-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 09/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الماسونية تغزو فلسطين

عبد الستار قاسم

ناقوس الخطر الماسوني في فلسطين يدق منذ زمن بقوة، ودقاته تزداد عنفواناً وقوة مع الأيام، ونفوذ الماسونيين يزداد يوماً بعد يوم، وأعداد الماسونيين في تزايد. نشاطات ماسونية تجري في الضفة الغربية، وهناك محاولات استقطاب لأناس من أصحاب النفوذ والتأثير في المجتمع، الأمر الذي يُشكل تهديداً جديداً وخطيراً للشعب الفلسطيني والوطن الفلسطيني. الماسونية عبارة عن تنظيم خطير جداً، وهو أخطر بكثير من الصهيونية العالمية، وهو يعمل بدأب وصمت، ويُحقق إنجازات كبيرة لصالح حاخامات اليهود الساعين إلى السيطرة على الشعوب، أو على الأقل، إلى تلويث الثقافات وتتفيه أفكار الشباب والشابات، وتقليصهم إلى مجرد مستهلكين مبهورين "بمتع" الحضارة الغربية.

 

تأتي أخطار الماسونية من التالي:

أولاً: الماسونية عبارة عن تنظيم تاريخي نشأ في بابل، وكان مقصده العودة إلى الأرض المقدسة وبناء هيكل سليمان لأنه رمز المحبة والسلام. ومن هنا أتت كلمة "الماسونية" التي تعني حركة البنائيين: أي الذين يعملون على بناء الهيكل. تجددت الحركة بأسلوب جديد في العصر الحديث، وهدفها النهائي هو إقامة هيكل سليمان في مدينة القدس، على اعتبار أن السلام في العالم لن يقوم إلا ببناء الهيكل.

ثانياً: الحركة الماسونية يقودها ويوجهها يهود، لكنها تشمل في عضويتها أُناسا من الديانات والجنسيات المختلفة. لقد رأى هؤلاء القادة أنه من المهم تجنيد الآخرين من أجل خدمة أطماعهم وأهدافهم، وإنما بصورة سلسة غير منفرة، ومشجعة أحياناً. طبعاً العضوية فيها غير مفتوحة للجميع وإنما يُركز قادتها على أصحاب القرار والنفوذ والفكر مثل الحكام والوزراء وأصحاب المال والفكر، ذلك لأنهم يُريدون الاستحواذ على القرار في الدول، وأن يطمئنوا أن الدول التي تنتشر فيها الماسونية لا تتخذ قرارات لا تخدم اليهود أو تُعادي سياساتهم. والعضوية فيها مقتصرة على الرجال دون النساء.

ثالثاً: يتوجه الماسونيون إلى الأشخاص الذين يُشكلون عناصر جذب بإسم العمل الخيري والاجتماعي الذي يعود بالخير على جمهور الناس بخاصة المحتاجين منهم. يظهرون في البداية على أنهم "ملائكة" يسعون نحو خير البشرية وخدمة اليتامى والأرامل والدفع بالبلاد إلى الأمام في مختلف المجالات. ولهذا يظن المستهدفون بداية أنهم سيكونون عناصر بناء ونهوض لأوطانهم وشعوبهم. وهنا أذكر إحدى طالباتي في الجامعة الأردنية عندما حاضرت حول أخطار الماسونية والتي قالت إن الماسونية غير ذلك وتعمل خيراً لأن "بابا ماسوني."

رابعاً: لا تُكلف الماسونية الذي يريد الانضمام إليها مالاً لأنها تتكفل بكل شيء. بل تعرض الماسونية في البداية المساعدات على أعضائها من أجل تحسين أوضاعهم المالية مما يرفع من درجة نفوذهم في المجتمع. وتقدم الماسونية دعماً مالياً ومعنوياً، وتُثير الغيرة لدى غير المنضمين إليها وتُشجعهم بصورة غير مباشرة للبحث عمن يستقطبهم.

خامساً: يجري توريط المنضم إلى الماسونية منذ اليوم الأول لقبوله عضواً فيها؛ أي يوم التعميد. الماسونية تُعمّد أعضاءها، ولها مراسيم خاصة بذلك. وحسب ما كتبه رئيس محفل الإسكندرية الذي وصل درجة 33، وهي أعلى درجة في الحركة، يُعرى الشخص الذي يتم تعميده، ويُربط بحبل (رسن) في رقبته، ويجثو على أربع، ويُساق إلى رئيس المحفل وهو مسحوب كالحمار ليُلوح الرئيس على رقبته بالسيف قائلاً له بأنه مقبول في الحركة، وأن رقبته ستُقطع هكذا إذا باح بأسرارها. ويُضيف بعضهم أن الشخص المعمد يتعرض للواط ويتم تصويره حتى لا يقوى مستقبلاً على ترك الحركة أو البوح بأسرارها. لا أدري فيما إذا كان اللواط يُمارس الآن مع الماسونيين العرب بخاصة أن الحركة رفعت عن نفسها بعض الأعمال السرية في هذه البلاد، وفتحت المجال لدخول واسع للناس الباحثين عن مناصب ونفوذ.

سادساً: يرى الماسوني لدى دخوله الحركة ثلاثة كُتب وهي القرآن والإنجيل والتوراة كرمز لوحدة الأديان. يختفي القرآن عندما يصل الشخص الدرجة الثامنة، ويختفي الإنجيل عند الدرجة خمس وعشرين، وتبقى التوراة التي بين أيدي اليهود الآن. وهذا دليل على أن الهدف النهائي هو خدمة أهداف قادة اليهود.

سابعاً: تستعمل الماسونية التوريط في أعمالها بخاصة التوريط الأخلاقي. يبدأ التوريط يوم التعميد بالتسخيم، ومن ثم ينتقل إلى التوريط بنساء أو إختلاس أموال، وما شابه ذلك. هذا أسلوب يستعمله أيضاً عدد من قادة العرب لإمتطاء مساعديهم. يُحول التوريط القيادات المستهدفة إلى أدوات تخدم الحركة الماسونية، وبذلك تطمئن الماسونية إلى أن أهداف الصهيونية وأهداف (إسرائيل) ستبقى نبراساً يهتدي به القادة في مجمل سياساتهم. وهذا بالتأكيد ما يُفسر إصرار العديد من القادة العرب على البقاء ضمن دائرة المصالح الإسرائيلية. مسموح للقائد العربي أن يُصرح أحياناً ضد (إسرائيل) وأن يُعبر عن إنزعاجه من أجل أن يُبقي على بعض "المصداقية" لدى شعبه، لكن ليس من المسموح له أن يتمادى بحيث يؤذي (إسرائيل).

 

المناصب للماسونيين

هناك دول عربية تنتشر فيها الماسونية مثل الأردن وتونس ومصر وعراق اليوم والمغرب والجزائر ودول الخليج وأجزاء من لبنان والضفة الغربية، والمحافل الماسونية موجودة في هذه الدول إلا من دول الخليج. الاجتماعات الماسونية تُعقد في البلدان العربية علناً الآن، وماسونيو الخليج يحضرون اجتماعات في بلدان أخرى مثل الأردن ولبنان و(إسرائيل).

المناصب العليا والأساسية في دول العرب الماسونية هي من نصيب الماسونيين فقط؛ لا يمكن لشخص غير ماسوني أن يصل إلى منصب رفيع لأن ذلك يُناقض فكرة الهيمنة الماسونية على الدولة، ويُعرض مصالح (إسرائيل) للخطر. فإذا كنت أيها القارئ مهتماً بالحصول على منصب في هذا الزمن المتصف بالسقوط والضياع ما عليك إلا أن تكون ماسونياً. إذا أصبحت ماسونياً فإن الطريق أمامك نحو الزعامة ستُصبح مفتوحة. سيجعلون منك زعيماً وسيُقدمون لك مختلف أنواع الدعم لتحسين صورتك أمام شعبك، وليُبعدوا عنك الشبهات!

إذا أصبحت ماسونياً فإنك ستجد نفسك في الإعلام بدون جهد أو تعب، وستسقط على شعبك مباشرة وكأنك ولدت قائداً مقداماً ومهنياً وعادلاً. أنت بالتأكيد أجوف وخبرتك ضئيلة، وعلمك نزير، وربما أخلاقك منحطة، لكنهم سيجعلون منك شيئاً مهماً، وسيُحققون لك الإنجازات التي تجعلك بطلاً، ولكن في المقابل عليك أن تبيع شعبك ووطنك، ومن المحتمل أن تُتاجر بامرأتك. ولا تنبهر إن قلت لك أنك ستحضر حفلات يتم في نهايتها تبادل الزوجات. ستدخل قاعة الحفل وتضع مفاتيح بيتك في وعاء، وعندما تخرج تمد يدك لتأخذ مفتاحاً بطريقة عشوائية، وعندها ستتأكد بأن زوجتك ستُضاجع جرذوناً على شاكلتك، وأنت ستُضاجع ضبة على شاكلة امرأتك. فهل تريد أن تكون ماسونياً؟

ألا ترى كيف يظهر في بلادك زعماء فجأة؟ هناك من يُنجزون في مختلف المجالات، وهناك من يُناضلون ويُضحون، وهناك من يرفعون رايات الوطن، لكن لا نصيب لهم. فجأة يظهر لك في الإعلام من لم تسمع به، وخلال أسابيع قليلة يُصبح زعيماً تلتف حوله الجماهير، وتهتف بإسمه. الزعماء لا يسقطون من الفضاء، إنما ينبتون من الشعب؛ وفقط العملاء هم الذي تأتيهم الزعامة من حيث لا تدري.

 

الماسونية أخطر من الصهيونية

 

نجم الصهيونية قد أفل إلى حد كبير منذ الخمسينات. صحيح أن المنظمة الصهيونية مازالت موجودة، لكن العمل الدؤوب هو من نصيب الماسونية. لقد جندت الماسونية زعماء وقادة في الشرق والغرب وبلدان العرب والمسلمين، وأصبحت (إسرائيل) مطمئنة إلى أن صوتها هو الذي يعلو، وأن مصالحها هي التي ستفوز بالرعاية والاهتمام. ألا ترى كيف يثور العالم إذا تفل شخص على قبر يهودي في اليابان، بينما لا يكترث لمئات القتلى في انفجارات هنا وهناك؟ السبب هو أن لقبر اليهودي "بكّايات"، وأولاد الفقراء لا بكاء عليهم. هناك قادة مجندون في الحركة الماسونية، وهم لا يشذون عن الطريق المرسومة لهم.

لماذا فضحوا الرئيس كلينتون؟ أنا لا أعلم، لكن احتفاظ (مونيكا لوينسكي) بفستانها المبلل لعدة سنوات لا يعني إلا شيئاً واحداً وهو أن (كلينتون) قد صنع شيئاً استحق عليه العقاب. وفعلاً عاقبوه وأذلوه. وإذا كان (كلينتون) قد تعرض للفضيحة والإذلال، فلك أن تتخيل حال زعماء العرب الذين ينهقون كلما جذبهم جمال امرأة. هؤلاء يُسمسرون على الوطن العربي الذي تبلغ مساحته أكثر من 14 مليون كيلومتر مربع، وليس فقط على فلسطين التي تبلغ مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع. فهل هذا يحل اللغز: لماذا لا تصنع القمم العربية شيئاً مفيداً؟ ولماذا يستمر العرب بالتنازل خدمة لأهداف ما يُسمى "بالسلام"!؟ المسألة بسيطة: هؤلاء حكام لا يملكون من أمرهم شيئاً، إذ قد باعوا أنفسهم.

 

فلسطين هدف الماسونية

كان في فلسطين ماسونيون قبل عام 1967، لكنهم هاجروا وهجروا بسبب حالة عدم الاستقرار وخوفاً من الناس. لكن الماسونية لم تنقطع وبقيت تعمل بشكل أو بآخر من خلال منتديات مثل (الروتاري) و(الليونز). انتعش الماسونيون الفلسطينيون في الأردن، وتسلل منهم إلى داخل فلسطين ليرفعوا شعارات الوطنية كتغطية للتنازلات. أما الآن فالأمر يبدو أكثر خطورة لأن قادة من الحركة الماسونية يتحركون في الضفة الغربية، ويعملون على استقطاب أعضاء أصحاب نفوذ وتأثير وقرار. وهناك من هم في الصف الأول، وفق ما توارد على مسامعي، يحضرون هذه الاجتماعات ويُساهمون في عملية الاستقطاب.

إذا كنت أنا صادقا، فستجدون مشاريع خدماتية مثيرة تقوم في فلسطين مثل شبكة الطرق التي يتم تعبيدها الآن، وستسمعون شعارات وطنية كثيرة، لكنكم ستجدون (إسرائيل) ممعنة في سياساتها التقليدية من مصادرة أراضٍ وبناء مستوطنات وتهويد القدس وتقطيع أوصال الضفة الغربية. إن كنت أنا صادقاً، فإنكم لن تروا دولة حقيقية تحت الظروف الحالية، لكنكم سترون تسابقاً بين الناس على المناصب والرواتب، وسترون تجذراً بالمزيد للعقلية الإستهلاكية، وتحولاً متسارعاً نحو الشعارات الوطنية دون أن نرى وطناً.

إن كنت أنا صادقاً ستجدون تركيزاً على أعمال إعلامية شبه بهلوانية، وفيها بعض الإنجاز، لكنها في النهاية تهدف إلى تحويل أنظار الناس عن حقوقهم الوطنية الثابتة. سترون الدعم المالي والإعلامي الغربي من أجل رفع شأن بعض الناس وزيادة شعبيتهم، لكنكم سترون مزيداً من التطبيع، ومزيداً من هجوم المثقفيتن الساقطين على وعي الناس وإلتزامهم بالحقوق الوطنية، وستجدون مزيداً من تهاوي الشباب وهبوط اهتماماتهم، وسترون مزيداً من الهبوط في مستوى التعليم على مستويي المدارس والجامعات.

آمل أن أكون مخطئاً.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ