-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 10/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


سوريا في التفكير السياسي والأمني الإسرائيلي

عريب الرنتاوي

على السطح، تحتل مسألة استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية تحت مسمى "محادثات التقريب غير المباشرة" مكان الصدارة في أولويات النخبة السياسية والأمنية الإسرائيلية، لكن تحت السطح عادت سوريا لتحتل مكانة متقدمة على أجندة الجدل الإسرائيلي الداخلي، وتحديدا بين المستوى الأمني/العسكري من جهة والمستوى السياسي من جهة ثانية، وقد ارتفعت وتيرة هذا الجدل بعد الشهادة الهامة التي قدمها رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي بايدتس أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست قبل أيام، والتي تضمنت جملة من المواقف والمعلومات والتوصيات المثيرة للجدل.

 

تلحظ المدرسة الأولى (الأمنية – العسكرية) التي تضم في صفوفها قادة الموساد والاستخبارات والأركان، وجود "رغبة لدى سوريا للتوصل إلى تسوية ولكن بشروطها، أي: استعادة هضبة الجولان ومشاركة أميركية نشطة"، وتعتقد بأن "صفقة بشروط سوريا" هي وحدها الكفيلة بإخراجها من "محور الشر"، ومن دون ذلك فإن روابط سوريا بهذا المحور، وتحديدا مع إيران ستزداد قوة ومتانة، وتلحظ هذه المدرسة أن سوريا في المقابل، مستعدة لدفع ثمن "الصفقة" من كيس علاقاتها مع حلفائها القائمين.

 

ترى هذه المدرسة أيضا، أن سوريا تقترب من مفترق طرق حاسم، الأول يمضي بها في الطريق الذي اختطته منذ سنوات طوال: "طريق المقاومة والممانعة" ويفترض تمتين التحالف الاستراتيجي مع إيران وحزب الله وحماس، فيما الثاني، فطريق اشتقته مؤخرا ويقوم على الاقتراب والتقارب من الغرب وتعزيز التحالف مع تركيا وإجراء المزيد من المصالحات مع "معسكر الاعتدال العربي".

 

أهم فرضيات هذه المدرسة وأخطرها على المستوى السوري تقول: أن سنوات الهدوء الأربعين التي عاشتها جبهة الجولان، لن تستمر طويلا، وقد تنهار على نحو شامل وفي أي وقت وربما من دون مقدمات، وأن دمشق لن تقبل إلى الأبد باستمرار "حالة اللاحرب واللاسلم"، وهي –دمشق- وإن أدركت بأنها فوزها على إسرائيل مستحيل، إلا أنها على ثقة متزايدة من قدرتها على منع إسرائيل من تحقيق النصر، وإلحاق ضربات موجعة بها، تجبرها في نهاية المطاف على الرضوخ لصوت العقل والمنطق و"التسوية".

 

أما على المستوى الإقليمي، فإن أهم فرضيات هذه المدرسة وأخطرها تقول: أن معسكر الاعتدال العربي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأنه يمر الآن بمرحلة "حصر الإرث"، وأن انسحاب الولايات المتحدة المؤكد والوشيك من العراق، سيكون نهاية مطاف هذا المعسكر، وأن "نموذج حزب الله 2006 يختلف عن نموذج حزب الله 2010"، وإن إيران نووية ستجعل من المستحيل على معسكر الاعتدال إعادة ترميم صفوفه، الأمر الذي يوجب التحرك، والتحرك بسرعة، لإخراج سوريا من "معسكر الممانعة" باعتبار ذلك آخر ورقة استراتيجية يمكن اللعب بها لتفكيك هذا الحلف وترميم الاعتدال العربي قبل فوات الأوات، وإعادة تركيا إلى جادة صوابها، حيث يرى قادة هذه المدرسة أن نافذة الفرص لتحقيق هذه الغاية محدودة للغاية، وهي مهددة بالنفاذ في غياب من يسعى لالتقاطها في القدس ووشنطن.

 

في المقابل، ترى المدرسة السياسية التي يميل رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو لها، ويمثلها بشكل خاص مستشاره لشؤون الأمن القومي عوزي آراد، فتعطي الأولوية للمواجهة مع إيران أولا، وترى أن أي تنازل لصالح سوريا الآن سيكون مجانيا وبلا قيمة إن أمكن لإيران أن تفلت بقنبلتها النووية، حيث سيكون بمقدورها اجتذاب سوريا دائما ومجددا إلى "فلكها"، وأن أية تسويات مع دمشق يجب أن تكون بشروط إسرائيل، ولسان حال هذه المدرسة يقول: "الحرب مع الجولان أفضل من السلام من دونه".

 

هذه المدرسة محكومة بذات المعايير التي حالت دون إقدام جميع رؤوساء حكومات إسرائيل المتعاقبين منذ مدريد حتى اليوم، على اتخاذ خطوة "جذرية" باتجاه دمشق، فهؤلاء جميعا أبدوا في لحظات متفاوتة رغبة في فتح ملف الجولان والسلام مع سوريا"، وهؤلاء جميعا كانوا عارفين وموافقين على الثمن الذي يتعين دفعه نظير ذلك، وهؤلاء جميعا كانت لهم المطالب ذاتها تقريبا من سوريا، لكنهم جميعا ترددوا وجبنوا وخضعوا في نهاية المطاف لضغوط الرأي العام وحسابات استمرار الائتلاف الحاكم، وهذا ما يُعتقد على نطاق واسع بأن نتنياهو سيفعله في نهاية المطاف، حيث ترجح التقديرات بأن صوت أراد سيكون أعلى من صوت الجنرالات، ما يعني أن أفق المنطقة سيظل محمّلا برياح المواجهة ونذر الحروب والتصعيد، حتى وإن احتلت "ابتسامة" ميتشيل ومصافحاته صدرات نشرات الأخبار هذه الأيام.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ