يبدوا أن المسؤلين عن أرض سيناء الحبيبة ، قد استيقظوا أخيرا وقرروا التركيزا على محور تنمية سيناء ، ليس لأن سيناء أرض مصرية وتستحق برامج تنمية مثل باقي المحافظات المصرية، وليس لأن أبناء سيناء ألأوفياء يستحقون الرعاية وتوفير الحد الادني من الخدمات أسوة بباقي ابناء مصر ، ولاكن عجلة التنمية علي وشك ان تبدأ في سيناء لأسباب أخري ألا وهي حماية مصر من الطامعين ، وذلك بعد ان استوعب المسؤلون دروس التاريخ وأدركوا الأهمية الاستراتيجية الكبري لسيناء وأنها تمثل الحصن الشرقى لمصر والمعبر الذي عبرت منه معظم الغزوات التي استهدفت مصر سواء في التاريخ القديم أو الحديث .

فسوف تبدأ عجلة التنمية علي أرض سيناء الحبيبة بعد ان أدرك المسؤلون بأن  هناك بالفعل مخططات إسرائيلية لإقامة وطن بديل للفلسطينيين بدعم غربى ، حيث صرح اللواء مراد محمد موافى محافظ شمال سيناء فى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) الصينية مشيرا الي ذلك بقولة إن مصر منتبهة تماما لأي مخطط يستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء وأضاف المحافظ  "نحن نعلمه لكن من سيسمح لهم بتنفيذ ذلك، نحن قضينا أعواما طويلة من الحروب والصراع من أجل سيناء، ودماء الشهداء روتها، أى عاقل يرى أن نفرط فيها، لن نفرط فيها أبدا، الأمر ليس بهذه البساطة".

وهذا ما أكدة من قبل شيوخ سيناء وجميع أبناء مصر الاوفياء عندما صرح  الشيخ محمد ابوعبيد المزيني بأنة علي استعداد للعودة مرة أخري للدفاع عن كل حبة رمل غالية من أرض سيناء الحبيبة كما فعل في الماضي إذا طلب منه ذلك قائلا " لقد روينا أرض الاجداد بدمائنا حتي حررنها من أيدي أعدائنا ونحن لازلنا علي عهدنا " كما قال الشيخ إبراهيم سالم جبلى شيخ قبيلة مزينة في سيناء  "إن أرض شبه جزيرة سيناء لها حساسية خاصة وسنحافظ عليها بشتى الوسائل وفى أصعب الظروف"

ومن الوسائل التي يعتقد المسؤلون في مصر أنها كفيلة بالقضاء علي مخطط الترانسفير الاسرائيلي وسيلة توطين

المصريين في سيناء ، فقد جاء في مقابلة محافظ شمال سيناء مع وكالة الانباء الصينية " أن القضاء على أى مخطط "للترانسفير" فى سيناء يتوقف على توطين ثلاثة ملايين مصرى فيها " ومشيرا فى الوقت ذاته إلى أن التوطين كفيل بالقضاء علي مطامع الآخرين فى سيناء.

وأشار موافي إلى أن الفترة القادمة ستشهد تركيزا على محور تنمية سيناء، وأنه في سبيل ذلك سيقدم تصورا للرئيس حسنى مبارك لإنشاء هيئة مستقلة لإدارة سيناء على غرار ما حدث في مشروع السد العالى، ، وأنه أتفق مع مستثمر كبير لإنشاء مشروع سياحى عملاق سيحول سيناء لمنطقة جذب سياحى، رافضا الإدلاء بأية تفاصيل لحين إتمام الموافقات الخاصة بالمشروع، وتوسيع قاعدة الاستثمار الزراعي ، وانتقد تقاعس القطاع الخاص عن التنمية فى سيناء رغم كونها تتمتع بمقومات هائلة.

وهنا لا نريد أن نقول رب ضارة نافعة ، ولاكن نقول  "أفلح ان صدق"  فقد تمت الموافقة علي مشروع تعمير سيناء منذ تحريرها قبل ٢٨ عام ، ولاكن مشروع التعمير لم يتم وجاء علي لسان النائب الشهابي في اجتماع لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى عن عملية التنمية في سيناء قولة " لم يتم تعمير حتى  ٥ %منها، ولو حدث ذلك فسأضرب لهم تعظيم سلام "  وكان كلامة في معرض الرد علي النائب السمادوني الذي ذكر أنه تم تعمير ٢٥% من سيناء .

وقد وصلت درجة ألاهمال في والاستهتار بأرض سيناء الحبيبة إلي ان يتم الاحتفال بعيد تحريرها الثامن والعشرين بدون علم مصر .. نعم انا لا أهزي .. بدون علم مصر ، فقد نسى المسئولون أن يعلقوا علما فوق سارى التمثال حيث يقف قائد الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات فى ميدانه الشهير وسط المدينة بسيناء بدون علم مصر في ذكري تحريرها ، و يذكر أن التمثال قد تكلف  ١٣٠ ألف جنيه وارتفاعه  ١٠ أمتار والقاعدة من البوليستر بلون برونزى وتم تدشينه فى احتفالات أكتوبر ٢٠٠٩ . وفي الختام نسأل الله لمصرنا العزيزة الامن والسلام  ولسيناء الحبيبة التنمية والعمار .

ــــــــــ

*باحث وكاتب مصري - أمريكا

-------------------------