-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 11/05/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مال ومقاومة

د. فايز أبو شمالة

في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في عمان، أخرج مسئول أحد التنظيمات الفلسطينية مئة دينار من الدرج، وقدمها لي قائلاً: خذ هذه أجرة طريق، مع فائق التقدير. اسم المسئول التنظيمي الذي التقيت فيه مطلع سنوات الثمانينيات معروف، وأتمنى أن يكون على قيد الحياة، وأن يتذكر نظراتي إليه، وجوابي القاطع، حين قلت: لا أشارك في عمل المقاومة من أجل المال، فمن يضحي بوظيفته، وأسرته، وعمره، لا ينتظر مقابل ذلك مالاً، ولا أحسب أن مال الأرض بما اتسعت يعادل الروح، أو يعادل ساعة اغتصاب للعمر خلف الأسوار، أو يعادل ليلة قلق، وترقب لهدير عربات الجيش الإسرائيلي التي قد تحاصر البيت.

أزعم أن غالبية الشباب الفلسطيني الذي ينتمي للمقاومة لا يهدف إلى التكسب المالي، فأوجه الربح، والكسب المالي لا علاقة بينها وبين المقاومة، لأن الأصل في المقاومة هو العطاء، فمن لم تجهز نفسه للتضحية، ومن لم يتأسس على الاقتناع بالمقاومة لا يقترب منها، أما من اكتملت لديه الفكرة، وآمن بالمقاومة فإنه لا ينتظر مقابل، فهو يعطي ولا يلتف خلفه، فالذي باع نفسه لما آمن فيه لا يشتري فيها ثمناً بخساً، بينما الذي يطلب المال، ويقيس خطواته بالربح والخسارة الشخصية، سيجد نفسه خاسراً مهما ربح مالاً..

في غزة يتواجد رجال مقاومة، بعضهم له أعمال خاصة، وبعضهم موظف، وبعضهم في الأجهزة الأمنية، وبعضهم طلاب جامعات، وفي المدارس الثانوية، وأزعم أن لا متفرغ في صفوف المقاومة، أو بمعنى آخر لا يوجد هنالك من يرتزق من المقاومة، ولا مهنة في غزة اسمها: مقاوم، وإن وجد المقاوم المتفرغ، فإنه لا يطمع بأكثر من رغيف خبز يقيم أوده، ولا يحسب نفسه موظفاً، ولا ينتظر آخر الشهر، فهو يخدم ليل نهار، ويستعد، ويتجهز، وينتظر ساعة اللقاء، وباع نفسه لله، ولا مصلحة له في مكاسب الدنيا المالية، والمقاومة بالنسبة إليه تشريف، وتطهير لروحه من صدأ الأطماع.

ضمن هذه المعادلة، أزعم ثانية أن ما يقال عن أزمة مالية تعصف بحركة حماس، لن تؤثر على القرار السياسي، وعلى الموقف من الثوابت، ولن تمس عظم المقاومة، ولن تذيب شحم الصمود، فقط؛ قد سيتساقط بعض الريش، ويتكسر الصوت الذي يردد: بدنا نعيش!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ