذة التملك الخارجية عابرة
مؤقتة عرضة للتحولات وما أكثرها
.. ولكن يوما
بعد يوم يتأكد أن الهروب من "
فخ" العولمة تتأتي أول خطواته
كما أخرها من داخل المرء لا من
خارجه. ـــــــــــ *كاتب
وأكاديمي من مصر ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |